مرر مجلس شيوخ ولاية تكساس الأمريكية، اليوم الأربعاء، خريطة جديدة للولاية، تهدف إلى إعادة رسم حدود الدوائر الانتخابية فيها بما يخدم الحزب الجمهوري، وسط غضب الديمقراطيين. وتضمنت الخريطة الجديدة 5 دوائر انتخابية جديدة يغلب عليها الجمهوريون. جاء ذلك خلال جلسة مثيرة شهدت انسحاب 9 من أعضاء الحزب الديمقراطي احتجاجا على الخريطة التي اعتبروها محاولة لتشويه التمثيل الشعبي وتقليل صوت الأقليات، خصوصا لاتينيي وأفريقيي الأصل في تكساس. رغم هذا الانسحاب من الديمقراطيين، تمكن مجلس الشيوخ في الولاية من التصويت على الخريطة بأغلبية 19 صوتا مقابل صوتين، وفقا لروسيا اليوم. وقد أثار الأمر توترا كبيرا في الولاية، حيث يواصل الديمقراطيون من مجلس النواب مقاطعتهم للجلسات وامتناعهم عن العودة إلى الولاية، وهو ما حال دون وجود نصاب قانوني في مجلس النواب لمنع تمرير الخطة، في محاولة منهم لإفشال هذه العملية. ومع ذلك، فإن الجمهوريين يصرون على تمرير الخريطة ويهددون باستدعاء جلسات خاصة متكررة حتى إقرارها نهائيا، وسط تهديدات بعقوبات مالية وحتى أوامر بالقبض داخل حدود الولاية على النواب الديمقراطيين الغائبين. في جوهر الخلاف، يرى الديمقراطيون أن هذه الخريطة تمثل إعادة رسم موجهة لخنق صوت الأقليات وتقوية الحزب الجمهوري قبل الانتخابات النصفية القادمة، بينما تؤكد الأغلبية الجمهورية أنها تسعى لتحديث الدوائر الانتخابية بما يتوافق مع القانون الفدرالي والتغيرات السكانية، وليست محاولة للتلاعب الانتخابي. هذا الصراع يعكس جزءا من التوترات الوطنية حول عملية إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية وتأثيرها على التوازن السياسي في الولاياتالمتحدة. وينتقد الديمقراطيون في أغلب الولاياتالأمريكية خطوة تمرير الخريطة الانتخابية الجديدة بتكساس، ويهدد غافن نيوسوم حاكم ولاية كاليفورنيا ومسؤولي ولاية نيويورك وولايات ديموقراطية أخرى، بإعادة تقسيم انتقامي، على مستوى ولاياتهم إذا تم تمرير خريطة تكساس الجديدة بشكل نهائي.