سيطرت الأزمة النووية الإيرانية على معظم الأحداث السياسية العالمية في الفترة الحالية، وهو ما جعل الكثير من الدول تبحث لها عن دور في حل هذه المعضلة التي يتوقع الكثيرون أن تتحول إلى حرب تلتهم الاخضر واليابس. ففي إطار فعاليات مؤتمر الولاياتالمتحدة مع العالم الإسلامي، سيطرت المشكلة الايرانية على أحاديث المؤتمر، فقد اجتمعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لبحث الملف النووي الايراني، حيث امتد اللقاء بين الاثنين إلى اكثر من ساعة ونصف بدلا من الوقت المقرر له والذي تحدد بنصف الساعة، وهو ما أثار السفير الامريكي بقطر وجعله يخرج عن كافة الأعراف الدبلوماسية، خاصة وأن كلينتون كانت على موعد للقاء رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني. وكما هو متوقع فقد تناولت كلينتون مع رئيس الوزراء القطري قضية الملف النووي الإيراني ، حيث حذرت من خطورة الموقف وطلبت الدعم القطري للعب دور فاعل في تلك القضية، ولم يخرج اللقاء عن وعود لم تمل الولاياتالمتحدة من تكرارها. في اعقاب هذه اللقاءات أعلن مكتب رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية ان رئيس الوزراء القطري سوف يزور إيران في وقت قريب. كما أعلنت وكالة الانباء الايرانية عن وصول وزير الخارجية التركي الى ايران لبحث العديد من القضايا الاقليمية والدولية التي تهم البلدين، وجاءت هذه الزيارة بعد زيارة لقطر بصحبة رئيس الوزراء التركي ولقائه مع وزيرة الخارجية الامريكية في الدوحة. أما مصر وهي الدولة التي من المفترض أن تكون على رأس الدول المشاركة في حل الأزمة الايرانية نظرا لمكانتها الإقليمية والدولية، فقد تركت الساحة خالية أمام لاعبين إقليميين وقوى أخرى تكتسب على حسابها نقاطا سياسية مثل تركيا ودويلة قطر، وهذا ما فسره كثير من المحللين بأنه تراجع مصري عن دورها الريادي وتقوقعها على ذاتها، لتترك الساحة خالية ولتخرج أيضا من اللعبة السياسية التي تحاك في المنطقة.