مؤتمر جماهيري حاشد لدعم مرشحي «مستقبل وطن» في انتخابات مجلس الشيوخ بالإسكندرية    85 جنيها للفراخ البيضاء.. ننشر أسعار الدواجن في دمياط اليوم    بلومبرج: ستارمر يتعرض لضغوط شديدة للاعتراف فورا بالدولة الفلسطينية    مصدر: مصري: دخول 161 شاحنة من مساعدات إلى غزة فجر اليوم من معبري زكيم وكرم أبوسالم    تايلاند وكمبوديا تتبادلان إطلاق النار مجددا قرب الحدود المتنازع عليها    رونالدو يصل إلى معسكر النصر في النمسا استعدادا للموسم الجديد    صفقة الزمالك.. الرجاء المغربي يضم بلال ولد الشيخ    الإسكندرية تحت تأثير موجة شديدة الحرارة.. والمحسوسة 37 درجة    مصرع شخصين وإصابة 12 في تصادم ميكروباص ولودر بالبحر الأحمر    التعليم: بدء تظلمات طلاب الثانوية العامة الأحد المقبل    تحرير 596 مخالفة «عدم ارتداء الخوذة» وسحب 784 رخصة خلال 24 ساعة    «الداخلية»: مصرع عنصر جنائي شديد الخطورة في تبادل إطلاق النيران مع الشرطة بأسيوط    انطلاق مهرجان ليالينا في العلمين بمشاركة واسعة من قطاعات وزارة الثقافة    الليلة.. الستاند أب كوميديان محمد حلمي وشلة الإسكندرانية في ضيافة منى الشاذلي    رئيس الرعاية الصحية: تقديم خدمات الغسيل الكلوي بأسوان من خلال 250 ماكينة دون قوائم انتظار    الصحة: حملة 100 يوم صحة قدمت 14 مليونا و556 ألف خدمة طبية مجانية خلال 9 أيام    المتطرف إيتمار بن غفير: "أؤيد تجويع سكان قطاع غزة"    سعر الدولار اليوم الجمعة 25-7-2025 أمام الجنيه المصري    مستشار خامنئي: لا يمكن لأي دولة أن توقف تقدم البرنامج النووي الإيراني    أسعار الأرز الشعير والأبيض اليوم الجمعة 25- 7- 2025 في أسواق الشرقية    أسعار حديد التسليح اليوم الجمعة 25 يوليو 2025    نائب رئيس جنوب إفريقيا: القارة السمراء تحصل على 3% فقط من الاستثمارات الأجنبية المباشرة عالميًا    خلال عمله.. دفن عامل صيانة سقط من الطابق السادس بعقار بحدائق الأهرام    حالة المرور اليوم بمحاور وميادين القاهرة والجيزة    الزمالك يواجه وادى دجلة وديًا    نجم الزمالك السابق يوجه رسالة خاصة ل عبد الله السعيد    تجهيزات خاصة لحفل عمرو دياب في لبنان    إزالة فورية ل 4 حالات تعدٍّ على أراضي أملاك الدولة في قنا    بكام الفراخ النهارده؟.. أسعار الدواجن والبيض في أسواق الشرقية الجمعة 25-7-2025    القنوات الناقلة مباشر لمباراة الأهلي والبنزرتي التونسي الودية اليوم.. والتردد والموعد    طريقة عمل بلح الشام، باحترافية شديدة وبأقل التكاليف    إليسا تتصدر ترند جوجل بعد ليلة لا تُنسى في موسم جدة    رسميا.. قائمة بالجامعات الأهلية والخاصة 2025 في مصر (الشروط والمصاريف ونظام التقسيط)    لا ترضى بسهولة وتجد دائمًا ما يزعجها.. 3 أبراج كثيرة الشكوى    أنوشكا عن ياسمين عبدالعزيز: «محتاجة تحس بالأمان» (فيديو)    بعد عمي تعبان.. فتوح يوضح حقيقة جديدة مثيرة للجدل "فرح أختي"    محمود محيي الدين يطالب ببرنامج وطني بديل لصندوق النقد: مصر خرجت من غرفة الإنعاش    تدهور الحالة الصحية للكاتب صنع الله إبراهيم من جديد ودخوله الرعاية المركزة    نقابة التشكيليين تؤكد استمرار شرعية المجلس والنقيب المنتخب    محامي أسرة ضحية حادث «الجيت سكي» بالساحل الشمالي يطالب بإعادة تحليل المخدرات للمتهمة    الأوقاف تفتتح اليوم الجمعة 8 مساجد في 7 محافظات    درجة الحرارة تصل ل48.. موجة حارة شديدة تشعل أكثر من 200 حريق في تونس    استمرار استقبال طلاب الثانوية العامة لاختبارات العلوم الرياضية بالعريش    حفل تخرج دفعة جديدة من طلاب كلية العلوم الصحية بجامعة المنوفية.. صور    مصدر للبروتين.. 