زعمت إثيوبيا اليوم الاثنين، أن سد النهضة الذي دشنته مؤخرًا قد ساعد في التخفيف من حدة الفيضانات التي ضربت السودان، بينما أثيرت تكهنات بأن السد هو الذي تسبب بشكل فعلي في تلك الفيضانات. وقال وزير المياه والطاقة الإثيوبي هبتامو إيتيفا جيليتا اليوم الاثنين، إن الفيضانات التي تجتاح السودان حاليا ربما تكون قادمة من النيل الأبيض، وإنه لولا وجود سد النهضة لكانت كميات المياه مدمرة، مؤكدًا أن السد لعب دورا مهما في تقليل التأثير الكارثي، ولدى سؤاله عن التوربينات التي لا تعمل، لم يجب الوزير ولكنه أكد ،:" نحن لم نطلق المياه الفائضة". وقالت وزارة الري السودانية مساء أمس الأحد، إن مستوى المياه كان مرتفعًا لمدة أربعة أيام متتالية بينما كانت السدود في المنطقة تفرغ المياه الفائضة، داعيًة سكان ولايات الخرطوم ونهر النيل والنيل الأبيض وسنار والنيل الأزرق إلى اتخاذ الحيطة والحذر واليقظة حيث يمكن أن تؤثر الفيضانات على الأراضي الزراعية والمنازل. وقال الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة لوكالة أنباء أسوشيتد برس (أ ب) اليوم الاثنين، إنه من المتوقع أن تتراجع مستويات المياه خلال الأسبوع الجاري. وكانت أثيوبيا قد دشنت في مطلع الشهر الجاري، سد النهضة، أكبر سد في أفريقيا، لتعزيز اقتصادها، وبلغت تكلفة السد الواقع على النيل الأزرق قرب حدود إثيوبيا مع السودان، نحو 5 مليارات دولار، وأفاد مسؤولون بأنه سينتج أكثر من 5000 ميجاواط وإنه من المتوقع أن يضاعف قدرة توليد الكهرباء لإثيوبيا، ولكن البعض اتهم السد بالتسبب في الفيضانات التي يشهدها السودان حاليا. وقال شراقي ل (أ ب): "إن "الوضع الحالي هو نتيجة لخطأ بشري"، مضيفًا: على الرغم من أن السودان يستفيد من تدفق مياه السد خلال الموسم الزراعي، إلا أن الوضع الحالي يسبب ضررًا أكثر من النفع، نظرا لأن موسم الحصاد قد انتهى تقريبا. وأشار شراقي إلى أن سد النهضة لم يتم تفريغه بشكل تدريجي وإنه قام بتخزين المياه خلال موسم الأمطار في إثيوبيا بين يونيو وأغسطس، والذي تسبب في تحميل السد عبئا على كاهله. وقال شراقي إن التوربينات الأربعة التي كان من المفترض أن تساعد في تقليل المياه في خزان السد فشلت في العمل، مما منع إثيوبيا من إطلاق المياه الفائضة، التي أدت إلى تدفق المياه بكميات ضخمة باتجاه السودان هذا الأسبوع.