في قرار مفاجئ وبعد أسابيع من إثارة الجدل؛ قدم المدير التنفيذي ل"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي منظمة مدعومة من الولاياتالمتحدة وإسرائيل كان من المفترض أن تتولى مهمة إدخال المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة، استقالته ب"مفعول فوري"، وفق بيان صادر عن المنظمة. وتحدث المدير التنفيذي جيك وود عن مخاوفه من عدم حياد المنظمة، قائلًا، في بيان أمس الأحد، "بات من الواضح عدم إمكانية تنفيذ خطة المنظمة مع الالتزام الصارم بالمبادئ الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلالية التي لن أتخلى عنها". وذكر وود، وهو عسكري أمريكي مخضرم، أنه تولى منصبه القيادي قبل شهرين لأنه شعر بأنه مدفوع ليفعل ما باستطاعته للمساعدة في تخفيف المعاناة في غزة. وحث وود، إسرائيل على توسيع نطاق تقديم المساعدات إلى غزة بشكل كبير، من خلال جميع الآليات الممكنة، كما حث جميع الأطراف المعنية على مواصلة استكشاف أساليب جديدة ومبتكرة لإيصال المساعدات، "دون تأخير أو تحويل أو تمييز". وتابع: "ما زلت أؤمن بأن السبيل الوحيد المستدام على المدى الطويل هو أن تطلق حماس سراح جميع الأسرى، وأن يتم التوصل إلى وقف للأعمال العدائية، وإيجاد مسار نحو السلام والأمن والكرامة لجميع شعوب المنطقة". ومن جانبها، علّقت "مؤسسة غزة الإنسانية" على استقالة مديرها التنفيذي الأمريكي جيك وود، معربة عن "خيبة أملها" من قراره المفاجئ، بحسب ما نقلته شبكة "سي إن إن". وقالت المؤسسة في تصريحات للشبكة، إن "المعارضين لعملنا ركزوا على تدمير المشروع بدلًا من دعم إيصال المساعدات للمحتاجين". وأضافت أن استقالة وود تمثل "خسارة في لحظة حرجة"، بينما تتواصل محاولات إدخال المساعدات إلى القطاع وسط اعتراضات من مؤسسات دولية ومخاوف من توظيف العمل الإنساني لأغراض سياسية. وأثارت "مؤسسة غزة الإنسانية" الشكوك حول أنشطتها والجهة المسؤولة عن إدارتها؛ إذ رفضت الأممالمتحدة ومنظمات أخرى التعامل معها في مهمة توزيع المساعدات الإغاثية في قطاع غزة، نظرًا لأنشطتها "المشبوهة" وعدم حيادها فضلًا عن أن الشركة لا تمتلك خبرة مسبقة في تنسيق العمليات الإنسانية. ومن المفترض أن تبدأ مؤسسة غزة الإنسانية تشغيل 3 مواقع توزيع قبل نهاية مايو الجاري، وهي جميعًا موجودة في جنوب ووسط قطاع غزة، وهو ما تسبب في تعرضها لانتقادات شديدة من كبار المسؤولين الإنسانيين. وحذرت الأممالمتحدة من أن وجود تلك المواقع الأولية في جنوب ووسط غزة فقط قد يعتبر على أنه يشجع هدف إسرائيل المعلن المتمثل في "إجبار جميع سكان غزة" على مغادرة شمال غزة، حسبما قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس في وقت سابق من الشهر الجاري. وكشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، في تقرير نُشر أمس الأحد، أن الشركة التي أُعلن مؤخرًا عن تأسيسها لتوزيع المساعدات في غزة، تمثل في الواقع مشروعًا أعدّه فريق مقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، دون تنسيق مع الأجهزة الأمنية، في اختيار شركة لا تمتلك خبرة مسبقة في تنسيق العمليات الإنسانية. وذكر التقرير الإسرائيلي، أن المؤسسة، غير الربحية والتي تم تأسيسها في سويسرا، قدمت نفسها على أنها شركة أمريكية، إلا أنها تُدار بواسطة عناصر إسرائيلية بشكل خفي، وتُثار الكثير من التساؤلات بشأنها خاصة بعد استبعاد الجهات الرسمية مثل الجيش الإسرائيلي ومنسق أعمال الحكومة في الضفة وغزة من عملية الاختيار. وتفاجأ موظفون حاليون وسابقون في المؤسسة، باختيار الشركة "المشبوهة" لتولي مسؤولية توزيع المساعدات بغزة، مؤكدين أن الاختيار تم في عملية سرية أشرف عليها اللواء رومان جوفمين السكرتير العسكري لنتنياهو، دون طرح مناقصة أو المرور عبر القنوات المعتادة، وفق ما نقلته "هآرتس". وفي ضوء ما أُثير من شبهات؛ تدرس سويسرا التحقيق في أنشطة مؤسسة "غزة الإنسانية" التي تعتزم الإشراف على توزيع المساعدات في القطاع الفلسطيني، وفق ما أفادته وكالة "رويترز" أمس الأحد.