زاوية أخرى لسقوط إريكسن.. من هما كايير وسابرينا أبطال الواقعة؟

دقائق عصيبة احتبست خلالها الأنفاس عندما سقط الدنماركي كريستيان إريكسن لاعب فريق إنتر ميلان الإيطالي على الأرض مغشيا عليه بشكل مفاجئ ودون تدخل من أحد أثناء مشاركته رفقة منتخب بلاده ضد فنلندا في بطولة كأس أمم أوروبا "يورو".
سقوط إريكسن جاء في الدقيقة 43 من عمر الشوط الأول، ليأذن أنتوني تايلور حكم المباراة للطاقم الطبي بالنزول على الفور إلى أرض الملعب.
أول من لمس إريكسن كان زميله وصديقه سيمون كايير الذي كان له دور كبير ومؤثر في إنقاذ حياته بعدما قام بتعديل وضعية جسده ناحية اليمين ثم التأكد من عدم بلع لسانه.
كايير جسد المعنى الحقيقي لمصطلح القائد، فالمواقف المُفجعة قد تجبر البعض على الدخول في حالة ارتباك وعصبية، لكن هذا لم يحدث مع سيمون الذي حافظ على ثباته الانفعالي وتصرف بشكل صحيح سواء مع صديقه، زوجته أو حتى زملاؤه من اللاعبين.
كايير حافظ على خصوصية زميله، وأمر اللاعبين بالالتفاف حول اللاعب لمنع الكاميرات من التصوير، لكن قلبه لم يتحمل عدم الاطمئنان على صديقه وأصر على متابعة الحالة عن كثب مع الجهاز الطبي والمسعفين.
ليس هذا فحسب، فبعد انهيار سابرينا كيفست زوجة إريكسن، توجه إليها وقام بتهدئتها وأصر على إبعادها عن المشهد.
من هو سايمون كايير؟
وُلد كايير في السادس والعشرين من شهر مارس عام 1989 في مدينة هورسنس الدنماركية، وانضم لأكاديمية الشباب في المدينة، ومنها انتقل إلى صفوف ميتييلاند تحت 19 عاما.
بدأت رحلة كايير الاحترافية عام 2008 عندما انضم إلى صفوف باليرمو الإيطالي، لينتقل بين العديد من الأندية مثل فولفسبورج الألماني، روما الإيطالي، ليل الفرنسي، فناربخشة التركي، إشبيليه الإسباني، أتالانتا الإيطالي قبل أن يستقر به الحال بين صفوف ايه سي ميلان الإيطالي.
علاقة كايير بإريكسن ليست علاقة زميلين في صفوف المنتخب فقط، بل نشأت بينهما صداقة استمرت عدة سنوات، وشاء القدر أن يتم انضمامها للغريمين الإيطاليين خلال أيام قليلة.
المدافع الدنماركي انضم إلى صفوف ميلان في الثالث عشر من شهر يناير عام 2020 معارا من إشبيليه (قبل الانتقال النهائي في سبتمبر 2020)، بينما وقع إريكسن عقود انتقاله إلى إنتر في الثامن والعشرين من شهر يناير من العام ذاته.
البالغ من العمر 32 عاما، لم يترك صديقه بعدما حزم أمتعته وترك الحياة اللندنية لخوض تجربة احترافية في صفوف الدوري الإيطالي.. يقول إريكسن: "لقد ساعدني كايير كثيرًا عندما وصلت إلى إيطاليا، لقد لعبت معه لفترة طويلة وأنا أعرفه جيدًا داخل وخارج الملعب.. لقد ساعدني على التكيف والتأقلم في إيطاليا."
من ناحية أخرى، انتقد كايير سياسة أنطونيو كونتي مدرب إنتر ميلان وتعامله مع صديقه، وقال المدافع الدنماركي في إحدى المقابلات الصحفية: "نحن أصدقاء ونتحدث كل أسبوع".
واضاف: "أعرف كريستيان جيدًا وهو الأفضل في العالم في مركزه، يجب أن يلعب في مركزه لكنني لست الشخص الذي وضعه في الملعب."
وتابع: "وضعه يذكرني بما واجهته مع أتالانتا، في بعض الأحيان تناسبك أفكار وأساليب المدرب بشكل مثالي، ولكن في بعض الأحيان يكون العكس.. متأكد أن إريكسن لن يستسلم".
قال عنهما كاسبر هجولماند مدرب الدنمارك: "الشيء المشترك بينهما هو أنهما يحبان اللعب ويحبان لحظات المنافسة، كما أنهما حريصان على أن يظهرا بشكل أقوى".
وأضاف: "كلاهما من نجوم كرة القدم الأوروبية، يعتقدان أنهما الأفضل للفريق، إنهم يعبرون تمامًا عما نحن عليه في الدنمارك.. أسلوب كريستيان أكثر مرحًا لديه قصة حب مع الكرة وعندما يكون لدينا تدريب يأتي دائمًا مع كرة واحدة في يديه."
شخص آخر لفت إليه الأنظار خلال مباراة منتخبي الدنمارك وفنلندا، وهي سابرينا كيفست زوجة إريكسن.. فمن هي؟
ولدت سابرينا في بلدة توميروب في الدنمارك، وتفضل الابتعاد عن الأنظار وليست من الأشخاص الذين يحبون أن يسلط عليهم الضوء.
تعرف الزوجان على بعضهما البعض عام 2012، وانتقلت سابرينا للعيش في إنجلترا بعدما انتقل إريسكن إلى توتنهام، وعملت في شركة ملابس.
اشترى الزوجان منزلاً في هامبستيد في عام 2016 ، لكن اللاعب الدانماركي اعترف بأنه وجد صعوبة في التكيف مع الحياة في لندن وانتقل إلى إنتر ميلان.
قال إريكسن في عام 2016 في تصريحات نقلتها "ذا صن": "عليك أن تتعلم كيف تتكيف جسديًا وذهنيًا ، لكن يمكنني التعامل مع الضغط والمطالب لأنني أعيش سبعة أيام في الأسبوع من أجل وظيفتي، لكن هذا صعب للغاية بالنسبة لصديقتي، أود الخروج معها لكن هذا لا يتناسب مع اللعب في إنجلترا."