4 أسباب تدفعك لتناول بيضة على الإفطار يوميًا    أحمد سعد: ألبوم عمرو دياب مختلف و"قررت أشتغل في حتة لوحدي"    سعاد صالح: القوامة ليست تشريفًا أو سيطرة وإذلال ويمكن أن تنتقل للمرأة    سعاد صالح: النقاب ليس فرضًا أو سنة والزواج بين السنة والشيعة جائز رغم اختلاف العقائد    "قلب أبيض والزمالك".. حامد حمدان يثير الجدل بصورة أرشيفية    تنسيق الجامعات 2025، شروط الالتحاق ببعض البرامج المميزة للعام الجامعي 2025/2026    تفاصيل صفقة الصواريخ التي أعلنت أمريكا عن بيعها المحتمل لمصر    وسيط كولومبوس كرو ل في الجول: صفقة أبو علي تمت 100%.. وهذه حقيقة عرض الأخدود    فلكيا.. مولد المولد النبوي الشريف 2025 في مصر و3 أيام إجازة رسمية للموظفين (تفاصيل)    داليا عبدالرحيم تنعى أسامة رسلان متحدث «الأوقاف» في وفاة نجل شقيقته    «دعاء يوم الجمعة» للرزق وتفريج الهم وتيسير الحال.. كلمات تشرح القلب وتريح البال    دعاء يوم الجمعة.. كلمات مستجابة تفتح لك أبواب الرحمة    لتخفيف حرقان البول في الصيف.. 6 مشروبات طبيعية لتحسين صحة المثانة    الشيخ خالد الجندي: «ادخل العبادة بقلب خالٍ من المشاغل الدنيوية»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصوفية ... بيت العنكبوت - (4)
نشر في مصر الجديدة يوم 10 - 06 - 2013

"مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت" - (العنكبوت - 41)
الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله، الذى أنزل رسوله بدين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون.
والحق الذى لا مراء فيه انه لولا حفظ الله لكتابه و لسنة نبيه صلَّ الله عليه وسلم ، لضاع هذا الدين كما ضاع من قبل على أيدى الذين فرقوا دينهم شيعا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات .
وفيما حذرنا النبى صلَّ الله عليه وسلم أن نحذوا حذوهم ، فقد تنبأ لأمته أنها ستفترق بدورها إلى 72 فرقة ، كلهم مسلمون وكلهم يظنون أنهم على الحق ، وفيهم المصلون والمؤدون الزكاة و الصائمون ، وهم جميعا يشهدون بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، إلا أنهم فى النار جميعا إلا فرقة واحدة ، وصفها النبى صلَّ الله عليه وسلم ، بأنها المتبعة للكتاب والسنة ، العاضة عليهما بالنواجذ .
من هنا لم يكن من حق أى فرد أن يخرج عن حدود الكتاب والسنة ، بل الجميع ... شاءوا أم أبوا ، هم واجتهاداتهم الفقهية خاضعون لهذه الحدود بلا تأويل أو تعطيل ولا تكييف أو تحريف .
كتاب و احد إذن و سنة واحدة ، وطريقة واحدة وفرقة واحدة هى الناجية، وليس من وراء ذلك سوى الخروج عن صحيح الدين بدرجات متفاوتة، وهذا ما يعد تحديدا المفهوم الذى يمكن من خلاله دحض جميع الثوابت الراسخة التى تميز الفكر الصوفى ، وهو الفكر الذى سارت على نهجه إحدى أهم الفرق الإسلامية على مر التاريخ ، والتى تعد - بجدارة - ضمن الفرق الضالة المبدلة لدين الله ، المحدثة فيه ما ليس منه ... كما سنرى .
