لأول مرة.. التصويت على جوائز الدولة في "الأعلى للثقافة" بنظام القوائم القصيرة

ساعات قليلة تفصلنا عن الموسم السنوي لمهرجان التصويت على جوائز الدولة التشجيعية والتقديرية في المجلس الأعلى للثقافة والذي يقام هذا العام غدًا الثلاثاء، بالتزامن مع ليلة القدر 27 رمضان، الموافق 13 يونيو الجاري.
وفي الوقت الذي تحيط به الشبهات بهذه الجوائز سنويا، تقام هذه الدورة وسط ظروف خاصة وغير مسبوقة حيث يتم تطبيق المادة السادسة من قانون المجلس الأعلى للثقافة لأول مرة لتفعيل القوائم القصيرة للتصويت على المرشحين وليس القوائم الطويلة كما كان يحدث كل عام.
ونصت المادة التي أثارت الجدل أن، ‬"يُعين المجلس الأعلي المختص سنويا لجانا علمية متخصصة، يشارك فيها من سبق حصولهم علي جوائز النيل، التقديرية، التفوق، وذلك لفحص وتقييم الانتاجالمقدم لنيل هذه الجوائز، وتشكل اللجان المشار إليها من عدد لا يقل عن خمسة أعضاء ولا يزيد على أحد عشر عضوا في كل لجنة وتعد هذه اللجان في موعد تحدده اللائحة التنفيذية قوائم قصيرة تتضمن ضعف العدد المطلوب، مشفوعا بمبررات تفضيلهم يختار منها المجلس الأعلي الفائزين بالجوائز."
ودرج أعضاء المجلس الدائمون ومقررو اللجان، الذين لهم حق التصويت، على أن يقوموا بالتصويت على جميع المتقدمين للجوائز في جميع الأفرع المختلفة، رغم أن المجلس ينفق ما يوازي نصف مليون جنيه حسب بعض التقديرات على لجان متخصصة من كبار العلماء، يقومون بفرز المتقدمين واستبعادهم والاكتفاء باثنين من كل فرع في الجائزة يتم التصويت على أحدهما ليفوز بالجائزة.
هذا النظام المستحدث لم يعجب الغالبية من الأعضاء الدائمين واعتبروه حجرا ووصاية عليهم في حرية الاختيار، بينما دافع بعضهم عنه مؤكدين أن أصحاب التخصص في المجالات الدقيقة، هم أدرى الناس بمن يستحق الجائزة ومن لا يستحق باعتبار أن أهل مكة أدرى بشعابها.
أيضا لم يعجب هذا النظام الجديد أسماء كبيرة تم استبعادها من لجان الفحص المتخصصة، وهذا رد فعل طبيعي، خاصة أن هناك بعض المثقفين ممن لهم حق التصويت مرشحون للجائزة وسيتم التصويت عليهم خلال الجلسة المغلقة التي سيحضرونها، وقد حدث ذلك مع عدد من المثقفين خلال الأعوام الماضية مثل الكاتب الراحل جمال الغيطاني وجابر عصفور وغيرهم.
الدكتور حمدي أبو المعاطي نقيب التشكيليين، وعضو المجلس الأعلى للثقافة، قال في تصريحات خاصة لمصراوي: لقد كان رأي اللجان المتخصصة في الأعوام السابقة استشاريا أما بعد تعديل القانون أصبح رأيهم ملزما لأعضاء المجلس الأعلي للثقافة للاختيار من بين المرشحين الذين اختارتهم اللجنة باعتبارها لجنة متخصصة.
وأضاف أبو المعاطي: "هذا التعديل يحرم أعضاء المجلس من الاختيار من غير ماتم اختياره من خلال اللجنة المختصة.. واعتبار تلك الاختيارات ملزمة .. مما يقلص أداء المجلس ويحجب اختيارة ورأيه في المرشحين الاخرين الذين لم يتم اختيارهم من خلال اللجنة".
وقال الدكتور سعيد المصري الأمين العام للمجلس، في تصريحات صحفية إن الاجتماع يتكون من جلستين، الأولى ستضم جميع أعضاء المجلس ال60، وذلك للتصديق على محضر الاجتماع السابق، إضافة إلى عرض جميع القرارات السابقة أو التي تم تفويض الوزير بها، ولمناقشة خطة المجلس في المرحلة القادمة.
وأضاف المصري أن الجلسة الثانية ستعقد بحضور من لهم حق التصويت فقط وهم 30 عضوا"، موضحا أن التصويت على جوائز الدولة هذا العام سيكون على نظام القوائم القصيرة بدلا من الطويلة، وفقا لقانون جوائز الدولة الصادر عام 2017.
وأشار إلى أنه سيتم عقد مؤتمر صحفي بحضور الدكتورة إيناس عبد الدايم، عقب إعلان أسماء الفائزين.