أسئلة خطيرة، لابد وأنها تفرض نفسها، بناء علي ما شهدناه جميعا من التفكير مرتين وربما ثلاثاً، قبل اتخاذ قرار بالدخول في حرب ضد ميليشيات الإرهاب القاعدي التي نجحت علي مدي العامين الماضيين، في التمركز في شبه جزيرة سيناء، تنفيذا لتعليمات الإرهابي رقم واحد في العالم: ايمن الظواهري. والمعروف أن "الظواهري"، سبق وأطلق تصريحاته، بأن الوجهة القادمة للجهاديين في العالم كله هي مصر، والهدف النهائي، تحويلها إلى إمارة إسلامية، والبداية من سيناء، والمستهدف الأول بالعدوان: الجيش المصري. والواقع أن الجيش المصري، يعتبر حاليا مستهدفا، ليس فقط من تنظيم القاعدة وحده، ولا من "إسرائيل" وحدها، ولكن من الكيان الصهيو غربي كله، والأهم والأقرب، من جماعة الإخوان المسلمين، ذات الهوية التى لا تختلف كثيرا عن "السلفية الجهادية"، والتى تتأكد يوما بعد يوم أن مخططات الأخونة والتمكين من الممكن أن تنجح مع مؤسسات سهلة الابتلاع والهضم كوزارتي الداخلية والإعلام .. (لم يأخذا غلوة حتى قدما فروض الطاعة)، ولكن هذه الفرضيات يستحيل أن تتحقق مع المؤسسة العسكرية، وهو ما يصب في اتجاه مزيد من اليقين الإخوا – سلفي – إرهابي، بأن الحل الوحيد بالنسبة لهذا الحلف المزعج، هو تفكيك الجيش المصري. وهذا الهدف الاستراتيجي، وبحسب مصدر عسكري، كان هو الدافع من وراء العملية الإرهابية الأخيرة، التى تم فيها خطف الجنود المصريين.
حرب عصابات
وبحسب ما أفاد به المصدر ذاته، بشأن جريمة خطف الجنود، لم يكن الهدف الأول منها، المساومة عليهم بهدف الإفراج عن سجناء، ولا الرد علي الاضطهاد الأمني التاريخي من جانب السلطات المصرية، ضد أبناء سيناء، ولكن الهدف الاستراتيجي، كان جر الجيش المصري إلى بحر الرمال الأعظم في سيناء، واستدراجه إلى حرب عصابات، معروف نهايتها مقدما، استنادا لجميع السوابق العسكرية في هذا المضمار، وهي أن الجيوش "النظامية"، عادة لا يمكنها تحقيق انتصار واضح المعالم، في مواجهة، إما أبناء الأرض في حروب المدن، ولا العصابات المسلحة المتخصصة في عمليات الكر والفر. ولنتذكر كيف تصدي أبطال بورسعيد (لجيوش) دولتين عظمتين "انجلترا وفرنسا" إلى جانب العدو الصهيوني، في حرب 56، أو كيف تصدي أهالي مدينة السويس الباسلة لاختراق جيش العدو الصهيوني في معارك الثغرة، في حرب 73. ناهيك عن النماذج العالمية، كحروب أمريكا الفاشلة، في مواجهة "حروب العصابات" أو ضد "مواطني المدن" في كل من فييتنام – أفغانستان – العراق، وهذه الأخيرة، لم تكن لتفتح أبوابها لولا ضربة اليداية من الجيش المصري بطرد الجيش العراقي من الكويت المحتلة، قبل أن ينسحب، ويقع الجيش العراقي فريسة لخيانة الشيعة، وتسقط بغداد، وحتي بعد سقوطها، فإن ضربات المقاومة العراقية في الفلوجة وغيرها لا تنسي بحال من الأحوال، وستظل غائرة في كل من الجسد والعقل الأميركي طويلا. من هنا يمكن تفسير وتفهم ما وصفه البعض بالتردد، ولكنه الذكاء العسكري الكبير، الذي اتسم به أداء قيادات الجيش، الذين عرفوا جيدا كيف يحرموا أعداءهم المبادرة، ولم ينساقوا نحو حرب تبدأ سريعا ولا تنتهي أبدا قريبا. استخدم الجيش حضوره المكثف في المناورة علي مائدة شطرنح وعرة، ووسط قطع معادية خفية وسط الرمال، وتمكن من الخروج من الأزمة ببعض الخسائر المعنوية، لكن الأهم أن أهداف الإرهابيين لم تتحقق. وإذا كان الجيش المصري قد نجح في تحريك زمن المعركة المقبلة، وهي مقبلة حتما، إلا أن هذا لا يغير من حقيقة أن أعداءه أيضا لم يخسروا شيئا، من الناحية