تقرير راند
"قد يكون عدو – عدوك، صديقا لك أو عدوا لك أيضا، إلا أن صديق عدوك لا يمكن إلا أن يكون عدو لك" ...
ربما يكون ذلك هو أول ما يجب أن يتبادر إلى صاحب أى ذهن نقى بمجرد أن يسمع ويرى ذلك الود وتلك الحفاوة التى قوبل بها السفير الأميريكى الشهير - الأسبق – ريتشارد دونى، عندما قام بزيارته لمشايخ الطرق الصوفية وحضر احتفالاتهم بمولد "البدوى" ، وظهر وسط مريدى طرقهم يرقص ويتمايل فى حلقات أذكارهم، وتلتقط له الصور التذكارية مع كبار شيوخهم، وذلك كما سبق وذكرنا في المقال السابق.
ولا شك أن الصوفية كانت ومازالت بمثابة الخنجر الذى يستعمله الغرب فى توجيه الطعنات إلى قلب الأمة الإسلامية على مدار تاريخها، ولعل أحدث الأدلة على ذلك تتمثل فى ما صدر عبر السنوات القليلة الماضية عن مراكز الأبحاث الإسترتيجية فى الخارج ، ومنها – على سبيل المثال - تقرير معهد "راند" ، وثيق الصلة بالخارجية الأمريكية ووزارة الدفاع والمرتبط بصلات وثيقة بمؤسسات صنع القرار في واشنطن على دعم إنشاء الشبكات المعتدلة، كجماعة الإخوان المسلمين، لمواجهة من يصفهم بأصحاب الدعوات المتطرفة.
وقد صدر التقرير الذي خرج في 10 فصول واستغرق إعداده 3 سنوات، لتخرج توصياته مطالبة "واشنطن" بالإفادة من تجربة الحرب الباردة التي انتهت بسقوط النموذج الشيوعي، في "احتواء" الحركات الإسلامية، كما استعمل مصطلح العالم "المسلم" وليس "الإسلامي" بما يعني توسيع دائرة الصراع ليشمل مسلمي الغرب والدول غير الإسلامية.
وطالب التقرير الإدارة الأميركية بتركيز رسائلها الإعلامية على أطراف المركز المتمثل في المنطقة العربية، معتبرا أن التغيير في الأطراف أسهل ويحقق مكاسب أكبر، وطالب كذلك بالتعامل مع "الإسلاميين التقليديين" وعرفهم بأنهم "الذين يقبلون بالصلاة في الأضرحة والقبور"، في إشارة واضحة للتيار الصوفي .
وعرض التقرير في فصله الأول أهمية دور المسجد وأنه أصبح ساحة للمعارضة الإسلامية بعد تضييق الخناق الحكومي عليها، موصيا بدعم "الدعاة الجدد الذين يعملون خارج المساجد" والبرامج الإعلامية الإسلامية "المعتدلة".
وفي الفصل الثاني يرصد أوجه التشابه والاختلاف بين الحرب الباردة والصراع الحالي للغرب مع الإسلاميين، مقترحا استخدام الغرب لأساليب تلك الحرب مثل تجنيد مثقفين إسلاميين والإفادة من المهاجرين المسلمين في الغرب واستخدام منظمات المجتمع المدني لتقوية "المعتدلين" في مواجهة الإسلاميين، تركيا نموذجا.
وتطرق الفصلان الثالث والرابع لموضوع الديمقراطية، حيث اعترف التقرير بأن الدعوة الأميركية لتطبيق الديمقراطية في العالم الإسلامي يمكن أن تضعف حلفاء واشنطن الإستراتيجيين لأنها أفرزت صعودا سياسيا لمناهضي واشنطن.
وهاجم التقرير الأزهر الشريف بزعم "إنه ليس الجهة الوحيدة لتخريج الفقهاء وإن هناك جهات أخرى مهملة إعلاميا تخرج فقهاء ودعاة أفضل من الأزهر".
وخصص التقرير الفصل الثامن للحديث عن الشرق الأوسط وحاجة واشنطن للتأكد من أن صراعها في هذه المنطقة هو صراع فكري وبالتالي لا يمكن حسمه عسكريا، مطالبا ببناء ديمقراطية "إسلامية" في الشرق الأوسط على أساس علماني، وهو ما تحقق بالفعل وحرفيا، عقب اشتعال ثورات الربيع العربي قبل عامين.
