قبل ساعات من بدء عملها، قدم المدير التنفيذي ل«مؤسسة غزة الإنسانية»، جيك وود، استقالته بشكل مفاجئ وفوري، مساء أمس الأحد، مما زاد من حالة الغموض حول مصير هذه المبادرة الإغاثية المدعومة من واشنطن وتل أبيب. وأشار جيك وود، في بيان رسمي، إلى أنه اضطر لاتخاذ قرار الاستقالة بعدما تأكد لديه أن المنظمة غير قادرة على تنفيذ مهمتها والحفاظ في الوقت نفسه على «المبادئ الإنسانية». وأوضح «وود»، في بيانه: «قبل شهرين، طُلب مني قيادة جهود مؤسسة غزة الإنسانية نظرًا لخبرتي في الميدان الإنساني». وقال: «مثل الكثيرين حول العالم، هالني حجم الجوع في غزة وتأثرت إنسانيًا بالأزمة، وانطلاقًا من مسؤوليتي الإنسانية، شعرت بأن من واجبي بذل كل جهد لتخفيف المعاناة». وأضاف «وود» أنه يشعر «بالفخر حيال العمل الذي أشرف عليه، من وضع خطط لإطعام الجياع، والتعامل مع الهواجس الأمنية المتعلقة بتحويل المساعدات، ودعم جهود المنظمات غير الحكومية الميدانية في غزة». وألمح إلى أن «تنفيذ هذه الخطة يظل مستحيلًا ما لم يتم التمسك الصارم بالمبادئ الإنسانية والحياد وعدم التحيز والاستقلالية، وهى قيم لن أتنازل عنها». وطالب «وود» إسرائيل «بتوسيع عمليات إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة بكافة الوسائل والآليات الممكنة»، كما دعا «جميع الأطراف الفاعلة لمواصلة استكشاف حلول وأفكار مبتكرة لإيصال المساعدات دون تأخير أو تمييز أو انحراف عن المسار». وأعلنت مؤسسة إغاثة غزة، وهى منظمة خاصة مدعومة من الولاياتالمتحدة وإسرائيل ومكلفة بتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة، أنها ستبدأ إيصال المساعدات إلى القطاع المحاصر اليوم الاثنين. وجاء في بيان للمنظمة، بعد أن استقال مديرها: «نخطط للتوسع بسرعة لخدمة جميع سكان القطاع خلال الأسابيع المقبلة». في المقابل، رفضت الأممالمتحدة ووكالات الإغاثة التقليدية التعاون مع المنظمة، في ظل اتهامات بتورطها في شراكة مع إسرائيل. وتزامن بروز دور مؤسسة غزة الإنسانية مع تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، في ظل استمرار هجوم جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، وسط تحذيرات وكالات الإغاثة من تصاعد مخاطر المجاعة.