تشهد الأيام الحالية انتشارًا واسعًا لدور تنفسي قوي لم يترك فئة عمرية إلا وأصابها، إلا أن الأطفال كانوا الأكثر تأثرًا، سواء في المدارس أو الحضانات، بل وحتى الرضع الأقل من عام ويحذر د. الشربيني محمد، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، من أن خطورة هذا الدور لا تكمن فقط في شدة أعراضه على الأطفال، بل في سرعة نقلهم للعدوى داخل المنازل، ما يؤدي إلى إصابة باقي أفراد الأسرة، كبارًا وصغارًا. يوضح د. الشربيني أن هذا الدور قد يكون ناتجًا عن متحور جديد لفيروس كورونا يتميز بسرعة انتشاره، إلى جانب فيروسات تنفسية أخرى شائعة بين الأطفال مثل الفيروس المخلوي التنفسي أو الإنفلونزا، وتشابه الأعراض بين هذه الفيروسات يجعل الحذر واجبًا، خاصة مع تزايد حالات الكحة وارتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ. اقرأ أيضًا | 3 أنواع لكحة الأطفال.. طرق التعامل مع كل منهم ويشدد استشاري الأطفال على أن نزول الطفل المريض إلى المدرسة أو الحضانة يمثل خطرًا مضاعفًا، فهو يعرض الطفل لالتقاط عدوى إضافية، وفي الوقت نفسه يساهم في نشر المرض بين زملائه. ويؤكد أن التغيب عن الدراسة، حتى في أوقات الامتحانات أو التقييمات، قرار صحيح عندما يتعلق الأمر بصحة الطفل، فالصحة تأتي أولًا. وفي حال الاضطرار لنزول الطفل، ينصح بالالتزام بارتداء الكمامة قدر الإمكان، مع تعويد الطفل على غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون، أو استخدام الكحول، نظرًا لشدة انتشار العدوى خلال هذه الفترة. وينصح د. الشربيني بالإكثار من السوائل الدافئة، لما لها من دور مهم في تخفيف الأعراض، مشيرًا إلى أن العسل من أفضل الوسائل الطبيعية للمساعدة في تهدئة الكحة، كما يوضح أن الكحة المصاحبة لهذا الدور غالبًا لا تتحسن إلا مع جلسات الاستنشاق، مؤكدًا أن هذه الجلسات آمنة تمامًا ولا ضرر منها، ويجب الالتزام بها إذا أوصى بها الطبيب المعالج.