التقرير يدعو أيضا لاستخدام القطاع الخاص الأميركي لتنفيذ مشروع واشنطن بالمنطقة، والعمل على إبعاد شبهة العمالة عن المتعاونين، ونقل الصراع ليتحول إلى صراع بين الإسلاميين أنفسهم.
ورصد التقرير في الفصل التاسع مشكلة اتهام المتعاونين مع واشنطن في مشروعها في العالم الإسلامي ب"العمالة"، موصيا بتجنيد رجال دين مسلمين للبحث عن النصوص الشرعية والأدلة الفقهية التي تدعم بعض مواقف "المعتدلين" فيما يتعلق بقضايا حرية الرأي والاجتهاد وحقوق المرأة والأقليات وغيرها.
وقدم الفصل العاشر مجموعة من التوصيات النهائية لصانع القرار الأميركي، أهمها استخدام القطاع الخاص الأميركي وليس المؤسسات الحكومية لتنفيذ مشروع واشنطن بالمنطقة، والعمل على إبعاد شبهة العمالة عن المتعاونين، ونقل الصراع ليتحول إلى صراع بين الإسلاميين أنفسهم وأخيرا إنشاء جمعية عالمية لدعم "المعتدلين الإسلاميين".
وروج التقرير للتشجيع "الظاهري" للدول العربية على نشر "الديمقراطية" فيما عرف ب"الشرق الأوسط الجديد" عبر "معتدلين"، ومن ثم؛ فإن روح التقرير تهدف إلى التغلغل لتغيير بنية المسلمين الثقافية بدلاً من الاقتصار على حقل كانت تسعى للعمل داخله في الماضي، وهو كسر شوكة "الراديكاليين" وحدهم، وهم بالطبع أعداء المشروع الصهيو أمريكي، بعد أن سبق وتم التخلص من اليسار العالمي، العدو الأول بحق ضد هذا المشروع الإمبريالي والعنصري في آن.
والمسلمون المعتدلون أو الليبراليون "كالإخوان المسلمين"، بحسب التقرير ، لا يملكون شبكات فعالة كالتي أنشأها "الراديكاليون"؛ لذا فمن الضروري إنشاء شبكة عالمية للمسلمين المعتدلين لنشر الرسائل المعتدلة في جميع أنحاء العالم الإسلامي وتوفير الحماية لهم من جانب واشنطن ، وبمساعدة المعتدلين ممن يفتقدون الموارد اللازمة لإنشاء هذه الشبكات بأنفسهم ، وذلك فى إشارة إلى القوى الصوفية والتي تعد في مقدمة الجماعات الإسلامية المعتدلة – من وجهة نظر واضعى التقرير - وقد ترجمت واشنطن هذه التوصيات عبر قيامها بدعم الجماعات الصوفية والعديد من الجماعات المشبوهة كالبهائية والقاديانية وغيرها.
وفى الوقت نفسه تشهد العديد من الدول العربية اختراقا من جانب القوى الصوفية كمؤسسات المجتمع خصوصا في مصر والسودان وسوريا وموريتانيا والمغرب العربي، حيث ترتبط القوى الصوفية بصلات وثيقة مع النخب الحاكمة لدرجة أن هناك شخصيات صوفية اعتلت لأكثر من 20 سنة، سدة جامعة الأزهر في مصر وهم د. أحمد عمر هاشم ود. أحمد الطيب والأخير كان مفتيا للديار المصرية قبل وصوله إلى رئاسة الجامعة.
كذلك فقد توالى تلقى العديد من رموز الطوائف الصوفية في مصر والعالم العربي، دعوات للقيام بزيارات للعديد من الدول الأوروبية لإلقاء محاضرات حول العلاقة بين الإسلام والغرب.
كما أوعزت العديد من الدوائر العربية إلى مركز ابن خلدون الذي يرأسه عالم الاجتماع المصري "سعد الدين إبراهيم"، لتنظيم ندوات حول قوى الإسلام المعتدل في مصر ومن بينها الطرق الصوفية بهدف وضعها في الصورة عند الحديث عن قوى الإسلام المعتدلة.
