كشفت صحيفة "الجارديان" حقيقة المناورات السياسية المصرية تجاه قافلة شريان الحياة والتى يقودها نشطاء دوليون بهدف نقل مساعدات عاجلة إلى سكان قطاع غزة المحاصرين من جانبى كل من مصر وإسرائيل. وقالت الصحيفة البريطانية إن تصريحات رسمية صادرة عن الخارجية المصرية هى التى كشفت تلك المناورات التى تستهدف عرقلة مرور القافلة وفى نفس الوقت تبدو فيها القاهرة أمام العالم فى موقف المتهم البريء. ففى حين ناشد جورج جالواى البرلمانى البريطانى السلطات المصرية السماح للقافلة بالمرور إلى القطاع عبر ميناء نويبع الجنوبى قادمًا من الأردن، بعد رحلة طويلة بدأت من تركيا، إذا بالخارجية المصرية تعلن فى سخرية واضحة من مناشدة "جالواى" أنها بالفعل قد سمحت للقافلة بالمرور، ولكن فى حقيقة الأمر هى التي تضع العراقيل فى وجهها. الدليل على ذلك – بحسب الجارديان – هو أن الخارجية المصرية لم تحدد فقط مسار القافلة بل أيضا حددت موعدًا نهائيا لمرورها عبر الطريق الأطول الذى يصر على أن تسلكه القافلة إلى غزة، وهو عبر ميناء العريش على أساس أنه الميناء الوحيد المخصص لاستقبال المساعدات الخارجية للفلسطينيين، وهو ما يعنى أن القافلة مهددة فى نهاية الأمر بعدم الوصول إلى غزة من الأصل وأن على المسئولين عنها "شرب" لبن الأطفال الذي جاءوا به من أجل أطفال المدينة المحاصرة منذ أكثر من عام وأن يعودوا من حيث أتوا بخفى حنين! ونقلت الصحيفة عن مصدر بالقافلة أن المفاوضات لا تزال متوقفة بين الجانبين المصري والقائمين على القافلة بسبب إصرار الجانب المصري على اتباع القافلة لبرنامج سير معين، مبديًا استهجانه لمرور القافلة بصورة سريعة وآمنة عبر أوروبا وتركيا، مرورًا بسوريا والأردن متجهين إلى غزة، ولم تتعثر إلا على الحدود المصرية. والحقيقة الثانية التى كشفتها "الجارديان" فى محاولة منها لتفسير التعنت المصرى نحو قافلة الإغاثة، تتمثل فى شعور مصر بالحرج البالغ حين يحاول غربيون مساعدة شعب محاصر على حدود مصر فى الوقت الذى تشارك مصر ذاتها فى ذلك الحصار بصورة غير مباشرة وذلك عبر الجدار الفولاذى الذى يتم إنشاؤه حاليا، يقول فلسطينيون إنه سوف يتسبب فى وقف انتقال البضائع التى يعيش عليها السكان المحاصرون فى غزة. كما أشارت إلى أن السلطات المصرية تريد أن تؤكد على عدم مسئوليتها عن الحصار ولكنها إسرائيل، وبالتالى فالأخيرة هى الأولى بأن تمر القافلة عن طريقها باعتبارها قوة احتلال وهى المسئولة عن إدارة قطاع غزة وليس مصر. وكان النشطاء المشاركون في قافلة شريان الحياة 3 قد أعلنوا إضرابًا عن الطعام اليوم الأحد بدءًا من الساعة 11.25 صباحًا بتوقيت العقبة وغزة في مثل الوقت الذي بدأت فيه إسرائيل الهجوم على غزة العام الماضى. كما عبروا عن احتجاجهم الشديد لرفض مصر منحهم تصريحًا بالمرور عبر ميناء نويبع والذى يعتبر الأسرع فى الوصول إلى قطاع غزة المحتل والمحاصر فى آن واحد. وفى سياق متصل فإن المحادثات الدبلوماسية ماتزال جارية بين الحكومتين التركية والمصرية لحل الأزمة حيث تشارك مؤسسة "آي إتش إتش" كبرى المؤسسات الخيرية التركية بثلاث وستين شاحنة إغاثة في القافلة.