دعا حمدين صباحي الأوربيين من خلال كلمته في مؤتمر "رؤية مشتركة لعالم عربي تقدمي"، الذي نظمه الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي بالتعاون الأحزاب الديمقراطية الأوروبية والعربية إلى الشراكة مع مصر في مشروعات اقتصادية وحل المشاكل الصحية التي يعاني منها المصريين، مشيرا إلى أن قضايا التنمية في مصر في حاجة لأيادي تمتد إليها من كل مكان وبالذات من الاتحاد الأوروربي وقال صباحي ، هناك إمكانية لتعاون هائل قد يبدأ بمشروعات انتاج الطاقة الشمسية، وفيما يتعلق بالهجرة التي يشكو منها الأوربيين ربما يكون من المهم أن نضع صيغة لتدريب مسبق للعمالة العربية يلبي حاجة السوق الأوروبي ويمنع الهجرة العشوائية التي تحدث بسبب غياب العدالة الاجتماعية في الدول العربية . وأضاف صباحي: "رغم أننا على خلاف مع السلطة التي تحكمنا في مصر، لكننا لم نطلب أن يكون هذا الخلاف سببا في منع أي عون اقتصادي لمصر، لأن هذا الدعم حتى لو استفاد منه النظام فسيستفيد منه المصريين ونحن أكثر اهتماما بهم من الذين يحكمون باسمهم الآن كما تناول فى كلمته الوضع الحالى لمصر بعد الثورة ، قال أن مصر التي أنجزت منذ قرابة العامين ثورة عظيمة هي 25 يناير كانت بعد تونس العظيمة من علامات الربيع العربي الواعد، لم تتمكن أن تجني ثمار ثورتها ولم تكملها. ان ثورة عظيمة بدأت ولم تكتمل تضع على رأس جدول أعمالنا إكمال هذه الثورة، واستكمال الثورة له مساران محتملان : استمرار العمل في الميادين والشوارع، ومسار آخر أن تستكمل الثورة عبر صناديق انتخابات نزيهة. الجمعة القادم الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، ونحن شركاء في دعوة للجماهير للنزول لاستكمال الثورة، فما يجري في مصر الآن لا يليق بثورة عظيمه وما يستحقه أبناءها، نتمسك بثورتنا وأن الدستور الذي فرض على مصر لم يكن دستورا يعبر عن المصريين أو قيم الثورة أو الانتصار لمبادئ يمكن ان ترعي حق الأغلبية من الفقراء في حقوق اجتماعية واقتصادية أهملها الدستور ولم يلزم الدولة بها في 25 يناير القادم نطالب أن يفتح الباب للتغير من خلال الصندوق وحكومة محايدة تشرف على الانتخابات ونحن على استعداد لاستكمال ثورتنا بأي من الطريقين: الانتخابات الحرة إذا توافرت ضمانات نزاهتها أو طريق التحرير الذي كان عنوانا لإرادة شعب يريد أن ينتصر على المهانة والتبعية. فمصر في لحظة مهمة وحاسمة وربما مفترق طرق ، لكن هذا المفترق إما سيؤدي لاستكمال ثورتنا عبر الانتخابات او الى الميادين .. وأناشدكم عربا وأوربيين أن تكون إرادتكم معنا. النظام الاقتصادي الذي يستطيع أن يلبي حاجات الناس لم يعد يمكن أن يكون تعبيرا عن الرأسمالية أو الاشتراكية كما كتبت في الكتب، نحتاج نظاما مختلطا لا يعتمد آليات السوق التي تراكم الثورة في يد طبقة محدودة، وإنما يلبي حاجات الأغلبية من الفقراء أوروبا التي قطعت شوطا كبيرا في تقدمها الاقتصادي يختار الرأي العام فيها اشتراكيين ديمقراطيين، بينما نحن في الوطن العربي الأكثر فقرا والأكثر حاجة للعدالة الاجتماعية لا تلعب المنظمات الاشتراكية نفس الدور الذي تلعبه في أوروبا ، وهو ما يحتاج لمضاعفة الجهد من الاشتراكيين العرب، لأن الحل في مصر لا يمكن أن يقدم إلا عبر المؤمنين بالعدالة الاجتماعية.