أوقعت هجمات انتحارية دامية، استهدفت بغالبيتها المواكب الشيعية المتجهة إلى كربلاء لإحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين، ما لا يقل عن خمسين قتيلا وحوالي مئتي جريح اليوم الخميس. وقال محمد حميد الموسوي، رئيس مجلس محافظة كربلاء، لوكالة فرانس برس، إن "ما لا يقل عن 45 شخصًا قتلوا وأصيب 150 آخرون بجروح في هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين قرب كربلاء (110 كم جنوب بغداد)". وأوضح أن الهجوم الأول وقع الساعة الثالثة (12.00 ت غ) في منطقة أمام عون (10 كلم شمال كربلاء)، فيما وقع الثاني بعد عشرين دقيقة على مسافة 15 كلم جنوب كربلاء التي تؤمها في هذه الأيام المواكب الشيعية من مختلف أرجاء البلاد. بدوره أكد مصدر أمني في بغداد هذه الحصيلة. وأضافت مصادر أمنية أن المصابين نقلوا إلى خمسة مستشفيات. وأكد مصدر طبي في مستشفى الحسين العام لوكالة فرانس عدد القتلى، مشيرًا إلى وجود "عشرين امراة وأربعة أطفال بينهم، وأربعين امراة وعشرة أطفال بين الجرحى". وأوضح أن "الهجوم في منطقة إمام عون أدى إلى مقتل عشرين شخصًا، وإصابة 25 آخرين بجروح، فيما قتل 25 وأصيب 75 آخرون بجروح في الهجوم الآخر". وأكد تلقي "أشلاء بشرية لضحايا لم تعرف هويتهم أو عددهم"، مرجحًا احتمال ارتفاع الحصيلة النهائية. وفور وقوع الانفجارين، منعت السلطات المحلية سير المركبات في كربلاء وضواحيها. وبدأ ملايين الشيعة في جميع أنحاء العراق بالتوجه سيرًا إلى كربلاء منذ أيام للمشاركة في الذكرى التي تصادف الثلاثاء المقبل. وغالبًا ما يتم استهداف المواكب الشيعية خلال إحياء ذكرى عاشوراء والأربعين خصوصًا، رغم انتشار عشرات الآلاف من العناصر الأمنية واتخاذ إجراءات مشددة لمنع أعمال العنف. وتأتي هذه الهجمات بعد شهر على تشكيل حكومة وحدة وطنية لا تزال حقائبها الأمنية موضع خلافات مستعصية بين الأطراف السياسية الرئيسية المشاركة في العملية السياسية. كما أنها تظهر بشكل جلي الصعوبات التي تواجهها القوى الأمنية في السيطرة على الأوضاع قبل أقل من عام على انسحاب نهائي متوقع للقوات الأمريكية من البلاد. إلى ذلك، قتل اثنان من الشيعة، وأصيب 12 آخرون بجروح بانفجار عبوتين ناسفتين استهدفتا مواكب حسينية في وقت سابق اليوم. وأكد مصدر في وزارة الداخلية "مقتل أحد الزوار الشيعة، وإصابة تسعة آخرين بجروح بانفجار عبوة ناسفة عند علوة الرشيد (جنوب بغداد)". وقال مصدر طبي في مستشفى بعقوبة العام إن انفجار عبوة ناسفة بموكب حسيني عند ناحية كنعان (جنوب شرق)، أدى إلى مقتل شخص وإصابة ثلاثة بجروح. واستهدف هجوم انتحاري مقر قيادة شرطة ديالي في بعقوبة في وقت سابق اليوم الخميس، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص بينهم شرطيان والصحافية وجدان أسعد الجبوري، وجرح 42 آخرين. ووجدان من مواليد العام 1976، خريجة تربية رياضية من جامعة ديالي، وتعمل في صحيفة "العراق المستقل"، وفقًا لمصدر في عائلتها. والضحية متزوجة من سائق سيارة أجرة وأم لأربعة أبناء، ثلاث بنات وصبي. وكانت "وجدان غادرت العام 2006 منزلها في منطقة بهرز (جنوب بعقوبة)، لأن زوجها شيعي، متوجهة إلى بغداد"، بحسب المصدر. وبدأت العمل كصحفية في العام ذاته خلال وجودها في بغداد. من جهته، أكد يونس البياتي، رئيس اتحاد الصحافيين في ديالى، أن وجدان تعمل في صحيفة "العراق المستقل" نصف الشهرية، مشيرًا إلى أنها "تتولى تصوير الأخبار التي تقوم بأعدادها". ووقع الهجوم عند تقاطع طرق، حيث مقر مجلس المحافظة، ويبعد مسافة مئتي متر عن مكان هجوم انتحاري بسيارة مفخخة أوقع 14 قتيلا من عناصر حماية المنشآت أمس الأربعاء، وأصاب حوالي 120 آخرين بجروح وسط بعقوبة. وفرضت قوات الأمن حظرًا على تجول السيارات في بعقوبة، وفقًا لمصدر في الشرطة. ومحافظة ديالى، وكبرى مدنها بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد)، من المناطق المتوترة في العراق نظرًا لتركيبتها السكانية المتعددة القوميات والطوائف. ومنذ الثلاثاء، لقي 116 شخصًا على الأقل مصرعهم في العراق، غالبيتهم العظمى بهجمات انتحارية. فقد قتل خمسون شخصًا، وأصيب حوالي 150 آخرين بتفجير انتحاري بواسطة حزام ناسف استهدف متطوعين للشرطة في تكريت، كبرى مدن محافظة صلاح الدين، مسقط رأس الرئيس السابق صدام حسين. كما قتل 16 شخصًا على الأقل، وأصيب 135 آخرون بجروح في هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين استهدفتا مقرًّا أمنيا، وموكبًا للشيعة في محافظة ديالي، شمال شرق بغداد أمس الأربعاء. وهذه الاعتداءات هي الأكثر دموية منذ مجزرة كنيسة السريان في بغداد في 31 اكتوبر الماضي عندما لقي 46 مصليا، بينهما كاهنان، مصرعهم في هجوم تبناه تنظيم القاعدة، كما أنها الأكبر منذ تشكيل الحكومة الجديدة في 21 ديسمبر الماضي.