أعلن النشطاء المشاركون في قافلة شريان الحياة 3 أنهم سيبدءون إضرابا عن الطعام يوم الأحد بداية من الساعة 11.25 صباحا بتوقيت العقبة وغزة في مثل الوقت الذي بدأت فيه إسرائيل الهجوم على غزة العام الماضي. ويحتج النشطاء على رفض السلطات المصرية منحهم تصريحا بالمرور عبر ميناء نويبع والوصول عبر الأراضي المصرية إلى قطاع غزة. وقال منظمو القافلة في بيان تلقت "بي.بي.سي" نسخة منه إن المحادثات الدبلوماسية ما تزال جارية بين الحكومتين التركية والمصرية لحل الأزمة حيث تشارك مؤسسة "آي.إتش.إتش" أكبر المؤسسات الخيرية التركية بثلاثة وستين شاحنة إغاثة في القافلة. ويشارك في القافلة نحو أربعمائة ناشط من سبع عشرة دولة. وكانت القافلة التي تحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة قد ناشدت الرئيس المصري حسني مبارك صباح السبت السماح لها بدخول القطاع عبر رفح. وقال بيان صادر عن القافلة مخاطبا مبارك "نناشدك السماح لقافلة شريان الحياة مواصلة رحلتها حتى تنضم للفلسطينيين في غزة في مسيرة يوم الحادي والثلاثين من ديسمبر" الجاري. ومن المقرر تنظيم مسيرة في هذا التاريخ من شمالي غزة حتى حدود معبر إيريز على الحدود مع إسرائيل. وترابط القافلة الآن في ميناء العقبة الأردني بانتظار تصريح السلطات المصرية لها بالتحرك عبر أراضيها. وتريد القافلة الوصول إلى قطاع غزة عبر ميناء نويبع بجنوب سيناء، وهو ما ترفضه السلطات المصرية التي تصر على ضرورة توجه القافلة إلي ميناء العريش الواقع على البحر المتوسط. وتقول مصر إن العريش هو الميناء الوحيد المخصص لاستقبال المساعدات الخارجية للفلسطينيين، وهو قريب من مدينة رفح المصرية، ومعبر رفح على الحدود بين قطاع غزة ومصر. ومن جانبها قالت حركة تحيا فلسطين أو فيفا باليستينا المسئولة عن تنظيم القافلة إن السلطات المصرية رفضت حتى الآن السماح بمرور القافلة لتقديم إغاثات طبية ومواد، بينها حليب أطفال. وقال مصدر بالقافلة، التي يقودها البرلماني البريطاني، جورج جالاوي المعروف بدعمه للجانب الفلسطيني، لبي بي سي عبر الهاتف من داخل القافلة: "إن المفاوضات متوقفة بين الجانبين المصري والقائمين على القافلة بسبب إصرار الجانب المصري على إتباع القافلة لبرنامج سير معين." وأضاف بيان تحيا فلسطين بالقول إن القافلة تمتعت بعبور آمن عبر أوروبا وتركيا، مرورا بسورية والأردن متجهين إلى غزة. وقال بيان المنظمة إن القافلة تأمل "بكسر الحصار الإسرائيلي غير المشروع على قطاع غزة، والمستمر منذ ثلاث سنوات ونصف"، عبر معبر رفح الحدودي، والوصول إلى القطاع بحلول السابع والعشرين من الشهر الجاري. غير أن الجانب المصري يشير إلى أن القافلة وصلت برا إلى ميناء العقبة المواجه لميناء نويبع المصري على خليج العقبة، ولا يفصل بينهما سوى ثلاث ساعات تقريبا عبر المراكب أو المعديات. وأضاف المتحدث باسم الخارجية المصرية، حسام زكي، بالقول "إن إسرائيل هي قوة احتلال، ومن ثم تتحمل المسؤولية أمام المجتمع الدولي تجاه الفلسطينيين في غزة، لأنها هي من تفرض الحصار". وتابع بالقول إن مصر لا تريد الدخول كطرف في القضية بأن تصبح هي المنفذ الوحيد الدائم للفلسطينيين، "ما يرفع المسؤولية المنوطة بالجانب الإسرائيلي كقوة احتلال". واتهم زكي النائب البريطاني جورج جالاوي الذي يقود القافلة بانتهاج "أسلوب دعائي" للضغط على مصر، قائلا إن هدفه هو لفت الانتباه والبقاء تحت ضوء الإعلام، مشيرا إلى أن مصر لن تخضع لمثل هذه الضغوط. ويرى الجانب المصري أن معبر رفح مفتوح أمام حركة الأشخاص والمساعدات الإنسانية بشرط أن يكون ذلك بتنسيق مسبق مع الجانب المصري. ويؤكد على ضرورة الضغط على الجانب الإسرائيلي من اجل فتح بقية المعابر مع غزة وعددها ستة. وتشير الخارجية المصرية إلى أن الاتفاقات السابقة بين الجانبين المصري والفلسطيني والإسرائيلي تنص على أن معبر رفح يحظى بمراقبة أوروبية مصرية فلسطينية من حرس الرئاسة، وليس أي جهاز فلسطيني آخر. وتضيف إلى أن الذي حدث هو أن حماس بسيطرتها على قطاع غزة دفعت الأوربيين إلى مغادرة المعبر بعدما غادره حرس الرئاسة الفلسطيني. يذكر أن القافلة تضم 152 شاحنة محملة بمساعدات، ومؤيدين للجانب الفلسطيني من جنسيات أوروبية وأمريكية وتركية، على رأسهم النائب البريطاني السابق جورج جالاوي.