وسائل إعلام صينية تحذر من "رحلة وعرة" في التجارة مع أمريكا عام 2018

حذرت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا من "رحلة وعرة" في التجارة مع الولايات المتحدة ومن "إجراءات انتقامية محتملة" صينية اليوم الاربعاء، بعد يوم من عرقلة الولايات المتحدة عملية دمج بين شركتين ماليتين صينية وأمريكية، معللة ذلك بمخاوف تتعلق بالامن القومي
وكانت شركة "آنت فايننشال" الصينية لأنظمة الدفع عبر الأجهزة المحمولة قد أعلنت مساء أمس الثلاثاء التخلي عن خطتها للاستحواذ على شركة "مني جرام" الأمريكية بعد اعتراض لجنة حكومية أمريكية على الصفقة المقترحة لأسباب تتعلق بالأمن القومي الأمريكي.
يذكر أن هذه الصفقة التي تقدر قيمتها بحوالي 2ر1 مليار دولار هي الأحدث في سلسلة المحاولات الصينية الأخيرة للاستحواذ على شركات أمريكية بسبب اعتراض لجنة الاستثمار الأجنبي الأمريكية، في ظل تزايد المخاوف من تنامي النفوذ الصيني في قطاعات أمريكية حيوية مثل قطاع التكنولوجيا المتقدمة.
وقال "إليكس هولمز" الرئيس التنفيذي لشركة "مني جرام" في بيان صحفي إن الظروف الجيوسياسية تغيرت بصورة كبيرة، منذ أعلنت شركته و"آنت فايننشال" الاندماج المقترح في العام الماضي.
وأضاف "هولمز" أنه "رغم بذلنا أقصى الجهود في التعاون مع الحكومة الأمريكية، اتضح الآن أن لجنة الاستثمار الأجنبي الأمريكية لن توافق على صفقة الاندماج".
وقالت "شينخوا" في تعليق لها إن الرفض ليس مفاجئا، حيث "تندلع التوترات التجارية بين الدولتين".
وأضافت شينخوا "في ضوء بزوغ نجم الصين، تشعر الولايات المتحدة بالقلق" مشيرا إلى أن السياسيين الامريكيين لديهم "عدم ثقة متأصلة بشكل كبير تجاه الصين" وتبنوا توجها "حمائيا وانعزاليا متزايدا ".
وجاء في تعليق الوكالة إن "الدولتين على وشك البدء في رحلة وعرة في التجارة في عام 2018، إذا مضت الحكومة الامريكية قدما في طريقها الخاص وقد تكون هناك إجراءات انتقامية من قبل الصين على الطاولة"
يذكر أن "آنت فايننشال" هي جزء من مجموعة خدمات الإنترنت الصينية العملاقة "علي بابا جروب" وتدير منصة "علي باي" أشهر منصة للدفع الإلكتروني عبر الإنترنت في الصين ويستخدمها حوالي 520 مليون مستخدم، وتليها منصة "وي شات باي" المملوكة لمجموعة "تينسنت" المنافسة.
كان "جاك ما" مؤسس مجموعة "علي بابا" قد قال في يناير الماضي قبيل تنصيب "دونالد ترامب" رئيسا للولايات المتحدة، في مقابلة مع ترامب إن المجموعة ستوفر مليون وظيفة جديدة في الولايات المتحدة من خلال مساعدة الشركات الصغيرة والمزارعين الأمريكيين في بيع منتجاتهم عبر الإنترنت في الصين.
في المقابل فإن إدارة ترامب أعربت عن قلقها من انتقال التكنولوجيا المتقدمة من الشركات الأمريكية إلى الصين، في الوقت الذي يدفع فيه ترامب في اتجاه صفقات تجارية في قطاعات مختلفة بهدف تقليل العجز التجاري لبلاده مع الصين.