بالصور - "الحباش" وجبة مليئة ب"الأسرار" في دمنهور

تقف سيدة يطلق عليها أم حسن وزوجها وابنيهما، في سوق البندر الأقدم بدمنهور، بمحافظة البحيرة، داخل محلهم البسيط يصنعون وجبة أو "أكلة" تسمى "الحباش".
يتوافد على هذا المحل البسيط فئات مختلفة من مدن ومحافظات مجاورة للحصول على ما سمونها"الخلطة السرية" أو الحباش التي يعشقها كل من يتذوقها بحسب وصفهم.
والحباش هي أكلة شعبية لا يعرف سرها سوى أبناء مدينة دمنهور، ويتزايد الإقبال عليها في شهر رمضان، فتوضع على المائدة مع أي طعام كنوع من المقبلات، كما تصلح أيضًا لتكون وجبة مستقلة في حد ذاتها.
تقول أم حسن: " الحباش أكلة جميلة مش مكلفة سعرها مناسب للفقير، ممكن ياخد كمية من أول 2 جنيه، لكن طعمها المميز بيخلي الأغنياء كمان يحبوها، بتلاقي زبايني فيهم العامل الغلبان، وجنب منه علطول واحد لسه نازل من عربيته عشان يشتري".
وتضيف أم حسن: " الإقبال على الحباش بيزيد في رمضان، لكن برضه في الأيام العادية الناس بتجيبه والموظفين بياخدوه يفطروا بيه جنب الفول والطعمية".
ويلتقط الحاج أحمد الجمل أطراف الحديث قائلًا:" مهنة صنع الحباش ورثتها عن جدي وكان الأول إسمه حبوش وبيتعمل بنفس مكونات سلطة الطحينة، ولكن بطحينة حمراء، بعد كده أضاف والدي ليه الطماطم والخضرة والتوابل، وفضل يتطور لغاية ما وصل لشكله دلوقتي، والأساس فيه خلطة الحباش وهي عبارة عن خليط من توابل متعددة".
ويحدد الجمل مكونات الحباش: "طماطم مبشورة، ملح، كمون، بهارات، خلطة الحباش، جوز الطيب، طحينة حمراء، بقدونس وشبت، ليمون، خل، زيت حار" .
وبثقة استطرد الجمل:"المكونات معروفة بس العبرة بالكميات، ليها ظبطة مش أي حد يعرف يعملها" .
وأكمل: " الحباش مش موجود غير في دمنهور، محدش يعرف يعمله غيرنا، ولو حد داقه بالصدفة وهو مش من دمنهور بيرجع تاني مخصوص عشان ياخد منه".