قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن حدة المظاهرات في قطاع غزة هدأت كثيرًا بعد وساطة مصر وقطر بين حركة المقاومة الإسرائيلية (حماس) وإسرائيل. وذكرت الصحيفة الإسرائيلية، في تحليل نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس، إن قطاع غزة كان أكثر هدوئًا أمس الأربعاء، مقارنة بالاثنين الماضي، عندما قتلت قوات الاحتلال أكثر من 62 فلسطينيًا من بينهم الأطفال، وإصابة أكثر من 3000 آخرين. وقال صلاح البردويل، عضو بارز في حركة حماس، إن 50 شخصا ممن قتلوا على يد الجيش الإسرائيلي في غزة من أعضاء الحركة. ولفتت هآرتس إلى أن مصر عرضت على حماس فتح معبر رفح مقابل إلغاء الاحتجاجات، قبل الأحداث الدموية التي شهدتها المنطقة الحدودية بين قطاع غزة وأراضي دولة الاحتلال يوم الإثنين الماضي بالتزامن مع مراسم افتتاح السفارة الأمريكية الجديدة في القدس المُحتلة. وأجرى اسماعيل هنية، القائد السياسي لحركة حماس، زيارة خاطفة إلى القاهرة، الأحد الماضي، لإجراء محادثات مع مسؤوليين في الاستخبارات، والذين عرضوا عليه فتح معبر رفح مقابل إلغاء المظاهرات، وهذا ما رفضه القيادي الحمساوي. وتقول هآرتس إن قادة حماس جددوا التواصل مع المسؤولين المصريين، عصر الإثنين الماضي، بعد مقتل عشرات الفلسطينيين وإصابة آلاف أخرين برصاص قوات الاحتلال، وفي الوقت نفسه شنت القوات الجوية الإسرائيلية هجمات على أهداف حماس، واتهم مسؤولون إسرائيليون الحركة بالتخطيط لاختطاف وقتل جنودها. وعلى ما يبدو أن حماس قررت السيطرة على حدة المظاهرات بعد الأحداث الدموية التي وقعت الإثنين الماضي، وتشير هآرتس إلى قلة أعداد المتظاهرين المشاركين في الاحتجاجات الثلاثاء والأربعاء الماضيين عما كانت عليه في أول يوم. وفي الوقت نفسه، تقول الصحيفة إن مصر أبقت معبر رفح مفتوحًا، واقترحت أن يبقى مفتوحًا 10 أيام في الشهر، وأعادت إسرائيل فتح معتبر كيرم شالوم، رغم الأضرار الكبيرة التي ألحقت به خلال المظاهرات والاحتجاجات الأخيرة. وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، في مؤتمر الشباب الذي عُقد الأربعاء، إن معبر رفح مفتوح بصورة مستمرة للتخفيف عن الفلسطنيين، ولتقديم الأدوية والاسعافات. مؤكدًا أن المصريين على اتصالات مع الجانب الإسرائيلي والفلسطيني حتى يتوقف نزيف الدم. ونقلت هآرتس عن مسؤولين في الدفاع الإسرائيلي أن حماس لا تريد تجدد الاشتباكات العنيفة مرة أخرى، ومع ذلك تدرس سبل لمواصلة الاحتجاجات. ويرى بعض القادة والضباط الكبار أن الأحداث على طول الحدود بين غزة وإسرائيل انتهت، وأن حماس تُظهر بعض العلامات لاستعادة الهدوء في المنطقة. وحسب هآرتس، فإن الجيش الإسرائيلي يتعامل وفق هذه التكهنات، حيث يتم سحب التعزيزات العسكرية الكبرى من الجنوب والضفة الغربية، وتُعاد إلى مراكز التدريب.