قتل 22 شخصا على الاقل واصيب العشرات بجروح في هجوم انتحاري مزدوج أمس الجمعة في كراتشي، وكان الاول ضد حافلة تنقل شيعة والثاني ضد مستشفى نقل اليه جرحى الهجوم الاول. واستهدف الهجوم الاول الذي اوقع 12 قتيلا على الاقل حافلة كانت تنقل شيعة وهو الهجوم الثاني الذي يسفر عن قتلى خلال شهر ونصف الشهر ضد هذه الاقلية الدينية في كراتشي كبرى مدن الجنوب. ووقع الانفجار الاول عندما اصطدمت دراجة نارية مفخخة بحافلة تنقل شيعة كانوا يتوجهون للمشاركة في مسيرة بمناسبة اربعينية الامام الحسين، حسبما افاد شهيد حسن المسؤول في الشرطة لوكالة فرانس برس في مكان الحادث. وصرح الطبيب سيمي جمال مدير مستشفى جناح في كراتشي لوكالة فرانس برس "لقد تلقينا جثث 12 شخصا واكثر من 50 جريحا، وهناك نساء واطفال بين القتلى". ومدينة كراتشي عاصمة اقليم السند، ويبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة. وتتكرر الاعتداءات على الاقلية الشيعية التي تشكل 20% من السكان، وتنفذ هذه الاعتداءات حركة طالبان ومجموعات سنية متطرفة أخرى. وتقف حركة طالبان وراء جملة من الاعتداءات اوقعت نحو 3000 قتيل في مختلف مناطق البلاد منذ عامين ونصف عام. وبعيد الهجوم الاول، انفجرت عبوة ناسفة ثانية عند مدخل الطوارئ في مستشفى جناح، حسبما اعلن صغير احمد وزير الصحة في الاقليم. وصرح المتحدث باسم حكومة الاقليم جميل سورو ان الهجوم الثاني ادى الى مقتل عشرة اشخاص واصابة اكثر من 20 بجروح. واوضح مسؤول في فرقة ازالة الالغام التابعة للشرطة ان الهجومين نفذهما انتحاريان على متن دراجتين ناريتين. وصرح الطبيب مشتاق احمد لوكالة فرانس برس "سمعت انفجارا قويا بالقرب من قسم الطوارئ حيث كان جرحى (الهجوم الاول) يتلقون العلاج". واسفر هجوم انتحاري استهدف موكبا شيعيا واعلنت طالبان باكستان مسؤوليتها عنده في 28 كانون الاول/ديسمبر الماضي عن مقتل 43 شخصا بالقرب من كراتشي. وكانت كراتشي في منأى نسبيا عن معظم الهجمات التفجيرية التي شهدتها المنطقة الشمالية الغربية من باكستان والعديد من المدن الكبرى. وافاد صحافي في وكالة فرانس برس ان انفجار الجمعة في وسط المدينة دمر الحافلة التي تضرج داخلها بالدماء تدميرا كاملا. واعلنت حركة طالبان باكستان الموالية لتنظيم القاعدة منذ تأسيسها في 2007، الجهاد ضد اسلام اباد لتحالفها مع واشنطن في "الحرب على الارهاب" في 2001. وتحولت مراكز حركة طالبان في المناطق القبلية الحدودية مع افغانستان في شمال غرب البلاد، تدريجيا الى المعقل الجديد لمسؤولي ومقاتلي القاعدة وقاعدة خلفية استراتيجية لتنظيم القاعدة في افغانستان. وكثفت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي ايه والجيش الاميركي في افغانستان خلال الاشهر الاخيرة عمليات القصف الصاروخي من طائرات بلا طيار ضد مسؤولين من القاعدة او من طالبان. واذا كان مقاتلو القاعدة او طالبان يعلنون مسؤوليتهم عن بعض الهجمات التي تستهدف الشيعة فان هذه الاعتداءات هي في الغالب من تنفيذ مجموعات اخرى متمركزة في وسط وشرق باكستان. ومنذ نهاية 1980، قتل اكثر من اربعة الاف شيعي في اعمال عنف طائفية في مختلف انحاء البلاد.