في يوم بهيج اصطحبت فتاة شقيقتها الصغرى للاحتفاء بعيد ميلادها ال15. غادرت الأختان رفقة والدتهما المنزل بمركز أوسيم شمال الجيزة قاصدين منطقة الكيت كات ومنها إلى وجهتهم المنشودة. سعادة غمرت الصغيرة لما لمسته من مشاعر صادقة ورغبة حقيقية من والدتها وأختها في إدخال السرور على قلبها لكن الأمور لم تجر كما خطط لها. استقلت الأختان ووالدتهما سيارة أجرة "ميكروباص" في طريقهن إلى وجهتهن. في أثناء الرحلة توقفت السيارة ليركب شاب ثلاثيني أثارت ملامحه الريبة. جلس الشاب في المقعد الخلفي للقاصر ذات ال15 ربيعا. لم تمر سوى لحظات حتى ترجم الشاب ملامحه إلى فعل مشين. بدأ يتحسس جسد الفتاة من أسفل إلى أعلى ما أصابها بصدمة أفقدتها القدرة على التعبير أو حتى الصراخ لتسرع بعدها في النزول. في اليوم التالي شاء القدر أن تلتقي الأخت الكبرى بالشاب مرة أخرى في إحدى وسائل النقل. مجددا، شرع الثلاثيني في تكرار فعلته لكن هذه المرة تحرش بأم رفقة نجلها ما دفع الأخت لتحذير فتاة شعرت في الجلوس إلى جواره "دا متحرش". اكتفت الأخت بالتقاط صورة للمشكو في حقه دون الدخول في مناقشة قد تعاني معها الأضرار. لدى عودتها للمنزل قررت الأخت كتابة منشورا عبر إحدى الصفحات المتهمة بأخبار مركز أوسيم تروي ماحدث لشقيقتها معبرة عن غضبها "دي فرصة أطفي النار اللي جوايا". دقائق قليلة مرت على المنشور الذي كان محل رصد ومتابعة الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة تحت إشراف اللواء محمد عبد التواب. توجيهات سريعة من العميد عمرو طلعت رئيس قطاع الشمال، بفحص الواقعة والقبض على المشكو في حقه؛ تحقيقا لمبدأ الردع. في أقل من ساعة، توصل الرائد حسام العباسي رئيس مباحث أوسيم إلى هوية الضحية "15 سنة"، وطالبها بالحضور إلى القسم لسماع أقوالها. استمع الضابط الشاب لرواية الفتاة وووجه لها التحية على إصرارها على استكمال الإجراءات القانونية لينال المتهم العقاب المستحق مطمئنا إياها "خلال ساعات هيكون مقبوض عليه". تحريات الرائد وليد كمال معاون أول قسم أوسيم، أفادت بأن المشكو في حقه مبيض محارة يبلغ من العمر 35 سنة، متزوج ولديه أطفال مقيم بمنطقة الزيدية بدائرة القسم. عقب تقنين الإجراءات، تمكن النقيبان إبراهيم فاروق وعصام الشناوي معاوني مباحث أوسيم، من ضبط المتهم الذي لم يحاول الإنكار وأقر بفعلته غير السوية. بالعودة إلى منزل الفتاة، غمرت الفرحة الجميع، ارتسمت علامات البهجة على وجوه أفراد الأسرة بعد ليلة حزينة كانت بمثابة كابوس عليهم. ووجهت أسرة الفتاة الشكر لرجال الشرطة "سعداء بالشرطة المصرية وفخورون بالإجراءات التي اتخذت ضد المتحرش" كما وجهت الأسرة شكرا خاص لرئيس وحدة المباحث "شكرا للرائد حسام العباسي.. منصب يليق بك".