دأب أصحاب الفكر التكفيرى من الوهابية والسلفية بكافة مدارسها الجهادية والأمنية (أى التى تعمل لدى أجهزة الأمن لمواجهة القوى السياسية الأخرى) دأبوا على مهاجمة الصوفية والأشراف واتهامهم بكل نقيصة، ترى ما السبب؟! ولماذا تناصب (الوهابية السعودية) الطرق الصوفية والسادة الأشراف فى البلاد العربية العداء وتكفرهم، وترصد فى سبيل ذلك عشرات المليارات من الدولارات الإجابة المباشرة فى تقديرنا أن الوهابية تقوم على الغلو والشطط وكراهية الآخر وتستند فى كل فتاويها وأفكارها على عقيدة التكفير، وهى مفاهيم ترفضها وتحاربها الصوفية وجماعات الأشراف، ومن هنا نشأ العداء وتجذرت أركانه. * إن جذور العداء الوهابى والسلفى المتشدد للصوفية والأشراف، قديم، قدم انهيار الدولة السعودية الأولى(1818) حين قضى محمد على باشا وابنه إبراهيم على إمارة الدرعية التى قامت على أسس من الوهابية المتعصبة، فنشأ عن هذا الموقف عداء سياسى ودينى سعودى متجذر ضد المصريين وتدينهم السمح الذى ساهمت فيه الصوفية وحركات الأشراف، وعندما نشأت الدولة السعودية الثالثة الحالية عام (1932) دعمت أفكار الغلو فى البلاد العربية فى مواجهة فى مواجهة الإسلام الوسطى المعتدل الذى تحمل رايته الطرق الصوفية وحركات الأشراف، وكأنها تريد أن تنتقم لما جرى فى الدرعية والذى مثل عقدة تاريخية ثابتة لدى الوهابيين السعوديين ضد كل ما هو مصرى وكل ما هو إسلامى معتدل. * إن أسباب العداء التاريخى بين فرق الوهابية والسلفية التكفيرية وبين الصوفية والأشراف يعود إلى أن (الوهابية والفرق السلفية المرتبطة بها) تدعو إلى الفرقة وتمزق صفوف المسلمين، وتعادى جميع المذاهب الإسلامية، ولا تقبل إلا بمن يؤمن بأفكارها المتطرفة فقط، فى حين تؤمن الجماعات الصوفية على اختلافها، وكذا حركات الأشراف، بالوحدة وبالعمل الإسلامى المشترك وترفض إقصاء أى قوة أو فكرة أو تيار مهما كان لونه أو مذهبه، ومن هنا نشأ الصدام بين المشروعين، مشروع الوهابية، ومشروع الصوفية والأشراف، لأنهما قائمين على أساسين مختلفين، فالمشروع الأول: أساسه الفرقة والصدام، بينما الثاني: أساسه التسامح والوحدة والحوار. * إن هدف تيارات الغلو المنتسبة زوراً للسلفية وفى مقدمتها (الوهابية السعودية) يتشابه إلى حد كبير مع هدف (إسرائيل) فى المنطقة والعالم، وفى هذا السياق معروف أن المال النفطى السعودى الذى صرف على نشر الوهابية وأفكارها الهدامة فاق ال 86 مليار دولار فى الربع قرن الأخير فقط، وهو بذلك يعادل ما أنفقته أمريكا على دعم إسرائيل فى عدوانها على العرب وفى نشر أفكارها التلمودية فى العالم خلال نفس الفترة، وكل من (الوهابية السعودية) وإسرائيل يستهدفان تشويه الإسلام وضرب حقوق المسلمين وإشغالهم بالتافه من الأمور والقضايا، ولم يكن غريباً فى هذا السياق أن تعادى الوهابية، حركات المقاومة العربية وأن تفتى ضدها وأن تعتبر (الشهادة فى سبيل الله) انتحاراً، كما أفتى ابن باز أثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وأنه لا يجوز مساندة أو حتى الدعاء لحزب الله أثناء العدوان الإسرائيلى على لبنان عام 2006، كما فعل ابن جبرين، وغيرها من الفتاوى التى تحرم الجهاد فى العراق وأفغانستان بغير إذن ولى الأمر الذى هو هنا الملك السعودى المتحالف مع أمريكا والراقص سلفاً بالسيف مع بوش عدو الإسلام والمسلمين، إن المستفيد الوحيد من هذا الفهم الوهابى والسلفى المزور للإسلام، ومن هذا العداء الوهابى للفرق الإسلامية المعتدلة أو المجاهدة كالصوفية والأشراف وحركات المقاومة هو العدو الصهيونى وحده، ومن هنا يتأكد لدينا وفقاً للعديد من الدراسات والندوات والوثائق وبثقة كاملة أن دعاة الغلو والسلفية المزورة المعادية للتصوف وللإسلام المعتدل يعملون فى المحصلة النهائية لصالح المشروع الصهيونى والأمريكى وإن ادعوا غير ذلك! والله أعلم E-mail: [email protected]