طالب خبراء دوليون فى مجال الطاقة بضرورة توسع مصر فى بناء محطات لتوليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية، مؤكدين أن مصر من أغنى دول العالم فى هذا المجال. قال الدكتور يحيى المحجرى، رئيس قسم الطاقة ببرنامج الأممالمتحدة للبيئة، إن مصر لديها كمية كبيرة من الطاقة الشمسية يجب الاستفادة منها. وأشار المحجرى فى تصريح خاص ل"الحرية والعدالة"، إلى أنه إذا قمنا بتغطية المساحة نفسها التى غطتها ألمانيا بالخلايا الشمسية، لحصلنا على حوالى 75 جيجا وات، تكفى لمدة تصل إلى 15 عاما، فضلا عن إمكانية تصدير ما لا يقل عن 30 جيجا وات إلى دول أوروبا، وهو ما يساوى إنتاج ألمانيا الحالى من الطاقة الشمسية. وأوضح أن تكاليف إنتاج الطاقة فى مصر باستخدام الخلايا الشمسية يعد أقل بكثير من تكاليف إنتاجها فى أوروبا، الأمر الذى يعنى إمكانية تصدير الكهرباء المنتجة من خلالها إلى دول أوروبا، حيث قامت تونس والجزائر بتنفيذ هذه التجربة. ولفت المحجرى إلى إمكانية البدء فى استيراد الخلايا الشمسية المصنعة فى أوروبا وتجميعها محليا، مما يفتح بابا جديدا للشراكة. وأكد أن إنشاء محطات الخلايا الشمسية يتم على مراحل، وتتم كل مرحلة فى بضعة أشهر، ثم توصل بالشبكة ويستفاد من الكهرباء المنتجة، على خلاف المحطات النووية التى لابد من الانتهاء من بنائها كليا ثم اختبارها والبدء فى تشغيلها ويستغرق ذلك حوالى 10 سنوات أو أكثر. وأوضح أن اتجاه الدول الكبرى إلى تقليل اعتمادها على الطاقة النووية والاتجاه إلى الطاقة الجديدة والمتجددة يرجع إلى الارتفاع المستمر فى تكاليف بناء المحطات النووية والزيادة المضطردة فى فترة البناء. وأضاف أن إنتاج طاقة من المحطات النووية لم يصبح مغريا من الناحية الاقتصادية كما كان فى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى. وفى هذا السياق، قال الدكتور صلاح بدير، أستاذ الطاقة الشمسية والإلكترونيات بجامعة ولاية نورث كالورينا: إن تكاليف إنتاج الطاقة الشمسية فى مصر أقل من نصفها فى إيطاليا وأقل من ثلث تكاليف إنتاجها فى ألمانيا، دون الأخذ فى الاعتبار رخص العمالة والمواد الخام المصرية عن مثيلتيهما الأوروبية. وأشار بدير إلى أن ألمانيا قامت بإنشاء محطات قوى تستخدم الخلايا الشمسية وصلت قدرتها فى يونيو الماضى إلى 28 جيجا وات، أى 28 ضعف الطاقة التى ينتجها مفاعل قدرته 1000 ميجاوات. وأوضح أن محطة براندن بورج- بريست تعد من أكبر محطة قوى تدار بالخلايا الشمسية فى ألمانبا فقدرتها 91 ميجاوات ولم تزد المساحة الكلية للمحطة عن 200 هكتار (يعادل 2 كم2). وأكد أن المساحة المطلوبة للخلايا الشمسية لبناء محطة قوى فى مصر قدرتها 1500 ميجاوات (قدرة أحد مفاعلات الضبعة) لن تزيد عن حوالى 1200 هكتار أى ما يعادل 12 كم2، وقد تصل إلى ما يتراوح بين 9 و10 كم2 فى جنوب الوادى. وأشار إلى أن بناء وتشغيل محطات الخلايا الشمسية يساعد على إقامة صناعات أخرى مغذية ومدعمة لصناعة الخلايا الشمسية وبذلك نساعد فى حل مشكلة البطالة فى مصر بتشغيل وتدريب عدد كبير من الشباب. من جانبه، قال الدكتور عادل البسيونى، رئيس قسم أمان وتحليل مخاطر محطات القوى النووية بهيئة الطاقة الذرية بالولايات المتحدة سابقا، إنه رغم التطور العلمى والتكنولوجى فى مجال الطاقة النووية، إلا أنه ينتج عنها إشعاع خطير على الإنسان والحيوان والنبات. ولفت البسيونى إلى خطورة تسرب الإشعاعات النووية، موضحا أن الحوادث العالمية التى شهدها العالم فى هذا المجال دفع بلدانا أوروبية مثل السويد والنمسا وسويسرا وألمانيا وأخيرا اليابان إلى منع بناء محطات نووية جديدة واستبدال الطاقة النووية بالطاقات الجديدة والمتجددة.