مع وصول أعداد كبيرة من الثوار من مختلف أنحاء البلاد إلى حمص لفك الحصار الخانق المستمر منذ أكثر من 274 يوماً والذي يفرضه النظام على أحياء حمص ومدنها الواقعة تحت سيطرة الثوار، أعلن الثوار عن بدء معركة أطلقوا عليها اسم "الفتح المبين" والتي تمكنوا خلالها اليوم من استعادة السيطرة على حي بابا عمرو والسيطرة على حي جورة العرايس وعلى أجزاء من حي الإنشاءات بالإضافة إلى قرية الدوير في ريف حمص الشمالي وعَقِبَ تلك الانتصارات قصف عنيف بالطيران الحربي وراجمات الصواريخ من قبل قوات النظام على حي بابا عمرو وصفه ناشطون بالجنوني استُخدِمت فيه القنابل العنقودية نجم عنه حركة نزوح كبيرة للأهالي عن حي بابا عمرو والأحياء المجاورة له، كما واصلت قوات النظام مدعومة بعناصر من حزب الله وميلشيا جيش الدفاع الوطني محاولاتها اقتحام أحياء حمص القديمة وسط قصف عنيف بكافة أنواع الأسلحة، إلا أن الثوار تصدوا لهم موقعين عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم
واصل الثوار تحقيقهم المزيد من التقدم في مدينة السيدة زينب في ريف دمشق بعد أن سيطروا اليوم على حي الزبير بالكامل، وتمكنوا من تدمير عربتي بي إم بي وكاسحة ألغام أثناء الاشتباكات العنيفة التي دارت على الطريق الواصل بين حي جوبر وساحة العباسيين شرق دمشق
وقام الثوار بإسقاط طائرة حربية في ناحية المنصورة في ريف الرقة، وسيطروا على حي الفرافرة في مدينة حلب، وعلى قرية المغير في ريف حماة، وقاموا بتدمير حاجز سرحان وتصدوا لأحد أرتال قوات النظام على الطريق الدولي في بلدة حيش في ريف إدلب حيث تمكنوا من تدمير دبابة وعدد من السيارات المحملة بالذخيرة
أفاد ناشطون بانشقاق أكثر من 500 عسكري بينهم ضباط في دمشق وريفها خلال الأيام الثلاثة الماضية، ومن بين المنشقين عناصر من الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد
قصفت قوات النظام اليوم أكثر من 227 نقطة في مختلف أنحاء البلاد بينها 19 نقطة تم قصفها بالطيران الحربي، وأربع نقاط قصفت بصواريخ سكود وأربعة قصفت بصواريخ أرض-أرض، في حين تم استخدام القنابل العنقودية والفراغية والفوسفورية وقذائف الهاون وراجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة في قصف نقاط أخرى أسفرت عن إحداث دمار كبير في المباني السكنية وسقوط عشرات الضحايا بين شهيد وجريح
وصلت الحصيلة العامة لضحايا العنف الذي شهدته البلاد اليوم إلى 174 قتيلاً، بينهم 129 شهيداً قتلتهم قوات النظام وميلشياته الموالية، منهم 16 امرأة و15 طفلاً وما يزيد عن 27 مقاتلاً من كتائب الثوار، بينما سقط أكثر من 45 قتيلاً في صفوف قوات وميلشيات النظام أثناء الاشتباكات
فقد تم انتشال 24 جثة من نهر قويق في حي بستان القصر في حلب، وكانت الجثث مكبلة الأيدي وتم إعدامها بطلق ناري في الرأس وأحدها تعود لطفل لا يتجاوز العاشرة من عمره، كما تم اكتشاف مجزرة جماعية في بلدة المليحة في ريف دمشق بالقرب من أحد الحواجز العسكرية، راح ضحيتها 16 شهيداً بينهم رجلين وأربعة أطفال وثمان نساء قضوا جميعاً ذبحاً بالسكاكين
وقد أسفر القصف العشوائي عن سقوط 19 شهيداً وعشرات الجرحى في حي جوبر ومخيمي اليرموك والحسينية في دمشق وفي مدن وبلدات معضمية الشام ودوما وخان الشيح في ريفها، و15 شهيداً في أحياء الصاخور والأشرفية وقاضي عسكر في حلب وبلدات الباب وتادف وصقلايا في ريفها، وثلاثة في بلدة كرناز في ريف حماة
صرح المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس أن عدد اللاجئين السوريين الذي تخطى عتبة المليون للتو، مرشح بحلول نهاية السنة للارتفاع مرتين أو ثلاث مرات عما هو عليه إذا لم يتم وضع حد للأزمة، وقالت الأممالمتحدة في تصريح سابق أن أربعة ملايين سوري لا يزالون في بلادهم يحتاجون إلى 1.4 مليار دولار من المساعدات لتلبية احتياجاتهم الأساسية بعد شهر حزيران/يونيو