ستة أيام مرت على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن مدينة القدس هي عاصمة دولة الاحتلال الإسرائيل. مظاهرات حاشدة شهدتها المدن الفلسطينية بجانب أخرى نظمها متعاطفون في عواصم عربية ودولية أخرى. من القاهرة إلى الأردن ولبنان وهناك في تركيا خرج الآلاف يعلنون أن القدس ستظل عربية وهي عاصمة لدولة فلسطين. يرى العرب والمسلمون حول العالم أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية مهما طال فهو إلى زوال. فيما يطالب قادة فلسطين والدول العربية بأن يكون حل الدولتين هو أساس عملية السلام في المنطقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ينادون بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية وأخرى إسرائيلية على حدود عام 1967. هذا الحل الأخير تتبناه الأممالمتحدة والقانون الدولي ويلقى شبه إجماع من المجتمع العالمي. لكن بإعلان الرئيس ترامب أن القدس عاصمة لدولة إسرائيل، بات اعترافا أمريكيا بأن القدس عاصمة للدولة العبرية، ورأت الدول العربية أن ذلك يعني أن المدينة "يهودية" ولا حق للمسلمين أو المسيحيين فيها، وبالتالي فالقدسالشرقية ومقدساتها باتت إسرائيلية بعد الإعلان في تحد للقوانين الدولية التي تعتبرها أرضًا محتلة منذ عام 1967. يدافع ترامب بكلمات هادئة عن قراره بالقول إنه لم يتطرق إلى حدود مدينة القدس وأنه يصب في مصلحة عملية السلام. أما الصحف الإسرائيلية عامة وبشكل خاص المؤيدة لليمين المتطرف الإسرائيلي والكتاب الصحفيون في معسكره فيعتبرون أن إعلان ترامب حق حصلوا عليه، وأن القدس مدينة "حرروها" من الاحتلال، وأن الشعب اليهودي على مدار ألاف السنين طالما حلم باستعادة القدس. كما زادوا في المزاعم بتوجيه الشكر للرئيس ترامب لأن "القدس عاصمة أبدية لدولة إسرائيل". "إسرائيل لها الحق في ضم الضفة والقدس كغنائم حرب" يرى الكاتب اليميني جيفورج ميزايان في موقع "إكسبرت اونلاين" أن قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل خطوة كبرى في طريق حل الأزمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ونقل عنه موقع "إسرائيل في العربية" الذي يمثل الأفكار الإسرائيلية ويعبر عنها باللغة العربية، إن العرب والفلسطينيين أحجموا عن القبول بالقوانين الموضوعة للقوانين الدولية. بل زعم أيضًا أن قرار الأممالمتحدة بتقسيم فلسطين لا ينبغي تطبيقه لأن "العرب لم يقبلوا به إلا بعد خسارتهم الحرب عام 1949". واستمر في القول إن دولة الاحتلال استولت على الأرض بمنطق المنتصر في الحرب وبنفس المنطق "أخذت الأرض في عام 1967"، وأضاف أن "الفلسطينيين يرفضون الاعتراف بذلك أو التوقيع على اتفاق يضمن لإسرائيل ما تملكه بالفعل". حائط البراق أو كما يزعمون "المبكى" كما نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" مقالا للسياسي الإسرائيلي "يوسي بيلين" الذي تطرق في حديثه إلى الحديث عن حائط البراق، أو كما وصفه بالحائط "الغربي"، زاعما أن اليهود قبل احتلال القدسالشرقية كانوا يحملون أطفالهم على أكتافهم ليجعلوهم يرون هذا الحائط حينما كان تحت سلطة الحكومة الأردنية. وقال أيضًا إنه بمجرد رسم الحدود بين القدسالشرقيةوالغربية في عام 1967، كان عليهم الاعتراف بالقدسالغربية عاصمة لإسرائيل، زاعما أن قوات الاحتلال "حررت" المدينة في حرب عام 1948. وتمادى في رسم دولة الاحتلال في صورة المستضعف ليقول إن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي لم يعترف المجتمع الدولي بعاصمتها ولم يؤسس أي سفارة فيها. وأضاف أن خطاب ترامب كان هامًا لكنه لن يمثل شيئًا إذا لم تُنقل السفارة الأمريكية إلى القدس في المستقبل القريب، وبدون اعتراف المراسلات الرسمية الامريكيةبالقدس عاصمة لإسرائيل. وفي صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، كتب الرئيس الإسرائيلي رؤفيلين ريبلين خطابا يشكر فيه نظيره الأمريكي دونالد ترامب. وقال إن قرار ترامب واعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل هو نقطة محورية في الإشارة إلى حق "الشعب اليهودي في أراضيهم". كما صرح بأن القدس هي نواة بقاء "الشعب اليهودي" ووجودهم في هذه الأرض. "ترامب يحقق النبوءات اليهودية" وفي وقت أرسلت فيه حركة "ناطوري كارتا" اليهودية المعارضة للصهيونية والتي تعتبر أن الصهاينة ليس لهم الحق في أرض فلسطين وخصوصا القدس، عبّر 250 حاخاما يهوديًا عن امتنانهم لقرار ترامب واعتبروه "محقق النبوءات". وجاء في نص الخطاب المنشور يوم الخميس الماضي، أن ترامب اعترف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل". وأنهم باتوا يعيشون في عصر يتابعون فيه "كلمات الأنبياء تتحول لحقائق". كما استشهدوا بكلمات من التوراة في الخطاب حيث زعموا أنهم باتوا يشاهدون إعادة بناء القدس و"الأطفال يلعبون في شوارعها". لكن "ناطوري كارتا" أرسلت بدورها خطابا إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن لتؤكد فيه رفضها لقرار الرئيس ترامب بشأن القدس، وأن الحركة تشعر بالألم والحسرة إزاء القرار "المأساوي". كما طالبت القيادة الفلسطينية وكل المسلمين بالإعلان أن الصهاينة "ليسوا يهوداً".