قبل ساعات من بدء عملها، قدم المدير التنفيذي ل«مؤسسة غزة الإنسانية»، جيك وود، استقالته بشكل مفاجئ وفوري، مما زاد من حالة الغموض حول مصير هذه المبادرة الإغاثية المدعومة من واشنطن وتل أبيب، في حين قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن هناك حاليا 500 ألف فلسطيني يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد في قطاع غزة وإنهم على شفا مجاعة. وقدم المدير التنفيذي ل«مؤسسة غزة الإنسانية»، جيك وود، استقالته بشكل مفاجئ وفوري، مشيرا في بيان رسمي، إلى أنه اضطر لاتخاذ قرار الاستقالة بعدما تأكد لديه أن المنظمة غير قادرة على تنفيذ مهمتها والحفاظ في الوقت نفسه على «المبادئ الإنسانية». وأوضح «وود»، في بيانه: «قبل شهرين، طُلب مني قيادة جهود مؤسسة غزة الإنسانية نظرًا لخبرتي في الميدان الإنساني». وقال: «مثل الكثيرين حول العالم، هالني حجم الجوع في غزة وتأثرت إنسانيًا بالأزمة، وانطلاقًا من مسؤوليتي الإنسانية، شعرت بأن من واجبي بذل كل جهد لتخفيف المعاناة». وأضاف «وود» أنه يشعر «بالفخر حيال العمل الذي أشرف عليه، من وضع خطط لإطعام الجياع، والتعامل مع الهواجس الأمنية المتعلقة بتحويل المساعدات، ودعم جهود المنظمات غير الحكومية الميدانية في غزة». وألمح إلى أن «تنفيذ هذه الخطة يظل مستحيلًا ما لم يتم التمسك الصارم بالمبادئ الإنسانية والحياد وعدم التحيز والاستقلالية، وهي قيم لن أتنازل عنها». وطالب «وود» إسرائيل «بتوسيع عمليات إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة بكافة الوسائل والآليات الممكنة»، كما دعا «جميع الأطراف الفاعلة لمواصلة استكشاف حلول وأفكار مبتكرة لإيصال المساعدات دون تأخير أو تمييز أو انحراف عن المسار». وأعلنت مؤسسة إغاثة غزة، وهى منظمة خاصة مدعومة من الولاياتالمتحدة وإسرائيل ومكلفة بتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة، أنها ستبدأ إيصال المساعدات إلى القطاع المحاصر اليوم الاثنين. وجاء في بيان للمنظمة، بعد أن استقال مديرها: «نخطط للتوسع بسرعة لخدمة جميع سكان القطاع خلال الأسابيع المقبلة». في المقابل، رفضت الأممالمتحدة ووكالات الإغاثة التقليدية التعاون مع المنظمة، في ظل اتهامات بتورطها في شراكة مع إسرائيل. وتزامن بروز دور مؤسسة غزة الإنسانية مع تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، في ظل استمرار هجوم جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، وسط تحذيرات وكالات الإغاثة من تصاعد مخاطر المجاعة. في سياق متصل، قالت مديرة برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، سيندي ماكين، إن هناك حاليا 500 ألف فلسطيني يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد في قطاع غزة وإنهم على شفا مجاعة. وأشارت «ماكين» خلال مقابلة مع قناة «سي بي إس» الأمريكية، إلى أن إسرائيل سمحت بدخول القليل جدا من المساعدات إلى غزة. وأضافت: «هناك 500 ألف شخص في غزة يعانون حاليا من انعدام الأمن الغذائي الشديد، وإذا لم نساعدهم، فقد يكونون على شفا المجاعة». وأكدت على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مشيرة في الوقت نفسه، إلى أن نحو 600 شاحنة مساعدات دخلت المنطقة يوميا خلال فترة وقف إطلاق النار، لكن هذا العدد انخفض الآن إلى نحو 100 شاحنة. ودعت ماكين المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لتقديم المساعدات، مضيفة: «لا ينبغي أن يسمح لنا بالجلوس ومشاهدة هؤلاء الناس يموتون من الجوع».