الدول الكبري تعتمد علي المفاعلات النووية لإنتاج الكهرباء.. وتطلق "نزاعة" لتخيف الدول النامية أكد الدكتور ماجد علي فهمي الخبير الدولي للوقاية الاشعاعية واستاذ الفيزياء الاشعاعية بهيئة الطاقة النووية ان الوقود الاحفوري في مصر حسب الاحصائيات البترولية تتجه إلي النضوب خلال فترات لا تزيد علي 50 عاما مضيفا ان قلة انتاج مصر من الكهرباء نتيجة لعدم قدرتها علي إنشاء محطات توليد جديدة تحتاج لميزانيات ضخمة بالمليارات، مشيرا إلي ان استخدام هذا الوقود يؤدي إلي اضرار بالغة الخطورة علي صحة الإنسان والبيئة، موضحا في حواره الخاص ل "الاسبوعي" أن الدليل علي ذلك قيام دول مثل اليابان والتي يحدث لها كوارث ضخمة تمتلك رغم صغر مساحتها والتي لا تتعدي ثلث مساحة مصر - ما يقرب من 53 مفاعلا نوويا وتخطط لإنشاء 12 أخري، مضيفا أن مصر ستصبح في خطر إذا لم لا تتجه لإنشاء مفاعلات نووية لانتاج الكهرباء خلال 5 سنوات، لافتا إلي أن المفاعلات النووية تمتاز بأنها لا تضر الإنسان أو البيئة، بل يمكن الاستفادة من عوادمها كالبخار في تحويله إلي مياه شرب صالحة، إلي جانب ان كميات الكهرباء الناتجة أضعاف مما ينتج من محطات التوليد بالوقود الأحفوري، ولا تستخدم كميات من اليورانيوم المخصب 235 كما يتم في محطات التوليد الأحفوري، لافتا إلي انه من الممكن ان تقوم دول مجاورة لمصر كالسعودية والسودان وليبيا بإنشاء مفاعلات نووية مشتركة ستوفر التكلفة وتغطي الاحتياجات وتصدر الفائض من الناتج وحول العديد من القضايا والمشاكل التي أثيرت حول إنشاء المفاعلات النووية في مصر. حاورت "الاسبوعي" الخبير الدولي في الطاقة النووية والاشعاعية الدكتور ماجد علي فهمي فإلي نص الحوار: * هل صحيح ان مصر ستواجه أزمة في الوقود الاحفوري في المستقبل؟ كل ما يستخرج من باطن الأرض مثل البترول والفحم والغاز يعتبر أزمة لمصر وغيرها من دول العالم إذا كانت تعتمد عليه، لأنه يجب ان نعلم ان كل كيلو جرام فحم يتم تخصيصه للوقود يعطي 3 و7 كجم من ثاني أكسيد الكربون والذي يسبب ظاهرة الاحتباس الحراري ويدمر البيئة والزراعة، علاوة علي ان جميع أنواع الوقود الاحفوري من فحم وبترول وغاز ستنضب بالكامل من 30 إلي 50 عاما علي الأكثر وليس هناك بديل، حتي بالنسبة للدول العربية والخليجية المنتجه له. الصناعة * وهل هناك مشاكل أخري تتعلق بهذا الوقود الأحفوري؟ المشكلة ليست في ان الوقود الاحفوري سينتهي بل أن المشكلة الأكبر أن صناعة البتروكيماويات، والأدوية وصناعة الأسمدة تعتمد تصنيعها علي البترول وخاماته، فالأزمة التي ستواجهنا جميعا كدول عربية ومصر هي نضوب خام البترول. * بالأرقام ما كميات إنتاج مصر من الكهرباء سنويا؟ وفقا لأحدث بيانات وزارة الكهرباء فإن مصر استطاعت ان تضيف خلال عامين نحو 4600 ميجاوات، وهي لا تكفي للاستهلاك المتزايد، والمشكلة في أننا ليست لدين القدرة علي إنشاء محطات توليد جديدة لتدخل الانتاج لان إنشاء محطة توليد للكهرباء لأنها تحتاج إلي خمس سنوات كاملة حتي يدخل انتاج المحطة إلي الشبكة، بدءا باعداد الدراسة وطرح المناقصات ثم تدبير التمويل وإنشاء المحطة وكل هذا يحتاج إلي تمويل ضخم يتراوح بين 9.2 إلي 9.6 مليار جنيه للمحطة الواحدة. * ولماذا لا تقوم الجهات المسئولة بالتنويه عن هذا الخطر، والأزمة التي ستلحق بنا؟ المشكلة ان جميع المسئولين علي علم كامل بهذه الأزمة وما سيحدث في المستقبل ولكنهم يغضون النظر عنها ولا يتحدثون فيها أو يمارسون حلولا لها، فمصر ستصبح في خطر بدون مفاعل نووي لانتاج الكهرباء خلال 5 سنوات. النظافة والمتجددة والطاقة الناتجة من المفاعلات النووية لانتاج المواد البتروكيماوية وصناعة الأدوية وغيرها من الصناعات. * هناك بعض الآراء ترفض إقامة محطات نووية في مصر نظرا لخطورتها علي الإنسان والطبيعة، كما حدث في مفاعل فوكوشيما وتشرنوبل وغيرهما فما الرأي الأصح والذي سيفيد مصر؟ لابد أن نعلم جيدا ان جميع دول العالم المتقدم لا تحمل أي هموم من ناحية الطاقة الكهربية أو غيرها من الطاقات المستخدمة في الصناعات لديها ومن واقع أحدث بيانات ظهرت في هيئة الطاقة الذرية الدولية ان أمريكا علي سبيل المثال يعمل بها 104 مفاعل نووي وتخطط لإنشاء 31 مفاعلا، فرنسا يعمل بها 59 مفاعلا نوويا وتخطط لإنشاء مفاعلين، أما اليابان والتي حدث لها أكبر كارثة العام الماضي ومن مفاعل فوكوشيما وليس لديها أي موارد أو خامات فيعمل بها 53 مفاعلا نوويا، وتقوم حاليا بإنشاء 6 مفاعل، وتخطط لإنشاء 38 مفاعلا والصين يعمل بها 11 مفاعلا نوويا، وتقوم حاليا بإنشاء 14 مفاعلا، وتخطط لإنشاء 115 مفاعلا جديدا، ودولة أوكرانيا يعمل بها 15 مفاعلا نوويا وتخطط لإنشاء 22 مفاعلا جديد. أما عن موقف مصر وبعض الدول العربية فقد تغير مؤخرا لخطورة الموقف والأزمات التي ستتولد في القريب العاجل، فمصر تقوم حاليا بإنشاء محطة نووية في مدينة الضبعة وستبدأ بالعمل عام 2019، أما السعودية فقامت بإنشاء هيئة تعني بالطاقة النووية باسم مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، وأعلنت انها ستمتلك 16 مفاعلا نوويا عام 2030، دولة الإمارات العربية المتحدة تخطط لإنشاء أول محطة نووية عام 2017، أما الكويت فقامت بتشكيل اللجنة الوطنية لاستخدامات الطاقة النووية للأغراض السلمية في مارس 2009، ومن المتوقع ان يتم إنشاء أول مفاعل نووي كويتي عام 2015، والأهم من ذلك هو ما تم الإعلان عنه بأن دول العالم العظمي ستقوم بإنشاء 200 مفاعل نووي بالاضافة إلي ما سبق حتي عام 2050 والميزة من إقامة المفاعل النووي هي عن المحطات النووية لتوليد الطاقة تشغل مساحات صغيرة من الأرض مقارنة بمحطات التوليد التي تعتمد علي الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح. التكلفة * اقتصاديا ما الأفضل من وجهة نظرك إنشاء محطات نووية أو الاعتماد علي المحطات لإنتاج الكهرباء؟ إذا نظرنا للتكلفة التقريبية لإنشاء محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالفحم بقدرة 1000 ميجاوات نجدها تتكلف حوالي 1.2 مليار دولار ويستغرق بناؤها 3 - 4 سنوات بدون تقدير المباني، أما إنشاء محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالطاقة النووية بقدرة 1000 ميجاوات ونجدها تتكلف حوالي ملياري دولار ويستغرق بناؤها حوالي خمس سنوات بدون تقدير المباني. توصيات * وما الآليات الحديثة التي أوصت بها هيئة الطاقة الذرية للتغلب علي المشكلات التي قد تحدث للمحطات النووية كما كان الشأن في مفاعل تشرنوبل وفوكوشيما؟ الوكالة الدولية للطاقة وضعت خطط تأمينية للمحطات النووية عقب حدوث زلزال فوكوشيما باليابان، بأن اشترطت لبناء المحطات النووية زيادة الحوائط الخراسانية في الطول والعرض تصل إلي نحو 300 متر، إلي جانب اضافة حوائط رصاص بجانب الخرسانة، وبذلك فانه لا يمكن حدوث انفجار لأي محطة مادامت ان المحطة مؤمنة من دخول المياه داخلها نتيجة للفيضانات أو الزلازل أو حتي البراكين. * وهل لديك اقتراح يمكن ان تنفذه مصر مع بعض الدول العربية المجاورة من أجل إنشاء محطات نووية مشتركة؟ من الممكن ان تقوم دول مصر والسعودية والسودان وليبيا بإنشاء مفاعلات نووية سلمية مشتركة الهدف منها توفير الطاقة الكهربائية للدول الأربع في المستقبل، ومميزاتها أنها ستكون بتكلفة أقل، بل من الممكن ان تفتح هذه الدول جسورا لتصدير الكهرباء للدول المحتاجة سواء كانت عربية أو أجنبية. * وما رأيك في مواقف بعض دول الغرب أو الرافضة لإنشاء هذه المفاعلات النووية لخطورتها علي البشر والبيئة خاصة أن مصر تقع في بؤرة الزلازل؟ هذه كلها فزاعات تطلقها الدول العظمي مثل ألمانيا، من أجل ان تجعل الدول النامية ومها مصر دائما في حاجة لها، ونحن وجدنا كميات المفاعلات النووية السلمية في كلا الدولتين سواء في ألمانيا نفسها، أو اليابان التي حدث فيها كارثة فوكوشيما، والتي تقع في أخطر بؤرة للزلازل كما ان ألمانيا بمفردها لديها ما يقرب من 30% من انتاج الكهرباء علي مستوي العالم يتم انتاجها من المفاعلات النووية، أما الحديث عن إنشاء خلايا شمسية، ومحطات طاقات للرياح، فهي مكلفة للغاية من ناحية، ومن ناحية أخري لا تنتج ما تنتجه المحطات النووية من الطاقة الكهربائية، ويشير أحدث استطلاع رأي أجري علي مستوي أوروبا وتم وفقا للقانون الدولي للوكالة الدولية للطاقة النووية إلي ان 55% من العينة ترفض اقامة المفاعلات النووية، و37% قالت "نعم"، 4% قالت "لا أعرف، 4% قالت نحن نعيش بجوار المفاعلات.