الفريق حسام خير الله وصف الفريق حسام خير الله – المرشح الرئاسي السابق وأحد قيادات القوات المسلحة المصرية السابقين – المشهد الذي تعيشه مصر الآن، بأن الانقسام السياسي الحاد والانفلات الأمني المزعج والتدهور الاقتصادي غير المسبوق، هي أهم ملامحه التى لم يسبق أن ارتسمت على وجه مصر من قبل. وقال في تصريحات خاصة لجريدة "مصر الجديدة"، أنه وبالمقابل وكردة فعل مرتقبة بين لحظة وأخري، فإن الشعب المصري لن يتحرك "سياسيا"، ولكن الأرجح أن يتحرك "اقتصاديا"، ليس تحت شعار "ثورة جياع" كما يردد البعض، بل علي غرار انتفاضة 17 و18 يناير التى اشتعلت في شهر يناير عام 1977، ردا على استهانة النظام الساداتي وقتئذ بمشاعر وإمكانيات البسطاء من الشعب المصري العظيم، الذي قد يتحمل الجوع لكنه يتمرد على محاولات إذلاله عاجلا أو آجلا. لا مؤشر لانقلاب وقال أن الجيش المصري وعلى عكس ما يتمني البعض، غير مرشح للتدخل في الوقت الراهن، لأنه غير مؤهل بالأساس للقيام بانقلاب عسكري، إلا أن هذا لا يمنع تدخله من أجل إنقاذ الوطن وأمنه وشعبه، وذلك فقط إذا خرجت جموع المواطنين إلى الشارع، وأعلنتها بوضوح أنها تطالب بنزوله. وحذر "خير الله" جماعة الإخوان المسلمين وفصائلها المسلحة، من استمراء استخدام أساليب البطش والقوة المفرطة ضد المصريين، حال تصاعد الغضب ضدهم في الشارع، مشددا أن إذا استمرت هذه القوي الظلامية في التعرض لأبناء الشعب فسوف يتم الرد عليها وبيد من حديد من جانب المؤسسة العسكرية. السقوط الكبير وأشار إلى أن الإخوان سقطوا من أعين قطاعات كبيرة من المجتمع المصري، بحيث لم يعد يؤيد بقائهم في السلطة سوي أعضاء جماعتهم وشركائهم السلفيون، أما الذين ساندوهم من خارج الجماعة في الانتخابات المتعددة الماضية، فقد تخلت غالبيتهم عنهم، ربما إلي الأبد. وقال أن من أهم أسباب تذمر الشعب من أعضاء الجماعة، هو سلوك الاستعلاء والمباهاة الذي يتبعونه منذ صعودهم إلى قمة السلطة. وتساءل: ما الذي يدفع قيادات إخوانية "إسلامية" إلى تحديث أساطيل تنقلاتها سواء في مؤسسة الرئاسة أو حزب الحرية والعدالة، بما فيها من سيارات فئة طراز ال"بي إم دابليو" وغيرها، على غرار ما كان يفعل قيادات النظام الفاسد البائد، وبما لا يراعِ الظروف الاقتصادية القاسية التى يمر بها ملايين المصريين الآن؟! قصر الحكم وفي تعليق منه على مستوي الأداء الحكومي، قال "خير الله" أن الحكومة بلا رؤية ولا استراتيجية وهي ليست كذلك وحدها، بل إن الرئيس د. محمد مرسي كثيرا ما يبدو وكأنه مُغَيَّب عن الأحداث، أو متأخر في التعامل معها حتى تتفاقم، "فأين دور الرئيس وحكومته مع الأطراف السياسية المختلفة في أحداث بورسعيد، ومن بعدها أحداث المقطم في جمعة "رد الكرامة"، وما سبقتها مباشرة من وقائع اعتداء على صحافيين ومحتجين سلميين، أمام مقر الإرشاد الذي يعتبرونه قصر الحكم الحقيقي وليس ذاك الذي يقبع فيه الرئيس بالاتحادية. وكان ذلك هو السبب في شحن المعارضين، على نطاق واسع ثم ما تلاه من تداعيات عنف متبادل بين الجانبين، لن يكون آخرها الاعتداء الإرهابي على مدينة الإنتاج الإعلامي ومن فيها من إعلاميين وضيوف وعمال ومواطنين عاديين؟ "كان من الممكن جدا وأد الفتنة في مهدها، لو أن النيابة كانت قد استدعت – فورا - المتهمين بالاعتداء على المحتجين سلما، بدلا من ترك الرد عليها يتحول إلى ثأر وثأر مضاد، يما يهدد بتعميق الجراح بين أطراف النزاع السياسي في الدولة، ولكن للأسف اكتفي المتحدث باسم الجماعة، ردا على من وجهوا اللوم لها، على التباطؤ في محاسبة المتهمين منهم بحجة سخيفة: أن أمرا من النيابة بشأنهم لم يصل إليهم بعد"، على حد قوله. نائب الجماعة وعما يمكن اعتباره سلبيات واضحة في حكم الإخوان المسلمين على مدي الشهور الماضية، أجاب "خير الله" أن أبرزها على الإطلاق يتمثل في تصعيد نائب عام موالِ للجماعة الحاكمة، ليحل محل الذي كان مواليا للنظام البائد، بما لا يتسق وأهداف ثورة 25 يناير، والأهم هو كم القمع الأمني وحجم الجرائم التى وقعت خلال شهور قلائل، وراح ضحيتها نحو ثمانون مصريا، ما بين شهيد وقتيل إلى جانب مئات المصابين ووقائع التعذيب الموثقة حقوقيا، بحيث أن هذا الكم من الجرائم في هذه المساحة الزمنية، لم تحدث في عهد الرئيس السابق نفسه. وتطرق "خير الله" إلى ما اعتبره أخطر الألغام في طريق العلاقة بين الشعب وحكامه، وهو حرمان المصريين من المشاركة – بكافة طوائفهم وطبقاتهم في وضع دستور يستلهم الروح الوطنية، بل استأثرت بوضعه فئة بعينها، وذلك مهما تردد عما فيه عن إيجابيات، بل إن سلبياته – على قلتها – تعد من السوء بمكان، بحيث تهدد استقرار الوطن، وأهمها الترصد لحالة شغور منصب الرئاسة لأي سبب من الأسباب، بحيث يكون من في منصب رئيس الوزراء جاهزا للتصعيد رئيسا، وهو سيناريو أظن أنه مكتوب خصيصا للشاطر، وقد يتقدم أو يتأخر تبعا لمجريات الأحداث. واستنكر "خير الله" ما وصفه بالتحالف التكتيكي بين الإخوان والسلفيين، الذي ظهر بشدة حين تمرير الدستور، وشبَّه هذا التحالف بينهما بالتحالف بين حركة حماس الإخوانية وتنظيم القاعدة الإرهابي. مرشح العسكر وفي شأن مختلف، نفي الفريق حسام خير الله، أنه كان "مرشح العسكر"، في انتخابات الرئاسة الماضية، مؤكدا أن هذه الصفة هو أبعد ما يكون منها لأنه بالفعل خارج المؤسسة العسكرية بصفة رسمية منذ سنوات طويلة، وأن منافسوه هم من كانوا وراء ترويج هذه الإشاعة عنه، ضمن المعركة الانتخابية، لعبا على وتر العلاقة المتوترة آنذاك بين الشعب والمؤسسة العسكرية. وعن تصوره حال وصول الجيش إلى السلطة، قال "خير الله"، أنه ومع استبعاده لهذا الحل حتى الآن، فإن الخطوات اللاحقة علي سيطرة الجيش مجريات الأمور السياسية، لن تخرج عن مشاركته بعضو على الأكثر في مجلس رئاسي مدني، يقود سفينة البلاد إلى بر الأمان، إلي حين إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، وإعادة تشكيل باق مؤسسات الدولة علي أساس الهوية المصرية، وليس أية أجندات طائفية.