وقد لاحظ المراقبون أن الجماعات الصوفية أصبح لها نصيب كبير في المشاركة في المؤتمرات الإسلامية الكبرى التي يعقدها المجلس الإعلامي للشئون الإسلامية في مصر والعديد من المؤتمرات ذات الطابع الدولي التي تستضيفها دول أوروبية وأمريكية في إطار سعي هذه الدول إلى استقطاب هذه الجماعات الصوفية وتقوية نفوذها في المجتمعات العربية والإسلامية للظهور في دور المنافس لقوى الإسلام الراديكالي على حد وصفهم.
فى حين يهدف الدعم المالى المتزايد ، الذى تتلقاه الجماعات الصوفية من جانب المنظمات الغربية أو من الحكومات العربية الموالية للغرب ، إلى مد نفوذها المتوقف حاليا عند الأوساط محدودة الثقافة والجهلة والمشعوذين ، ليصل إلى الفئات الأكثر ثقافة وعلما بعد أن كانت هذه الفئات محرمة على هذه الجماعات التي تمثل الشعوذة والبدع والتخلف وتعد أداة في يد الغرب لإضعاف القوى الإسلامية الحقيقية الممثلة في القوى الإسلامية التي تتخذ من القرآن الكريم والسنة والتراث الإسلامي المرجع الأول لها، الرافضة للتمدد الصهيو أميركي وأذنابه في المنطقة.
والثابت أن هناك اهتماما واضحا عبر كثير من أكبر المراكز البحثية التى تعد من أهم مرجعيات صنع القرار فى العالم الغربى تجاه الشعوب الإسلامية تحديدا، ومنها مركز نيكسون للبحوث الذى عقد الكثير من الندوات وأصدر عديد من التوصيات التى تشجع الحكومات الغربية على الإهتمام بالفكر الصوفى باعتباره وسيلة لمواجهة ما يطلقون عليه الفكر المتشدد أو الأصولى الذى ينتمى إليه أهل السنة فى العالم الإسلامى.
ويأتي ضمن هذا الاهتمام تلك الندوة التي سبق وأن عقدها مركز "نيكسون" للبحوث لتقديم النصح والمشورة للإدارة الأمريكية في كيفية فهم التصوف وتفعيل دوره في السياسة الخارجية الأمريكية، وقد شارك في الندوة عدد من الباحثين الغربيين المتخصصين في الإسلام وفي التصوف بصفة خاصة كما شارك بعض العلماء المسلمين ومنهم "رشيد قباني" أحد المنتمين للطريقة النقشبندية.
وبحسب الباحثة السعودية - فهدة بنت سعود بن عبد العزيز - في مقال لها نشر بعد صدور تقرير الندوة، أشارت إلى أن معظم المشاركين فيها كانوا ممن لهم صلة بالإدارة الأمريكية وبخاصة المحافظين الجدد، وهم من عتاة الصهاينة الأميركيين أمثال "ديك تشيني" (نائب الرئيس الأسبق) و"بول وولفويتز" (رئيس البنك الدولي الأسبق، ومساعد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق) وضلوع بعضهم في الإساءة إلى الإسلام والمسلمين.
ومنهم على سبيل المثال الكاتب برنارد لويس, الذى يعتبر من أشد الناس عداوة للإسلام من خلال كتاباته الناقدة والمستهدفة للإسلام.
كما أشارت الباحثة إلى هدف الندوة بقولها، أن المؤسسات الأكاديمية الغربية والمؤسسات الحكومية بدأت بالاهتمام جديا بالصوفية وذلك لرغبة الغرب بإظهار الجانب السلبي (الاستسلامي) في بعض طرق الصوفية وهم بذلك يحققون هدفين:
الهدف الأول: تغريب الدين عن أصوله الصحيحة لأنهم يرون أن الإسلام الخالي من الشوائب هو القوة التي تعوق سيطرتهم على الأمة الإسلامية, وهم بذلك يحاولون تأصيل الروح الاستسلامية المنهزمة في نفس المسلم.
الهدف الثاني: إعطاء صورة سلبية للإسلام لدى غير المسلمين لتشويه صورته حتى لا يدخلوا في الإسلام الصحيح.
