قال الدكتور عبدالهادي مصباح، أستاذ المناعة والفيروسات، إنه من المتوقع أن تقل فعالية اللقاحات مع المتحور الجديد لفيروس كورونا "ميكرون - B.1.1.529"؛ نتيجة لكثرة الطفرات التي تحدث بالبروتين الشوكي للفيروس. وأضاف مصباح في تصريحات لمصراوي: "الخوف أن يكون هذا المتغير فيه شيئ من التحور الذي يؤدي لعدم استجابة الجهاز المناعي أو الأجسام المضادة للقاحات، لأنه وقتها ستكون نتائج اللقاحات أقل ويستطيع الفيروس الهروب من الأجسام المضادة الموجودة بالجسم". وأوضح أن فعالية اللقاحات ستقل مع المتغير الجديد وقد لا يستجيب لها، وعلى ضوء ذلك ستحتاج إلى تعديل جديد، وهذا ما أشارت إلى شركة موديرنا بدراسة المتغير وتعديل لقاحها. كانت شركة "موديرنا" الأميركية، أعلنت أمس أنها ستطور جرعة معززة مضادة لمتحور فيروس كورونا الجديد "أوميكرون"، الذي ظهر لأول مرة في جنوب إفريقيا. وقالت مودرنا إن هذه واحدة من 3 استراتيجيات تعمل عليها الشركة لمواجهة التهديد الجديد، من بينها جرعة أعلى من لقاحها المستخدم حاليا. لكن الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، يرى أن اللقاحات ستظل فعالة ولكن بنسبة ليست كبيرة بالمقارنة بالوضع الراهن. وقال عنان في تصريحات لمصراوي، إن "هروب الفيروس من اللقاحات سيكون مثل متحور دلتا أو بنسبة أكبر قليلًا، خاصة أن التحور الجديد يستهدف أكثر من منطقة في الغلاف البروتيني". وأشار إلى أن اللقاحات التي يعتمد تطويرها على تكنولوجيا الحمض النووي الريبوزي الرسول (mRNA)، ستكون الأسرع في تحديث التسلسل الجيني للقاحات، ليكون لدينا لقاحا جديدا لكل التحورات الموجودة. وقال: "حتى كانت الطفرة الحالية هاربة من اللقاحات نحتاج 3 شهور إلى تعديل تقنية عملها". وأوضح عنان أن لقاحات "استرازينكيا وجونسون وسبوتنيك واللقاحات الصينية مثل سينوفارم وسينوفاك ستحتاج إلى وقت أطول في تعديل تقنية عملها". فاوتشي يعلق وقال كبير خبراء الأمراض المعدية في الولاياتالمتحدة أنتوني فاوتشي: "بينما يدق المتحور الجديد ناقوس الخطر، تستمر اللقاحات في الوقاية من الأمراض الخطيرة". وأضاف فاوتشي: "حتى يتم اختباره (المتحور الجديد) بدقة، لا نعلم ما إذا كان سيتغلب على الأجسام المضادة التي تحميكم من الفيروس أم لا"، وذلك في تصريحات أدلى بها لشبكة "سي إن إن" الإخبارية. وبالتزامن أعلنت العديد من الشركات المنتجة للقاحات مضادة لفيروس كورونا عن خطط لمواجهة المتحور الجديد. فقد بدأت شركة نوفافاكس للأدوية العمل على تطوير لقاحها كي يناسب متحور "أوميكرون". وقالت الشركة إنها تأمل في أن يكون اللقاح الجديد جاهزا للاختبار والتصنيع في غضون أسابيع. كما أعربت شركات أخرى مطورة للقاحات مضادة لفيروس كورونا عن تفاؤلها المشوب بالحذر حيال قدرها على التصدي لأي تحديات محتملة تنتج عن المتحور الجديد. وقالت شركة بيونتيك إنها تستطيع إنتاج وشحن نسخة محدثة من لقاحها المضادة للوباء خلال مئة يوم، حال اكتشاف أن النسخة الجديدة من الفيروس يمكنها التغلب على المناعة التي يحدثها لقاحها الحالي. وتجري شركة أسترازينيكا دراسات في بوتسوانا وإسواتيني، حيث ظهر المتحور الجديد هناك أيضا، وذلك لجمع البيانات من أرض الواقع حول مدى فاعلية لقاحها في الحماية منه.
