في صباح اليوم السبت، استيقظ عامل النظافة العم سعيد محمد عبد الحميد السيد عابدين لممارسة عمله المعتاد في حي ثان الزقازيق، يرفع القمامة وينظف الشوارع، غير مدرك أن هذه ستكون أنفاسه الأخيرة، حيث وافته المنية فجأة. وسط ضجيج الحياة وصمت الشوارع، باغت العم سعيد هبوط حاد في الدورة الدموية وتوقف في عضلة القلب، ليسقط مغشيًا عليه وحيدًا في الشارع، تاركًا وراءه مكنسته التي لم تفارقه يومًا في سعيه الدؤوب لكسب لقمة عيش حلال. نعى المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، الفقيد بكلمات حزينة، مؤكدًا أن ما قدّمه سعيد من إخلاص وجهد لن يُنسى، وموجهًا بتقديم كل أوجه الدعم والرعاية لأسرته، وإنهاء الإجراءات الرسمية لتشييعه سريعًا. لم يكن "سعيد" مجرد عامل نظافة، بل كان وجهًا مألوفًا لسكان الحي، يُحيي الكبار ويبتسم للأطفال، ويحمل همّ نظافة شوارع مدينته. رحل "سعيد" تاركًا أثرًا في القلوب، ودرسًا عن الوفاء للعمل حتى آخر الأنفاس، حيث رثاه الجميع بكلمات مؤثرة: "مات وهو شقيان زي ما عاش لكنه مات طيب مسكين".