العروسة في رابعة ابتدائي.. "مصراوي" في قرية زواج القاصرات بكفرالشيخ

"فيه حالات عندنا رصدناها لتلميذات عمرهن 10 سنوات، جرت خطبتهن وتزوجن بعد عام من الخطوبة"، هكذا بدأت منال خطاب، وكيلة مدرسة الشهيد رجب عوينات، بقرية برنبال، حديثها ل"مصراوي"، عن ظاهرة زواج القاصرات ومدى انتشارها في القرية.
على بعد 7 كيلومترات من مركز مطوبس في كفرالشيخ، تقع قرية برنبال، التي اشتهرت في الفترة الأخيرة بانتشار الظاهرة وكانت ل "مصراوي" جولة هناك للتحقق من الأسباب.
وقالت منال خطاب: "قرية برنبال اشتهرت بانتشار بزواج القاصرات، من بين ذلك حالة لتلميذة في الصف الرابع الابتدائي بالمدرسة، إذ فوجئنا أنها حضرت العام الماضي متبرجة بما يتنافى مع آداب التعليم وتقاليد المدرسة، وعندما سألناها قالت لنا إنها خُطبت، وبعد عام تزوجت وهي بالصف الخامس الابتدائي".
وأضافت وكيلة المدرسة: "أن هناك 3 حالات أخريات، متزوجات، وهن حاليا في الصف السادس الابتدائي، أما مدرستنا فتتواصل مع الوحدة المحلية لمركز ومدينة مطوبس، بشأن مواجهة تلك الظاهرة، انطلاقا من دورنا التعليمي والمهني، من خلال تنظيم فعاليات متنوعة بين ورش عمل وندوات حول هذه الظاهرة وكيفية مواجهتها".
وأوضحت أن هناك فتاة قاصر، تزوجت في سن 13 سنة، في تلك القرية، وأنجبت طفلًا ونشبت الخلافات مع زوجها أدت إلى طردها من المنزل ورفض الاعتراف بالطفل، مستغلا عدم وجود ما يثبت زواجهما رسميًا، واضطرت أسرة الفتاة إلى قيد الطفل، في سجلات الصحة، باسم والدها لأن الزوجة قاصر.
وأكد أحمد عبدالفتاح مسعود، من أهالي القرية، أن أسهل شيء عند الأسر بقرية برنبال زواج القاصرات دون النظر في مسألة حدوث أضرار متنوعة للمتزوجين، حيث تبدأ تلك الظاهرة بورقة عقد عرفي وتنتهي إما بالمرض أو الموت أو بوقوع مشاكل نفسية سيئة للفتاة، وهذا راجع للعادات والتقاليد السيئة لأغلب الأسر، موضحًا أن هناك حالة لفتاة قاصر، توفاها الله، بعد زواجها بعام، نتيجة تعرضها للمرض.
في السياق ذاته، كشفت نسرين النحاس، نائبة رئيس مركز ومدينة مطوبس، لشؤون الأسرة والسكان، عن مقابلتها عددا من الحالات الخاصة لبحث مشاكلهن المترتبة على آثار زواجهن وهن في هذه المرحلة، بحسب طبيعة عملها وتخصصها المسند لها في عملها بمجلس المدينة، وذلك من خلال عدد من الفاعليات المتمثلة في عقد الندوات وورش العمل للتوعية بمخاطر الزواج المبكر.
وأكدت نائبة رئيس مدينة مطوبس، ل"مصراوي"، أن أبرز الأسباب التي جرى رصدها من خلال لقائها معهن تتمثل في خوف الأسر من العنوسة، نظرًا للظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع تكاليف الزواج، وكذا الرؤية الخاطئة لربات الأسر بتزويج الفتاة مبكرًا حفاظًا عليها من الفتن وتقليد فتاة لفتاة قريبة لها ارتدت فستان الزفاف الأبيض.