أمين عام التعاون الخليجى: مصر ركيزة أساسية للأمن القومى العربى

أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجى نايف الحجرف، أن مصر تعد ركيزة أساسية من ركائز الأمن القومى العربى، مشددا على أن أمن دول مجلس التعاون الخليجى مرتبط تماما بأمن مصر والعكس صحيح.
وقال الحجرف - فى تصريحات له عقب مباحثاته اليوم الأحد مع وزير الخارجية سامح شكرى بمقر وزارة الخارجية - إن العلاقات الاستراتيجية بين مصر ومجلس التعاون الخليجى "تاريخية ذات جذور راسخة"، مشيرا إلى دعم المجلس للدولة المصرية فى جهودها لمكافحة الإرهاب ودعم موقف مصر وجهودها فى المفاوضات العادلة فيما يتعلق بسد النهضة.
وردا على سؤال حول كيفية رؤيته لبيان العلا بعد مرور ما يقرب من شهر على توقيعه، أعرب الحجرف عن سعادته لتواجده بالقاهرة، كما عقد جلسة مباحثات مع شكري، مشيرا إلى أن القاهرة تعد المحطة الثالثة ضمن جولته العربية الحالية والتى قام فى إطارها بزيارة كل من الأردن والعراق.
وأوضح أن قمة العلا شكلت انطلاقة جديدة تعزز التضامن بين البيت الخليجى وتعزز أيضا الموقف العربى الجماعى تجاه القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، واصفا المباحثات التى عقدها بالقاهرة بأنها "مهمة للغاية" لما تمثله مصر من ثقل فى العالم العربى والعالم بأسره.
وشدد أمين عام مجلس التعاون الخليجى على الحرص على مواصلة هذا التنسيق فى كل ما من شأنه تعزيز الموقف العربى الجماعى تجاه جملة من القضايا، حيث نؤكد دائما على مركزية القضية الفسلطينية كأولوية لنا جميعا وفقا لمبادرة السلام العربية وحل الدولتين على حدود عام 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها وعودة اللاحئين، وقال إننا نؤكد على ضرورة احترام الدول الإقليمية لسيادة الدول العربية وعدم التدخل فى شئونها.
وأكد أمين عام مجلس التعاون الخليجى نايف الحجرف أن المجلس يشدد على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانونى عادل يحفظ حقوق الجميع بشأن سد النهضة، مشيرا إلى أن مصر تشكل دائما ركيزة من ركائز الأمن القومى العربى وحريصون على استمرار التواصل بين مصر والمجلس.
وردا على سؤال لوكالة أنباء الشرق الأوسط بشأن الزيارات التى قام بها مؤخرا إلى العراق والأردن والاستعدادات لتنظيم مؤتمر للمانحين لدعم اليمن وأيضا رؤيته للقضايا العربية الملحة، كشف الحجرف عن أنه فيما يخص اليمن فإن هناك قرارا من المجلس الأعلى بتنظيم مؤتمر دولى شريطة أن تبدأ إجراءات العملية السلمية فى مسارها الصحيح إذ أن هذا الأمر يعد ذى أهمية بالنسبة لنا خاصة وأن الحكومة اليمنية تباشر عملها الآن من عدن وهو ما يعد خطوة مهمة، كما تم أمس تعيين مبعوث للإدارة الأمريكية الجديدة إلى اليمن وهو ما يمثل خطوة مرحب بها.
وقال إن استقرار اليمن يشكل أمرا هاما بالنسبة لاستقرار الخليج والاستقرار العربى، مشيرا إلى أننا نؤكد على ضرورة وقف التدخلات الإيرانية "من خلال ميلشيشات الحوثى" فى الشأن اليمنى وندعوها إلى الانخراط فى العملية السلمية وفقا للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطنى وقرار مجلس الأمن الدولى 2216.
وفيما يخص زيارته للعراق، لفت أمين عام مجلس التعاون الخليجى إلى مذكرة التفاهم الموقعة بين العراق والمجلس والتى تتضمن من بين بنودها تفعيل التعاون الاقتصادي حيث كان هناك أيضا مقترح بأن يلتئم رجال الأعمال الخليجيين مع النظراء فى العراق لبحث الفرص الاستثمارية وسنعمل على تنفيذ وبلورة هذا المقترح.
من جانبه، رحب وزير الخارجية سامح شكري، بالأمين العام لمجلس التعاون الخليجي في زيارته لمصر، منوهاً بالعلاقات الوثيقة التي تربط مصر ودول المجلس وبين مصر والأمانة العامة لدول المجلس والتى تأتي في إطار التضامن والإحساس المتبادل بوجود مصير مشترك وضرورة العمل على تدعيم أواصر الآخاء القائمة فيما بيننا.
وشدد شكري على تصريحات نايف الحجرف التى أشار فيها إلى الارتباط الوثيق بين الأمن القومي المصري والأمن القومي لدول مجلس التعاون الخليجي.
وأضاف وزير الخارجية أننا لدينا مجتمعين القدرات لمواجهة كافة التحديات التي تواجهنا وهي التحديات المشتركة سواء كانت الحفاظ على وحدة واستقرار الأراضي العربية وعدم التدخل في شئونها من قبل قوى إقليمية وأيضا الدفاع عن مصالحنا والقضاء على الإرهاب والعمل على تدعيم قدراتنا الاقتصادية.. وكل ذلك يأتي من خلال العمل المشترك.
وأوضح شكري أنه تم الاتفاق مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي علي إيجاد آلية مؤسسية فيما بين وزارة الخارجية والأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي لتناول القضايا السياسية والاقتصادية وهو ما يشكل إضافة إلى العلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط بين مصر ودول المجلس، مشيرا إلى أننا سوف نستمر دائما في جهودنا لتعزيز التضامن والتكاتف بيننا وفي تناول كافة القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية وقضايا الاستقرار والأمن وتحقيق الرفاهية لشعوبنا.