الاستراتيجية، وبالتالي بقيت الكفتان متعادلتان، رغم الانتصار المصري علي مستوي التاكتيك. بلاك ووتر هذا التعادل، لن يستمر طويلا، وسيعجل بوضع حد له، الكثير من العوامل الداخلية والخارجية، خاصة مع عدم تغير الكثير من المعطيات علي الأرض، فالتحركات العسكرية المكثفة الأخيرة، لم تغير واقع أن الجماعات الإرهابية والسلفية الجهادية وتنظيم القاعدة، لهم اليد العليا علي سيناء، في مواجهة عجز عسكري مصري واضح، حينما يتعلق الأمر بمناطق مثل "المنطقة ج"....... أو حذر واجب حينما يتعلق الأمر بمناطق حدودية، تقابلها حركة حماس المعادية للجيش، و"إسرائيل"، المعادية لكل ما هو مصري، منذ بدء التاريخ المكتوب. تزداد المواجهة "المرتقبة" خطورة، بمعلومية تسريبات، تفيد أن أحد قيادات جماعة الإخوان قد قام بالتعاقد مع احد الجنرالات الأميركيين، يدعي "جون هاري" - قد يكون اسمه الحركي - والمتخصص فى بناء جيوش المرتزقة والسابق عمله فى العراق، ضمن منظمة بلاك ووتر الشهيرة، مقابل مبلغ 700 الف دولار وذلك بهدف تكوين جيش من "الإرهابيين المتأسلمين" بشمال سيناء وليكون مدرباً على جميع أساليب القتال وكل أنواع الأسلحة، وانه بالفعل قد كون جيش قوامه 12 الف فرد وقد تم تدريبهم علي أيدي المرتزق الأميركي فى شمال سيناء وتحديدا فى المنطقة ج منزوعة السلاح وفقا لاتفاقية كامب ديفيد، المعروفة إعلاميا باتفاقية العار. وأوضح صاحب التسريب، أن هذا الجيش الإرهابي، الآن على استعداد للتدخل لحماية جماعة الإخوان المسلمين من اى تهديد من شأنه ازاحة الجماعة عن حكم مصر. بلاك ووتر إسرائيلي أضف إلى قائمة المخاطر التى باتت تهدد الجيش المصري، ما تسرب اليوم ايضا من معلومات بشأن وجود جماعات إرهابية مسلحة، تم تدريبها عن طريق الموساد الصهيوني، فى مناطق داخل فلسطينالمحتله تحت رعاية أمريكا من كل من العراق وأفغانستان، وذلك عن طريق منظمات لتدريب و"تفريخ" المرتزقة، مشابهة لنظيرتها الأميركية، المعروفة باسم: البلاك ووتر. تعاون بين الموساد الإسرائيلي وتنظيم القاعدة الإسلامي الجهادي؟ نعم تعاون، ولا دليل أكبر علي وحدة المصالح الراهنة، من تصريحات عاموس جلعاد – رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، التي قال فيها أن التعاون مع التنظيمات المتشددة في سورية مثل جبهة النصرة أو حزب القاعدة، أفضل كعلاقة تكتيكية من أجل إسقاط المحور الأخطر حاليا علي أمن إسرائيل، وهو (سورية – إيران – حزب الله). وبالمقابل فإن سعادة جبهة النصرة "السلفية" في سورية بالضربة الجوية التى وجهها الجيش الصهيوني للقوات السورية النظامية في دمشق، لم تكن خافية علي أحد، وقد بلغت رفع أعلام إسرائيل، تعبيرا عن الفرحة...!! يمكن بالطبع هنا، تطبيع المشهد "التعاوني" بين القاعدة والجهاديين، علي المسرح المصري، وهو تعاون تدعمه وحدة الهدف: القضاء علي الجيش المصري، القوة العسكرية الأكبر والأخيرة في المنطقة، بعد أن أصبح نظيره السوري، في مهب الريح. انتهت زمن الإجابات، وبقيت الأسئلة، تنتظر ما هو أقوي من الكلمات. والأيام القليلة المقبلة: ستمنحنا النتائج، بعد أن انكشفت كل الأوراق، ولم يبق إلا معرفة: من سيكون الرابح في معركة، طرفاها: الجيش المصري ومن ورائه ملايين المصريين، في مواجهة، الذين كانوا مصريين، ويزعمون "قولا" أنهم مسلمين، ومن ورائهم العدو الصهيو – أميركي. كلمة الفصل: اللهم انصر خير جند علي أرضك واهزم من تاجروا باسم دينك واتخذوا عدوك حليفا.
هكذا اتحد العدو الصهيوني مع جهاديي سورية ضد الجيش السوري