بدأت في الخرطوم أمس أعمال المؤتمر الثامن لاتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الاسلامي بكلمة افتتاحية ألقاها النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان طه أمام المشاركين من 53 دولة . وأشار طه في كلمته إلى أن الاسلام رسالة سلام للانسانية جمعاء ، تقوم على احترام ذات الانسان وصيانتها وحمايتها من كل مظاهر الخوف والاضطراب ومن الظلم والحروب والشرور والكيد . وطالب بأن يكون اتحاد البرلمانات الاسلامية ذات مرجعية فكرية جامعة ، وأن توحد الدول الاسلامية إرادتها لإعداد مشروع اقتصادي وسياسيى واجتماعي وحضاري على مرجعية إسلامية ، لتسهم في تقديم الحلول لمشاكل العالم المستعصية الآن . ونوه إلى أن ما يجري في فلسطين يدل على ظلم النظام العالمي ، وكذلك ما يجري في بعض المناطق الأخرى بالدول الاسلامية ، وقال إن السودان مثال حي على جور هذا النظام الذي يسود العالم الآن . وأضاف النائب الأول للرئيس السوداني أن اتحاد مجالس الدول الإسلامية بحاجة إلى تقديم خيارات بديلة بالعزم والإقدام والثقة بالنفس وإصلاح العوج الحادث الآن في العالم وتصحصحه . وألقى رئيس مجلس الشورى المصري الدكتور أحمد فهمي كلمة أمام المؤتمر أشار فيها إلى التحديات الصعبة التي يواجهها العالم الاسلامي ليس على المستوى الاقتصادي والاجتماعي فحسب ولكن أيضا على مستوى الهوية . وأوضح أن بعض دول العالم لا تريد للاسلام أن يتقدم ولاتريد لهذه الأمة أن تنهض . وأضاف أن انعقاد هذا المؤتمر بالخرطوم له أكثر من دلالة ، الأولى أن الدول الاسلامية لازالت حية تنبض ومازالت لديها الارادة ومازالت شعوبها عبر برلماناتها قادرة على مقاومة التحديات وفرض مشروعها الذي يخدم شعوبها . وقال فهمي إن الدلالة الثانية هي أن السودان الشقيق يمثل حجر الزاوية بالنسبة للأمة العربية من حيث تاريخه وحضارته وسكانه وثرواته ، مشيرا إلى أن السودان مستهدف دائما من الدول التي تريد أن تبث الفوضى بين أبنائه وأن تسطو على ثرواته ، مؤكدا وقوف الدول الاسلامية جميعا بجانب السودان ضد أي تدخلات أجنبية في شأنه الداخلي سواء على مستوى أرضه أو مستوى الرئاسة . وأكد رئيس مجلس الشورى موقف مصر الثابت - كما هو موقف الدول الاسلامية جميعها - من قضية الشعب الفلسطيني التي تعتبر القضية المحورية للامة الاسلامية ، قائلا إنه لا يجب أن تغيب هذه القضية عن أذهاننا ولو للحظة واحدة ، ودعم تطلعات الشعب الفلسطينى وحقه في إقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس الشريف . كما أكد على الموقف المصري من قضية الشعب السوري الشقيق الذي يريد أن ينال حريته وإرادته في وجه حكم ظالم طاغية يبيد شعبه دون أن يكون له أي سند من القانون ويرتكب جرائم هي ضد القانون الدولي دائما . ورأى فهمي أن الشعب السوري يجب أن يحصل على حقه وأن الرئاسة السورية الآن ليس لها مكان في حكم سوريا ، لأنها قتلت شعبها ودمرت مقدرات الدولة السورية . كما أكد رئيس مجلس الشورى رفضه أي تدخل عسكري في شئون سوريا ، ورأى أن الحل يجب أن يكون إسلاميا ، وعربيا على وجه الخصوص ، حتى لا تكون سوريا مرتعا للدول الأخرى التي تريد أن تأتي بقوات مسلحة إلى الاراضي السورية . كما أيد شعب مالي وأعلن رفضه للتدخل العسكري المباشر في أراضي هذ الدولة ، ودعا الدول الإسلامية إلى دعم حقوق الشعب المالي وأن تمنع اضطهاده ليحصل على حريته واستقلاله . ورحب فهمي بالتوافق الذي تم في الاجتاعات التحضيرية للمؤتمر بخصوص البدء في إنشاء برلمان إسلامي خلال فترة 5 سنوات ، وأعرب عن تأييده لقيام هذا البرلمان حتى يكون معبرا حقيقيا عن إرادة الشعوب الإسلامية في أن يكون لها برلمان يعبر عن رؤيتها في المحافل الدولية . كما رحب بنتائج المؤتمر الثاني للبرلمانيات المسلمات وخصوصا تلك المتعلقة بالمرأة ودفعها لتكون قريبة من مراكز صنع القرار دائما ، ونبه كذلك إلى المشاكل التي تعاني منها الأقليات والشعوب المسلمة في إقليم ناجورنوكاراباخ ، ولفت نظر الأمة الاسلامية والعالم إلى ما يحدث من اضطهاد للمسلمين في هذا الاقليم .