استيقظ "بدوي علي" قاصدًا مبنى السجل المدني بالقرية التي يقيم بها، لاستخراج بعض الأوراق قبل أن يتجه إلى إدارة شرق المنصورة التعليمية للتقديم للعمل بوزارة التربية والتعليم بعد إعلان الوزارة قبل أيام؛ عن احتياجها لمؤهلات عليا للعمل بمهنة التدريس تطوعا "بدون أجر" لمدة ثلاثة شهور، لسد العجز ببعض التخصصات بالمدارس على مستوى الجمهورية. منتصف عام 2010، أنهى بدوي تعليمه، بحصوله على ليسانس اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة المنصورة، أدى الخدمة العسكرية، وبعدها بدأ السعي للعمل كمدرس، "قدمت في مسابقات كتير بس كل مرة مكنش ربنا يوفقني"، ليلتحق بالعمل بإحدى الشركات الخاصة، لكي يستطيع الإنفاق على أسرته، لكن ما زال يراوده حلم التدريس "هشتغل في الشركة بالليل علشان التزاماتي والتدريس الصبح". يأمل الشاب في أن يمنحه العمل التطوعي فرصة أكبر عند إعلان وزارة التربية والتعليم مسابقة جديدة لتعيين المدرسين في بداية العام. اشترطت وزارة التربية والتعليم، على المتقدمين اجتياز المقابلة الشخصية، التي تعقدها لجنة على مستوى الإدارة التعليمية التابع لها كل متقدم، والموافقة على العمل بالمدارس التي بها عجز في ضوء الحصر على مستوى كل إدارة، بحسب ما يقول الدكتور رضا حجازي، نائب وزير التربية والتعليم لشئون المعلمين، الذي أضاف: الوزارة حريصة على قبول المتطوعين من أصحاب الكفاءات لكونهم لهم الأولوية في التعيين بأي مسابقة جديدة فيما بعد، بجانب حصولهم على شهادات خبرة مع نهاية العام الداراسي. "كل ما أقدم في مدرسة خاصة يطلبوا شهادة خبرة" سبب آخر دفع محمود جمال، للتقديم للعمل بنظام التطوع. يريد الحصول على شهادة الخبرة التي تعطيها الوزارة، لكي يتمكن من العمل بإحدى المدارس الخاصة "مكنتش متخيل أني في يوم هشتغل ببلاش بس أعمل إيه مضطر". قبل 3 سنوات، تخرج محمود من كلية التربية شعبة اللغة الإنجليزية بجامعة المنوفية، ارهقته المشاوير على المدراس الخاصة بالقاهرة أملا في الحصول على وظيفة بأي منهم، ظل يتنقل من مدرسة إلى مدرسة أخرى وفي كل مرة كانت إدارة المدرسة ترفضه لعدم امتلاكه شهادة خبرة بالرغم من حصوله على العديد من الدورات التدريبية ومؤهل تربوي مناسب "كل ما أروح مدرسة يقولوا أعمل أبلكيشن وبعدها هنرد عليك" يتذكر بعض الردود "أغلبهم قالوا أنت كويس بس قواعد المدرسة لازم يكون معاك شهادة خبرة على الأقل سنتين". لسبب آخر، قرر ضياء سعيد التقديم للعمل كمدرس لغة انجليزية متطوع، يريد أن يتعرف على طلاب جدد بالمدرسة التي يتطوع بها لإعطائهم دروسا خصوصية، بعدما ترك عمله بإحدى المدارس الخاصة بالقاهرة وفضل العمل ببلدته بالمنوفية يقول "لما نزلت أشتغل في البلد فقدت المجموعات اللي كانت تأخذ عندي دروس". 10سنوات، قضاها ضياء عقب تخرجه بالقاهرة، عمل خلالها بالعديد من المدارس الخاصة، كان يتنقل مع بداية كل عام من مدرسة إلى أخرى بحثًا عن مرتب أفضل ومزيد من الطلاب لإعطائهم الدروس الخصوصية، حتى اقترح عليه أحد أفرد أسرته عقب عقد قرانه العودة إلى بلدته بمحافظة المنوفية والعمل بالدروس الخصوصية توفيرًا للأموال يقول: "كنت بدفع إيجار ومواصلات وأكل وشرب قولت في البلد هوفر بس كان لازم مدرسة"، لذا عندما علم بفتح باب التقديم كمدرس متطوع لم يتردد مستغلًا الفرصة. عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، علمت علياء عبده، بالمسابقة وجدت إعلان للإدارة التابعة لها على إحدى الصفحات المهتمة بأخبار التعليم يفيد بفتح باب التقديم للعمل كمدرس متطوع، أخبرت صديقتها "فاتن"، جهزتا الأوراق المطلوبة واتجهتا إلى الإدارة للتقديم "لما روحنا قدمنا الورق وحددوا لينا معاد للاختبار" تقولها علياء. "أنا عارفه مفيش تعين فيما بعد بس من خلال التطوع هعرف المنهج عشان الدروس الخصوصية"، تقولها علياء خريجة كلية الآداب قسم اللغة الألمانية بتقدير جيد جدا، موضحة أن الهدف من تقديمها للعمل كمدرس متطوع "بدون أجر" هو معرفة المناهج الدراسية لإعطاء الدروس الخصوصية "عاوزة أدي دروس من فترة بس مكنتش عارفه أدرسهم أيه".