المواجهة في 30 يونيو ليست مواجهة بين الإسلام والعلمانية كما يصورها البعض وليس لها أي بعد ديني أو أيدلوجي..المواجهة في 30 يونيو هي مواجهة بين أذيال نظام مبارك (الفلول) الذين يحصدون ثمرة شهور من استثمارهم في إعلام شيطن الرئيس والإخوان وأي إسلامي أو حتى مسيحي يناصر الرئيس من جهة وبين الإخوان المسلمين من جهة أخرى... الفلول يؤمنون إيمانا راسخا أنه لولا نزول الإخوان لما تحولت ثورة 25 يناير إلى ثورة تسقط النظام ولانتهت كمظاهرة تم فضها كما يتم فض أي مظاهرة يسارية من قبل...وسواء كنت ترى أن للإخوان فضل على الثورة أو أنهم لم يشاركوا أساسا في الثورة فهذا رأيك..ولكن رأيي ورأيك لا يهم لأن للفلول رأي آخر وهو أن الإخوان هم من أسقطوا عرشهم و30 يونيو هي الفرصة المناسبة لذلك الإنتقام وإعادة "حقهم" المسلوب...
بالطبع ليس كل من سينزل للتظاهر يوم 30 يونيو هو "فلول" فهذا تعميم مخل..فمنهم الثوري المحترم الذي يرى أن الرئيس مرسي تخلى عن حلم الثورة "الوردي" ومنهم العلماني الذي يرى في حكم الرئيس مرسي تهديدا لرؤيته لمصر "العلمانية" ومنهم الذي خسر الانتخابات ويري في الحراك فرصة نادرة للوصول للكرسي على أجساد المتظاهرين ومنهم المسيحي الذي يخاف أن تتحول مصر إلى دولة يضطهد فيها الأقباط..ومنهم..ومنهم..ولكن كل هؤلاء لا يمثلون أي قوة حقيقية على الأرض تستطيع تحقيق التغيير ولا يميلون للعنف الذي ينوي "الفلول" اشاعته في مصر في ذلك اليوم..بل ان بعضا من هؤلاء سيكون -للأسف- وقودا للحرب بين "الفلول" والإخوان عندما يتم "قنصه" قربانا ليوم لا يمكن أن يمر ب"نجاح" دون المتاجرة ببعض الدم وببعض الشهداء...
لا تصدق من يقول لك هي حرب على الإسلام...المتطرفون الذين علا صوتهم في الهجوم على الإسلام أو الصحابة ليس لهم أي ثقل على الأرض ولو دعوا لمظاهرة لما استجاب لهم أحد..هم فقط يركبون الموجة "الفلولية" التى أتاحت الفرصة لكل من له "ثأر" شخصي أو أيدلوجي مع الإخوان أن يظهره بلا مواربة...
الفلول/نظام مبارك يعرفون الحجم الحقيقي لحركات مثل كفاية و6 إبريل واخترقوها منذ زمن بعيد ويستطيعون احتوائها بالترغيب والترهيب..بل واستطاع الفلول اختراق تنظيمات سلفية وجهادية ولهم عملاء فيها ويستطيعون أيضا احتوائها...ولهذا تبقى جماعة الإخوان بتنظيمها الحلقي المتسلسل أهم ما يجب تدميره أولا في مخطط عودة الدولة العميقة للحكم ولهذا تم تشويه الجماعة إعلاميا على مدار عام كامل وتم تخصيص برامج وقنوات ل"غسيل" أدمغة الشعب وتحييد أي دعم للجماعة في مواجعة الفلول..
وبعد أن يتم استعمال الغطاء الثوري للقضاء على الإخوان وإنهاء حكم الرئيس مرسي وإفشال التجربة الإخوانية في الحكم سيتفرغ الفلول لبقية اللاعبين الذين شاركوا في الثورة..وسيعود الإعلام ليهاجم الدكتور البرادعي بنفس الطريقة التى تم بها تشويهه قبل الثورة وسيتم توجيه عكاشة لشيطنة البرادعي و6 إبريل والحركات الثورية مرة أخرى لمتابعيه في القرى والأقاليم..وستعود قصص تدريبات 6 إبريل في صربيا ودور البرادعي في خيانة العراق للظهور مرة أخرى ليتم تلميع بطل قومي فلولي يتم تجهيزه الآن لقيادة المراحل القادمة التى سيتم فيها إعادة ترتيب أوراق الدولة العميقة مرة أخرى على المستوى المحلي والدولي ليعود نظام مبارك مرة أخرى ولكن بدون مبارك..وبنكهة ثورية!