قالت صحيفة "ديلي نيشن" الكينية، الأحد، إن مقتل المهندس سميجنيو بيكيلي، مدير مشروع سد النهضة المُثير للخلاف بين مصر وإثيوبيا، يُمثّل تنبيهًا مروّعًا يُحذّر من عواقب السياسة الإقليمية والتنمية الاقتصادية حيال ما يتعلق بمشكلات النيل، مع وجود شكوك لدى الشرطة بأن مقتله مُرتبط بطبيعة عمله. قبل 3 أيام، قُتِل بيكيلي مقتولًا داخل سيارته بميدان مسكل وسط العاصمة الإثيوبية، وكشفت الشرطة أنه "قُتِل بأيدٍ مجهولة رميًا بالرصاص في اتجاه أذنه، حيث وجد في يده اليمنى مسدس"، مُضيفة أن سيارته من طراز تويوتا لاند كروزر"تواجدت في الميدان صباح الخميس في تمام الساعة 8:20 بالتوقيت المحلي". جاء ذلك قُبيل انعقاد مؤتمر صحفي بأديس أبابا كان ينوي بيكيلي التحدّث فيه للعامة بشأن مشروع السد- الذي تعِدّه إثيوبيا ليكون أضخم مشروع للطاقة الكهرومائية في أفريقيا، وفق ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية. في مايو الماضي، أبدى بيكيلي تفاؤله بمسار المشروع أمام الجميع، مُعلنًا الانتهاء من نحو ثلثيه، وهدّأ من المخاوف التي تنتاب دول المصبّ، لاسيما مصر. وأكّد أن "السد نجح في تحويل إثيوبيا إلى مركز قوة بالمنطقة، والقارة بأكملها. ولن يُستخدم لأغراض الري، لكن لتوليد الكهرباء فقط". ورفض الإفصاح عن أسباب تأخير موعد إتمام المشروع مرارًا خلال العام الماضي، واكتفى بالقول "لا يمكنني التعليق على هذا الأمر". وبينما تواصل الشرطة الإثيوبية تحقيقاتها للوقوف على هويّة الجاني، أعلن مفوّض الشرطة الفيدرالية زينو جمال، أنه جرى اعتقال عدد من المشتبه بهم، مُشيرًا إلى استمرار الشرطة تحقيقاتها للكشف عن مزيد من التفاصيل في وقت لاحق. ووفق الصحيفة الكينية، فإن مهندس مشروع سد النهضة القتيل يُعد ثاني مسؤول بالشركة يتوفى في الأشهر الأخيرة، بعد مقتل المدير المحلي للمجموعة النيجيرية، دانجوتي ديب كامرا، هو واثنان من مساعديه، في هجوم خارج أديس أبابا في مايو الماضي. وتولى بيكيلي إدارة مشروع السد، منذ الإعلان عن بدء العمل فيه عام 2011، حتى لحظة وفاته الخميس. وقال الدكتور سلشي بقل، وزير المياه والكهرباء الإثيوبي: "إننا سنواصل عمل المهندس سيمجنيو حتى ننتهي منه والمشروع لا يتوقف بسبب موته"، وفق وكالة الأنباء المحلية. وأنجزت إثيوبيا نحو 66 بالمائة من مراحل بناء السد، المُتوقع أن تبدأ اثنتان من توربيناته ال16 بإنتاج الكهرباء العام الجاري، حسبما أعلنت السلطات الاثيوبية في وقت سابق. وتخشى مصر أن يؤدي بناء السد وما يتبعه من خطوة تخزين للمياه لتدمير مساحات من الأراضي الزراعية لديها، فضلًا عن نقص مياه الشرب. في المقابل، تقول إثيوبيا إن السد ضرورة لتطوير البلاد، وتؤكد أن له منافع لجميع الدول بما فيها دولتا المصبّ، مصر والسودان. ومن المُرجّح انتهاء عمليات البناء نهاية العام الجاري، في الوقت الذي تتوقّع فيه الأممالمتحدة أن تختبر مصر نقصًا في حصتها من مياه النيل، بنسبة 25 بالمائة، بسبب السد بحلول 2025.