وجّهت الصين، اليوم الجمعة، انتقادات حادة للولايات المتحدة على خلفية إبحار مدمّرة تابعة للبحرية الأمريكية بالقرب من جزر متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي بنت فيها بكين منشآت عسكرية. وأرسلت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها، في الآونة الأخيرة، طائرات وبوارج للمشاركة في مناورات "حرية الملاحة" في المنطقة بهدف توجيه رسالة إلى الصين مفادها أن القانون الدولي يعطيها الحق في عبور المياه التي تقول بكين إنها خاضعة لسيادتها. وقال المتحدّث باسم منطقة العمليات الجنوبية في الجيش الصيني لي هوامين في بيان إن المدمّرة الأمريكية "تشانسلورزفيل" دخلت الإثنين المياه قبالة سواحل جزر باراسيل التي تعرف بالصينية تحت اسم تشيشا. وأرسلت الصين طائرات وسفنا حربية لتحذير السفينة الأمريكية بضرورة مغادرة المنطقة. وقال لي "نطالب الولاياتالمتحدة بضبط أنشطة سفنها وطائراتها العابرة بمحاذاة الأراضي الصينية من أجل تفادي أي حادث طارئ". وقال المتحدّث باسم الخارجية الصينية غينغ شوانغ خلال مؤتمر صحفي إن الصين تقدّمت بشكوى دبلوماسية ضد الولاياتالمتحدة، وطالبتها ب "التوقف فورا عن ممارسة هذه الأعمال الاستفزازية التي تنتهك سيادة الصين". وجزر الباراسيل متنازع عليها بين الصينوتايوانوفيتنام. وتقول بكين إن كامل بحر الصين الجنوبي تقريبا خاضع لسيادتها على الرغم من تحكيم دولي في 2016 لم يصب في مصلحتها. لكن فيتنام وماليزيا وبروناي وتايوان تطالب أيضا بالسيادة على أجزاء مختلفة من المنطقة. وعلى الرغم من استياء جاراتها وواشنطن، بنت الصين مجموعة من الجزر الاصطناعية الصغيرة والمواقع في المحيط، لتكون منشآت عسكرية في بحر الصين الجنوبي. وهو ثاني حادث بحري بين الصينوالولاياتالمتحدة هذا الأسبوع. والأربعاء عبرت سفينتان تابعتان للبحرية الأمريكية مضيق تايوان الذي تؤكد الصين أنه خاضع لسيادتها فيما تعتبر الولاياتالمتحدة ودول اخرى أنه مياه دولية مفتوحة للملاحة. وأثارت الحادثة غضب بكين التي أرسلت سفنا حربية ومقاتلات غلى المنطقة. وكانت بكين أبلغت واشنطن "بقلقها العميق" بعد مرور سفينتين حربيتين أمريكيتين في 22 أكتوبر، معتبرة هذه المناورة تحدّياً لسيادتها. ويأتي ذلك قبيل محادثات مقررة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جينبينغ في قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها الأرجنتين هذا الأسبوع والهادفة إلى تخفيف حدة النزاعات التجارية.