قبل ثلاثة ايام من دورة ثانية حاسمة، بدت مارتين اوبري الخميس اكثر حدة في الحملة الانتخابية للاقتراع التمهيدي لتحديد مرشح الحزب الاشتراكي للانتخابات الرئاسية الفرنسية في 2012 متهمة خصمها فرانسوا هولاند بانه غامض وباستخدام مصطلحات "اليمين". وقالت اوبري لاذاعة ار تي ال الخميس "لم يعجبني استخدامه لمصطلحات اليمين" بشان التغطية الصحية وخفض ساعات العمل. واضافت ان "هذه مصطلحات اليمين ويزعجني دائما ان يستخدم رجل من اليسار كلمات اليمين". ورد هولاند الذي حل في الطليعة في الدورة الاولى الاحد الماضي وترجح استطلاعات الرأي فوزه في الدورة الثانية الاحد القادم، الخميس على ذلك. وقال لاذاعة اوروبا1 انه لا يريد "السقوط في (الصور) الكاريكاتورية" وانه ليس بحاجة "للسخرية او للانتقاص من شأن (خصومه) او التنديد" بهم. وردا على سؤال حول نقطة خلافه الرئيسية مع اوبري قال هولاند "اسعى باستمرار بالاعتماد على خط متجانس، الى جمع الناس. لا افعل اي شيء من شانه ان يصدم او يقسم معسكري". وشهدت المناظرة التلفزيونية بين المرشحين مساء الاربعاء بعض الحدة احيانا لكنها كانت متوازنة وهادئة في الاجمال مع تركيز على اختلافات شخصية بسبب غياب خلافات اساسية بين المرشحين. وسعى كل من مارتين اوبري وفرانسوا هولاند الى التركيز على الاختلاف في شخصيتيهما لانهما ينتميان اذ حزب واحد ما الغى الخلافات العقائدية والجوهرية بينهما في مستوى البرنامج. وحرص المرشحان على عدم تجاوز بعض الخطوط في هذه التجربة غير المسبوقة في تاريخ فرنسا وان بدا من الواضح ان المهزوم منهما لن يصبح يوما رئيس وزراء للاخر في حال فوز مرشح الاشتراكيين في الانتخابات الرئاسية 2012. وشكلت هذه الانتخابات التمهيدية القريبة الشبه بالنموذج الاميركي والتي فتحت امام كافة ناخبي اليسار وليس فقط لناخبي الحزب الاشتراكي، حدثا مبتكرا في السياسة الفرنسية. وبدت اوبري التي تقدم عليها هولاند بتسع نقاط (39 بالمئة مقابل 30 بالمئة) في الدورة الاولى من هذه الانتخابات الاحد الماضي التي شهدت مشاركة 2,6 مليون ناخب من اليسار، اكثر شراسة مشددة على "اهمية الخبرة" في المجال السياسي. وكانت اوبري المسؤولة الثانية في حكومة الاشتراكي ليونال جوسبان (1997-2000) في حين لم يتول خصمها هولاند اي منصب وزاري. وقالت "يثقون بي لاني واضحة"، معتبرة ان "فرانسوا هولاند غير موقفه من بعض النقاط. هذا حقه لكن يجب ان يدرك الفرنسيون ذلك" داعية الى "يسار قوي". في المقابل رد هولاند الذي يتهمه معسكر اوبري ب"الليونة" بانه لا يريد "يسارا متشددا" موضحا "خرجنا من خمس سنوات رئاسية فجة. فهل نكون نحن مرشحين حزبيين؟ لا اريد ذلك واعتقد ان البلاد بحاجة الى تهدئة". واصبح المرشحان اوبري (61 عاما) وهولاند (57 عاما) اللذان ترعرعا في ظل جاك ديلور الرئيس الاسبق للمفوضية الاوروبية ووالد مارتين اوبري، افضل بديلين للرئيس نيكولا ساركوزي المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية (نيسان/ابريل و ايار/مايو 2012) والذي يعاني حاليا من تدن كبير في شعبيته. واكدت اوبري الخميس "اعتقد ان الفرنسيين ادركوا اني الافضل لهزم نيكولا ساركوزي في 2012". لكن بحسب استطلاعات الراي قبل الدورة الثانية الاحد، لا تزال اوبري خلف هولاند. ويستفيد هذا الاخير من دعم ثلاثة مرشحين سقطوا في الدور الاول هم صديقته السابقة لفترة 30 عاما سيغولين روايال ومانويل فالس (اشتراكي ليبرالي) وجان ميشال بايلي (وسط يسار). في المقابل لم يقدم ارنو مونتبورغ الذي يجسد الجناح اليساري للحزب الاشتراكي والذي حقق مفاجاة في الدورة الاولى التمهيدي بنيله 17 بالمئة من الاصوات، حتى الان اي توجيهات لناخبيه بالتصويت لاوبري او هولاند.