تابوه العلم المصري .... وهل نحتاج الي علامة أم رمز ؟ الابداع هو تمرد علي الثوابت. و لكي نحلم بمصر جديدة يجب ان نناقش تابوه العلم المصري، فهل فعلاً هو رمز للامة و اصبح مرتبط بذكريات عزيزة لدينا و لا يمكن لمسه ام اننا نتعامل معه بمنطق "هذا ما وجدنا عليه اباءنا" و يجب تحطيم هذا الصنم. هل كان لنا اي رأي في اختيار تصميمه أو ألوانه أو دلالاته؟. هل سألت نفسك لماذا اللون الأحمر أو الأسود و ليس الأزرق و الأخضر مثلاً ؟ أو لماذا الصقر و ليس المدفع مثلاً؟. واذا كان كل ثورة و لها علمها فلماذالم نغير العلم الي الآن و قد تم تغيير العلم الملكي الأخضر علي يد ثورة 23 يوليو؟. أنها أسئلة كثيرة و لكن هل الوقت مناسب لهذا النوع من البذخ او الترف الفكري ؟ أم علي العكس فإننا في اشد الاحتياج الآن الي رمز جديد يوحد الصفوف و يعلي من شأن الأقاليم و الأقليات، نحتاج الي رمز له مدلول حسي لا علامة لونية بلا روح. وللعلم ان علمنا الاحمر ابيض اسود نسخة طبق الأصل من علم الامبراطورية الالمانية1871 - 1918، هل تصدق؟!!!!! والفرق بين الرمز و العلامة هو ان العلامة تشير الي شئ "معلوم" ولكن الرمز يشير فقط الي شئ "محسوس" و بسبب ذلك يولد الرمز في لحظة احتياج إنساني للتعبير عن مجهول يلزم توضيحة أو تقريبه للآخرين، وساقدم هنا نوعان من الصليب كرمز مؤثرو ليس كعلامة فاستعمال الصليب كرمز للمسيحية كان علي يد كليمنت السكندري Clement of Alexandria كان بعد قرنين من ميلاد المسيح لانه قد ان الأوان في هذا الوقت لترميز الدين الجديد بعد قرنين من قهر الوثنيين الرومان له و انتهاءأً باعتناقهم المسيحية. ولكن الصليب المعكوف Swastika السواتسيكا يعد من أكثر الرموز جدلاً، اذ له وجود في جميع الحضارات القديمة بلا استثناء من الجانية الي الهندوسية الي البوذية الي الأرمينية و الإيرانية و حتي في أسيوط القبطية في القرن الثاني الميلادي وصولاً الي ألمانيا 1907 رمزاً للجنس الآري و انتهاء بتصميم ادولف هتلر نفسه في1920 لعلم الحزب النازي الذي اصبح علماً لألمانيا النازية، و يصف تصميمه "نحن كاشتراكيين قوميين ، نري برنامجنا في علمنا، فاللون الأحمر رمز للاشتراكية و اللون الابيض رمز للقومية و السواتسيكا ترمز الي الصراع لانتصار الإنسان الآري و انتصار العمل المبدع في نفس الوقت". و النجوم في الإعلام ترمز الي عناصر الدولة أو الكونفيدرالية أو الفيدرالية، فعلم محمد علي لمصر 1867-1881 كان هلال و ثلاث نجوم علي خلفية حمراء و ترمز النجوم الثلاث الي غزواته في ثلاث قارات و هي أفريقيا و آسيا و أوروبا و أيضاً حكمه علي مصر و السودان و الحجاز، ثم تحول اللون الحمر الي اخضر في زمن المملكة المصرية 1922–1953، والاتحاد الأوروبي كونفيدرالية علمها بها نجوم الدول علي شكل دائرة و علم الولاياتالمتحدة فيدرالي و به نجوم بعدد ولاياته. و النجوم المتساوية الحجم في هذة الإعلام ترمز لملمساواة و احترام هذه الدول أو الولايات بعضها لبعض. و لو اتفقنا ان حلم مصر ان تكون أسيوط دوسولدورف و طنطا شتوتجارت و بورسعيد هانوفر و قنابرلين، فيجب ان نجومية المحافظات ترمز لها في علمنا المصري الجديد. هذا معناه تواجد 27 نجم علي بساط العلم وذلك لكسر هيجومونية القاهرة كنجم أوحد و إعطاء هذه المحافظات رمز علي العلم المصري كشريك و لاعب أساسي و ليس كتابع للنجم القاهري الأوحد. وهنا يصبح علمنا رمز و ليس علامة ألماني مقتبسة. أما الرمز الثاني الذي يجب ان يفرض نفسة علي العلم الحلم هو نهر النيل، ومصر هبة النيل ليس فقط بسبب انه المصدر المائي و لكن النيل عامود فقري لمصر و يجري به الضفيرة العصبية الموصلة من رأس مصر الي اطرافها ناقلاً طاقة ايجابية مخيفة الي هذة الأطراف ، ولذلك من وجة نظري المتواضعة يجب تواجده أيضاً علي ارض العلم. أما الرمز الثالث للعلم يجب ان يكون اللون الأخضر فهو لون برائحة الخير و يذكرنا بالزمن الجميل و هو لون مصر القادم بعد زراعة صحاريها و جبالها عن طريق المياه الجوفية أو تكنولوجيا الاستمطار. إذا وضعت هذة الرموز مع بعض بأي طريقة سيكون لك رمز و برنامج عظيم لمصرنا الجديدة. العلم هو لوجو أي دولة و لوجو الشركة هو عنصر مؤثر جداً لتسويقها و لتكثيف معني خدماتها و تقوم شركات كثيرة بإعادة تصميمه لإعادة شباب الشركة و بث روح جديدة فيها و بذلك يطول عمرها و تبقي علي تنافسيتها الأبدية. و شركة مصر يجب ان تجدد اللوجو بعد استقرار أمورها والعثور علي رؤيا تنويرية توحد أطرافها و تجدد دمائها و تضعها في سنوات قليلة كرائدة لكل المنطقة و هي المكانة الواجبة للبلد التي أخرجت العمالقة المعاصرين و أسست الحضارة في عصور الظلام. فلنكسر تابوه علم المانيا المقتبس (حظاظة الامم الأفريقية) و لنصمم معا و لأول مرة من 7000 سنة علم يختاره الشعب بالاستفتاء وليس بقهر نخبة أو ديكتاتور و لو عادل .