هؤلاء تكلموا في المهد.. رضيع ماشطة ابنة فرعون (1/3)

جعل الله سبحانه وتعالى في المعجزات آيات للناس تثبتهم على الإيمان وتنبههم إليه، فالمعجزة هي تذكير للغافلين والمنكرين لوجود الله عز وجل، وهي أمر خارق للعادة والطبيعة لا يقدر مخلوق أن يفعله.
ومن ضمن المعجزات من تكلموا في المهد، وقد جاء ذكرهم في الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة، وكل معجزة منهم ارتبطت بحكمة من حكم الله عز وجل في فترة من الفترات، ويرصد مصراوي في التقرير التالي قصة واحد من هؤلاء وهو رضيع ماشطة ابنة فرعون الذي أنطقه الله ليثبت أمه على الحق والإيمان عندما أمر فرعون يُلقى أبناءها جميعًا في قدر به زيت يغلي حتى تتراجع عن الإيمان بالله.
وبالفعل ألقي أبناءها جميعًا في الزيت المغلي وذابت عظامهم أمام أعينها وظلت ثابته على الإيمان بالله، وعندما جاء دور ابنها الرضيع وأوشكوا أن يرموه في القِدر حن قلبها للرضيع وجاء في خاطرها أن ترحمه وتخضع لفرعون، ولكن الله عز وجل ثبتها على إيمانها بمعجزة أن أنطلق لها رضيعها ليثبتها على الإيمان الحق.
نطق رضيع ماشطة ابنة فرعون وقال لها: "يا أمه اقتحمي فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة"، لتلقي بنفسها ثابتها على الإيمان بالله عز وجل.
وقد جاء ذكر هذه القصة في عدد من كتب السنة من بينها مسند الإمام أحمد والإمام الطبراني والإمام ابن حبان والإمام الحاكم في "المستدرك"، وتناولها العلماء بالشرح ضاربين بها المثل في الثبات على الحق، مستشهدين بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لما كانت الليلة التي أسري بي فيها أتت علي رائحة طيبة فقلت: يا جبريل ما هذه الرائحة الطيبة فقال: هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها قال: قلت: وما شأنها قال: بينما هي تمشط ابنة فرعون ذات يوم إذ سقطت المدرى من يديها فقالت: بسم الله فقالت لها ابنة فرعون: أبي قالت: لا ولكن ربي ورب أبيك الله قالت: أخبره بذلك قالت: نعم فأخبرته فدعاها فقال: يا فلانة وإن لك ربا غيري قالت: نعم ربي وربك الله فأمر ببقرة من نحاس فأحميت ثم أمر بها أن تلقى هي وأولادها فيها قالت له: إن لي اليك حاجة قال: وما حاجتك قالت: أحب أن تجمع عظامي وعظام ولدي في ثوب واحد وتدفننا قال: ذلك لك علينا من الحق قال: فأمر بأولادها فألقوا بين يديها واحدا واحدا الى أن انتهى ذلك الى صبي لها مرضع وكأنها تقاعست من أجله قال: يا أمه اقتحمي فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة فاقتحمت".