هذه الفرحة العارمة المرتسمة علي الوجوه والمتفجرة من أبواق السيارات والتي تكاد تقفز من شبابيك البيوت، هي فرحة شعب بأكمله، نهض في وجه كذَّابي النهضة، وأعلن عصيانه علي من ظنوا أنهم فراعنة سيستخفونه ويحكموه بالعصا، فإذا به يسوقهم قطيعا من الخراف الهاربة ....... وليقل لي أحدكم كيف انشقت الأرض وابتلعتهم؟ ....... أو أين اختفت خلال الساعات الماضية، وجوه الإخوان السمجة التي كانت تفرض حضورها الثقيل كلما فتحت قناة تليفزيونية، خصوصا الرسمية منها، أو قرأت صحيفة "قومية" أو ذهبت لتشتري "التموين" أو لتستبدل "أنبوب بوتاجاز" كما وصل الحال بهم من احتكار لأقوات البسطاء في الأقاليم، أو حتي إذا سرت في شارعك لتقتحمك لافتة "فلان الفلاني مرشحكم الإخواني كذا وكذا، إلى آخره من غثاء السيل الذي ينساب من بين أشداقهم وعلي حوائطهم المتداعية". هذه الفرحة احتاجها الشعب طويلا، بعد أن نجح قطيع من الخراف الضالة أن يدهسوا ابتسامته ويغتالوا فرحته بثورته الماضية، بل وحاولوا – أي الخراف – أن يلتهموا لحمه الحي، ويمتصوا دماءه، فقلب المائدة عليهم وحلفائهم الصهاينة الأميركيين، وجعلهم جميعا يتوسلون الوسيلة للهروب عن طريق الأفعي الأميركية الرقطاء آن باترسون، لعل شفاعتها تفيد في إقناع سادة البلدة العسكريين للسماح للقطيع بخروج آمن دون جدوي، مازادهم جنونا علي جنون. من هنا أطالب المصريين، أن ينتبهوا جيدا، فلا يجب أن تستغرقنا الفرحة وتنسينا الحرب التى لم ننتصر بعد سوي في أولي معاركها، والتى لم نسعي لها ولكن يبدو أنها فرضت علينا! فقد أسقطت ثورة الثلاثين من يونيو، الوجه الأخير للنظام الصهيو أميركي الذي حكم مصر منذ نهاية عهد الرئيس الشهيد أنور السادات، وهو الوجه ذو اللحية، فيم سقط وجهها الأول "المخلوع" في انتفاضة يناير 2011، التى تحولت إلى محاولة لإغراق مصر في آتون ربيع صهيوني يقضي علي هويتها، ويفكك ملامحها، إلا أن الضربة الأخيرة، التى تلقاها العدو الصهيو أميركي في ثورة 30 يونيو، وبقدر ما كانت موجعة، بقدر ما ستجعله يلاعبنا – يقاتلنا – بوجهه المكشوف، وكم سيكون هذا الوجه قبيحا عدوانيا مسلحا حتى الأسنان. علي شعبنا المصري أن يستعيد جنديته إذن، ويتشح لباس الحرب، وليستعد لصد العدوان المتأسلم، القادم علي أسنة الرماح الصهيو أميريكية، التى يحملها مدعوا الجهاد في سبيل الله، وأحسب أن الله – عز وجل - برئ من هؤلاء، تماما كما الجهاد، بل هم دعاة خراب، غارقة أيديهم بدماء الأبرياء والشهداء، ما بين مصريين وغير مصريين، مسلمين وغير مسلمين، هم جيش الفتنة يقودهم علماء السلطان، الذي لم يعد سلطانا، ولا حتى بوابا في مدن المحروسة مصر بإذن الله. لنتذكر قوات الدفاع الشعبي التى شكلها جند مصر – خير أجناد الأرض – لصد الغزاة الصهاينة والبريطانيين والفرنسيين في حرب بورسعيد 1956، وعدوان الكيان الصهيوني بدعم أميركي عام 1967. لنستعيد قوة صيحاتنا التى تزلزل قلوب العدو: سنقاتل....... ليس عدوانا وإنما صدا للعدوان، كالذي جري من هجمات إرهابية نفذتها اليوم ميليشيات الإخوان الإرهابية، وحليفتها التكفيرية، في العريش، والسويس، وذلك ضد مواطنين مصريين مسالمين، سلاحهم الوحيد هو السلمية، في مواجهة القناصة المرتزقة من حماس وغير حماس، كما كشفت تحقيقات النيابة في أحداث المقطم، وبالإسم. وها هو البلتاجي "البلطجي" والزمر "القاتل والإرهابي "، قد أطلقا النفير "نفير الجهاد" بزعمهم، وبنفوسهم المريضة، وقريبا جدا سيتعرض المعتصمون سلما بمحيط قصر الاتحادية، وربما أهالينا وجيراننا الآمنين في بيوتهم، لهجمات إرهابية، باعتبارهم "مرتدين" و"كفارا" و"خارجين عن طاعة ولي الأمر". قولوا معي أيها المصريون: سنقاتل . سنقاتل . سنقاتل.