فيما يوصف بأنه توالي لفضائح الحكومة ونوابها تحت قبة البرلمان, نشبت اليوم حربًا ضارية بين نواب المعارضة وعلى رأسهم الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين ونواب الحزب الوطني بسبب طلبات الإحاطة الإخوانية ضد الجدار العازل, انتهت بسب نواب الوطني للدين والشعب الفلسطيني وانسحاب نواب الإخوان والمعارضة من اللجنة مؤكدين رفضهم للتجاوزات اللأخلاقية خلالها على وعد بتحضير مؤتمر صحفي للرد علي أحداث اللجنة. حيث تقدم أكثر من 20 نائبًا من نواب الكتلة على رأسهم النائب حمدي حسن والدكتور محمد البلتاجي والمهندس صبري عامر ودكتور حازم فاروق والمهندس أشرف بدر الدين- بطلبات إحاطه وبيانات عاجله للدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب رفضًا لإنشاء جدار عازل بين مصر وغزة. وأعرب النواب عن دهشتهم من إحالة طلبات الإحاطة الخاصه بالجدار إلى لجنة الدفاع والأمن القومي رغم أنهم طلبوا إحالتها للجنة الشئون العربية والخارجية, فضلا عن تأجيل موعد مناقشتها إلى الأربعاء بدلاً من الثلاثاء بشكل مفاجئ دون إعلام النواب بما يساهم في تقليل عدد النواب الحاضرين حيث يتعارض الموعد مع ما قد سبق ووفقوا مواعيد وفودهم للقاهرة طبقا له. ويروي المهندس صابر عامر عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين ما حدث باللجنة اليوم قائلا: في بادئ الأمر تم نقل عقد اللجنة المختصة لمناقشة طلبات الإحاطة المتعلقة بالجدار العازل بين مصر وغزة من القاعة المحددة لها إلى قاعة كبيرة في الدور الثاني تستوعب العدد الكبير من الحضور, وحضر عدد كبير من نواب الحزب الوطني منهم أحمد عز وكثير من رؤساء اللجان وترأس اللجنة دكتور فتحي سرور اللجنة, مؤكدًا على أن اللجنة شهدت إساءات غير مسبوقة من أعضاء الوطني ومنهم النائب حازم حمادي الذي ذهب مبكرًا قبل حضور سرور ووقف يصيح في القاعة منددًا بطلبات الإحاطة ورافضًا مناقشتها ومتهما أصحابها بالعمالة, وبعده جاءت النائبة جملات رافع وطالبت بمحاسبة النواب الذين تقدموا بتلك الطلبات, وبدأت الجلسة برئاسة دكتور سرور وسط تراشق بالألفاظ من جانب نواب الوطني انتهت بقيام النائب بدر القاضي عضو لجنة الدفاع بسب الشعب الفلسطيني قائلا: "هنعمل حساب مين ده كلهم ولاد..", مضيفًا " ال"هيجي عند الجدار هنطلع دين"! من جانبه أكد المهندس أشرف بدر الدين عضو الكتلة البرلمانيه لجماعة الإخوان المسلمين على أهمية قضية جدار الموت العازل بين مصر وقطاع عزة لدي كل مواطن مصري, واصفًا الجدار بالمشاركة في الحصار علي غزة. وشدد بدر الدين على أولوية الأمن القومي المصري لدي كل نائب ومواطن, مشيرًا إلى أن هذا الجدار لا علاقه له بأمن مصر وإنما يصب في أمن إسرائيل, وأن قطاع غزة لا يهدد أمن مصر بينما تهدد إسرائيل أمن مصر منذ أكثر من 40 عاما. ورفض بدر الدين معاقبة شعب كامل لوجود تيار سياسي معين في غزة, مؤكدًا أن أهالي القطاع يعيشون آلام الحصار منذ سنوات والاجتياحات البربرية الصهيونيه التي كان آخرها حرب ال22 يوما التي تصادف ذكراها الأولى أمس الثلاثاء 29 ديسمبر, وكان أولى بنا أن نفتح المعبر بصفة دائمة لدخول المساعدات بشكل طبيعي لا أن نضيق الحصار. وأكد بدر الدين أن بناء الجدار العازل يأتي ضمن الاتفاق الأمني بين وزيرة الخارجية تسيبني ليفني ونظيرتها السابقة كونداليزا رايس إبان الحرب على غزة وقبل رحيل بوش الابن من منصبه بأيام قليلة, وتحدثا الوزيرتين عن اتفاقية أمنية بينهم وعدت فيها أمريكا إسرائيل بتشديدات أمنية على الحدود المصرية وأن هناك إجراءات علي مصر تنفيذها وفقا للاتفاية, إلا ان مصر قالت حينها: إنها ليست جزءًا من هذا الاتفاق ولا علاقه لها به, والآن وبعد عام تنفذ مصر ما اتفقت عليه إسرائيل وأمريكا لصالح الصهاينة. وأكد بدر الدين أن هذا الجدار يحمل آثارا بيئية خطيرة جدًا, وأنه لا يحمي حدود مصر لعدم وجود عدو علي الاتجاه الآخر, فضلا عن أن حماية الحدود لا تكون علي حساب الآخرين فتصميم الجدار ومد أنبوب مائي يؤدي لتسرب المياه للأعماق مما يؤثر علي المياه الجوفية العزبة التي تعتبر مصدر الحياة لأهل عزة. واستند بدر الدين في رفضه للجدار علي فتوي الشيخ يوسف القرضاوي أمس بأن الجدار بين مصر وغزه "حرام", مطالبًا بوقفة شعبية ضد هذا الجدار لمنعه, مؤكدًا أنه لا عيب علي شعب لا يجد أي سبل للحياة في إنشاء نفق يطلب منه الطعام والدواء, فلو تم فتح المعبر ووصلتهم الحياه في ظروف طبيعية كما هو الحال بين كافة الدول المتجاورة, فلن يلجئوا للأنفاق, مشيرًا إلى أن إغلاق المعبر يعتبر غباءً اقتصاديا شديدًا لأن فتحه سوف ينعش الاقتصاد المصري بشدة.