وأشارت الباحثة إلى أن مناقشات المؤتمر، قد اختصرت الإسلام إلى فئتين لا ثالث لهما، أولاهما التصوف وثانيهما الوهابية كوجه وحيد للإسلام، علي نقيض الواقع الذي يؤكد أن صحيح الدين لا يتمسك به إلا هؤلاء الذين يترفعون عن الانتماء إلى هذه الفرقة أو تلك، "إخوانية" كانت أم "سلفية" أو حتى "وهابية".
وكان الهجوم على من أسموهم ب"الراديكاليين"، بمثابة المحور الرئيسى للمؤتمر، باعتبارهم – على حد قول المشاركين فيه - المصدر الحقيقي للإرهاب في العالم... وقد ربطوا بينهم وبين "الوهابية" السعودية، مستغلين ما تردد عن قيام حكومتها بدفع المليارات من الريالات لنشر مذهبها (الوهابي) المشبوه.

وأوضحت الباحثة أن توصيات المشاركين في الندوة تثلت أساسا فى ضرورة تقديم الدعم لحركات التصوف من خلال إعادة إعمار المزارات والأضرحة ونشر الكتب الصوفية ونشر المدارس الصوفية ودعم الطرق الصوفية والمساهمة فى نشر الأضرحة والمزارات والزوايا الصوفية فى الدول الإسلامية، مبررين هذا بأنها – أى الصوفية - تتسم بالتسامح مع الأديان والمعتقدات الأخرى.
وقد أبرزت الباحثة إشادة أحد المتحدثين وهو Allan Godlas بحكومة المغرب التى شرعت في دعم الطرق الصوفية من خلال عقد اجتماع سنوي لها في المغرب، كما نوه بمهرجانات ( للموسيقى الصوفية ) التى تقام هناك بصفة منتظمة !!!
ويذكر هنا أن الصوفية على الرغم من وجود فئات منها قامت بمواجهة الاحتلال الأجنبي وشاركت في الجهاد ضده على مراحل متقطعه، لكن هناك طرق صوفية أسهمت إسهاماً واسعاً في التخذيل والاستسلام للقوات الأجنبية.
وقد عانت الجزائر طيلة صراعها ضد الاحتلال الأجنبي من وقوف الصوفية ضد الشعب الجزائري وهويته العربية الإسلامية، بل إن سلطات الاحتلال منعت نقد الصوفية أو الانحرافات العقدية للصوفية؛ فقد أوقفت الحكومة الفرنسية صدور مجلة "المنتقد" الجزائرية بعد صدور العدد الثامن عشر، وكان الشيخ عبد الحميد بن باديس حين أصدر المجلة ليواجه الانحرافات الصوفية التي كانت تبث في أتباعها (اعتقد ولا تنتقد) بينما طالب ابن باديس بنقد معتقداتهم وخرافاتهم وارتمائهم في أحضان المحتل، بل إن بعض الطرق الصوفية كانت ضالعة في محاولة اغتيال الشيخ عبد الحميد بن باديس نفسه.
من ناحية أخرى كشفت الباحثة عن تبنى المركز نفسه اجتماعا آخر منذ نحو عشر سنوات مضت، بهدف استكشاف أبعاد الدور الذي يمكن أن يقوم به التصوف فى خدمة أهداف السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، وكان هدف الاجتماع تعريف صانعي السياسة ومجتمع صناعة القرار بها الجزء المهمل من الإسلام، والذي يشار إليه غالباً ب "الإسلام الثقافي" الذى يمارسه ملايين المسلمين على مستوى العالم.
وقد ركز الاجتماع – كبداية - على منطقة أوراسيا التي تضم أكبر الطرق الصوفية وهي النقشبندية، وكذلك الطرق الصوفية التركية، كما تناول المشاركون المعتقدات، والبناء التنظيمي، والدور الاجتماعي للصوفية ككل، وكذا تأثير بعض الطرق الصوفية الديني والاجتماعي والسياسي النشطة في منطقة القوقاز وأواسط آسيا، بهدف توسيع مظلة الإهتمام بالصوفية لتشمل عديد من الدول الأخرى خاصة فى منطقة الشرق الأوسط، التى تزامن هذا الإجتماع وتعرضها لأشرس غزوة صليبية جديدة على أيدى الأمريكان بالتعاون مع الصهاينة، وهي الغزوة التى اتخذت من لقب "الربيع" شعارا لها، وهو في حقيقته ربيع الصهيونية العالمية، وليس ربيع العرب بأي حال من الأحوال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.