يحكى أن فى عام 1928م,قام شاب(الشيخ/حسن البنا"1906م--1949م") بتكوين جماعه بغرض الإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي من منظور إسلامي شامل,وذلك عن طريق تكوين الفرد المسلم والأسرة المسلمة والمجتمع المسلم,فالدولة فأستاذية العالم وفقآ للأسس الحضارية للأسلام,بشعار خاص بهم"الله غايتنا والرسول قدوتنا والقرآن دستورنا والجهاد سبيلنا والموت فى سبيل الله أسمى أمانينا"وأرجاع الخلافه الأسلاميه للحياة السياسيه بعد ألغائها فى تركيا عام 1923م. عُرِف عن هذا الشاب إستقامته وإلتزامه الخلقى والدينى وذكائه ونشاطه وحبه للقيادة,ترأس الجماعة كأول مرشد عام لها(هو من أختار لقب المرشد العام),له عدة مؤلفات والتى تعتبر رسم لمنهج الأخوان والسند الرئيسي لمرجعية الجماعة,وفهمهم للإسلام. على سبيل المثال جاء فى رسالة المؤتمر الخامس على لسانه"أن الإسلام عقيدة وعبادة ووطن وجنسية وروحانية وعمل ومصحف وسيف",وذكر أيضآ"أن فكرة الإخوان المسلمين نتيجة الفهم العام الشامل للإسلام,قد شملت كل نواحى الإصلاح فى الأمه,فهى دعوة سلفية,وحقيقة صوفية,وهيئة سياسية,وجماعة رياضية,ورابطة علمية ثقافية,وشركة اقتصادية,وفكرة اجتماعية". ذكر أيضآ وفى نفس الرساله خصائص دعوة الإخوان المسلمين والتى تميزها عن غيرها: -البعد عن مواطن الخلاف. -البعد عن هيمنة الأعيان والكبراء. -البعد عن الأحزاب والهيئات. –شدة الإقبال من الشباب. -العنايه بالتكوين والتدرج فى الخطوات. –سرعة الانتشار فى القرى والمدن. -إيثار الناحية العملية الإنتاجية على الدعاية والإعلانات. ووضع كذلك الشيخ حسن البنا عشرة أركان للبيعة لدى الإخوان فى رسالته الشهيرة-رسالة التعاليم-وهى"الفهم(طمن هذا الركن على الأصول العشرين لفهم الإخوان للإسلام والتى تعتبر الرؤية والأرضية التى تقوم عليها الجماعة فى كل مكان)والإخلاص والعمل والجهاد والتضحية والطاعة والثبات والتجرد والأخوة والثقة". تم اغتيال حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين,ومرشدها الأول وملهمها الوحيد,مساء السبت 12 فبراير 1949م,وذلك بعد اغتيال النقراشى باشا بعدة أشهر.وتم إدانة قيادات كثيرة من الجماعة وإيداعهم السجون,والأستيلاء على مقراتهم, لكن الجماعة ظلت تعمل بنفس الفكر ونفس المنهج حتى يومنا هذا,من خلال العمل السري,والكتمان الشديد على نشاطهم,إلى أقصى درجه ممكنة,وحدث أنكماش فكري وثقافى للجماعة,وأنعدم التجديد والتطوير لأعضائها,وأنفصلوا عن العالم وأصبحوا مثل أهل الكهف كما جاء فى القرآن الكريم,وأتضح ذلك جليآ عندما عادوا وعملوا فى الظاهر,وفى الحياة العامة. عادت جماعة الأخوان المسلمين إلى الحياة العامة لكن بفكر حسن البنا ومنهجه,بنفس عقليته,وكأننا مازلنا فى العقد العشرين من القرن الماضى,والضامة الكبرى أنهم يحكمون مصر بهذة العقلية وبهذا الفكر,أكثر من ثمانين عام تفرقهم عن الحياة اليوم,بكل تطورها وتقدمها,فى جميع المجالات السياسية منها أو الاقتصادية أوالأجتماعية حتى الفن والثقافة والرياضه وما غير ذلك. أيها الأخوان أفيقوا من سباتكم,يا أهل كهف العصر الحديث,نحن فى القرن 21 ,أما أن تواكبوا العصر أو تعودوا إلى كهفكم بسلام.