أكد الشيخ أحمد خليل، من علماء الأزهر الشريف، أن تصوير الأفعال المنافية للآداب أو الأفعال الفاضحة في الطريق العام ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي يُعد جريمة شرعية وأخلاقية ومجتمعية، مشيرًا إلى أن الإسلام نهى عن إشاعة الفاحشة بين الناس بأي صورة كانت، حتى ولو كان الهدف منها إنكار المنكر أو التحذير من الخطأ. وأوضح الشيخ خليل، خلال تصريحات خاصة لمصراوى أن الستر قيمة عليا في الإسلام، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «من ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة»، مبينًا أن المسلم مأمور بإنكار المنكر وفق الضوابط الشرعية والقانونية، لا بطريقة تُفضي إلى فضيحة الناس أو انتهاك حرماتهم. وأضاف أن من يرى مشهدًا مخلًّا أو تصرفًا مخالفًا للآداب العامة، فعليه أن يتوجه فورًا إلى الجهات المعنية مثل الشرطة أو النيابة العامة، لا أن يتولى بنفسه مهمة التصوير أو النشر، لأن ذلك يوقعه في إثم التشهير وإشاعة الفاحشة، وهو ما نهى الله عنه في قوله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ» [النور: 19]. وأشار الشيخ أحمد خليل إلى أن نشر مثل هذه المقاطع لا يحقق مصلحة شرعية، بل يؤدي إلى نشر الفساد وإيذاء الأبرياء، داعيًا المواطنين إلى التحلي بالمسؤولية الدينية والأخلاقية، والالتزام بالقنوات الرسمية عند الإبلاغ عن أي مخالفة. وأكد أن: "من أراد الإصلاح فليكن إصلاحه بالحكمة والموعظة الحسنة، لا بالتشهير والفضيحة، فستر العورات وحفظ الأعراض من أعظم القربات إلى الله، وهو واجب ديني وإنساني قبل أن يكون قانونيًا".