شهد موقع تويتر الأحد مشادة كلامية استثنائية بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب واحد حلفائه السابقين السناتور الجمهوري بوب كوركر، اذ وصف ترامب في احدى تغريداته كوركر بأنه يفتقر الى "الشجاعة" فرد كوركر بأن البيت الابيض تحول الى "دار لرعاية البالغين". وجاء هذا التراشق الكلامي بدون مبرر في يوم أحد ماطر في واشنطن بدأه ترامب في البيت الابيض قبل ان يتوجه لممارسة رياضة الغولف في ملعب قريب مع تحسن الطقس. والسناتور كوركر جمهوري معتدل كان من داعمي ترامب قبل ان يتحول الى أحد أبرز منتقديه، وأعلن مؤخرا ان وجود الجنرالات في دائرة الرئيس الضيقة منع وحده البيت الابيض من الغرق في "الفوضى". ترامب لم يتطرق الى هذه النقطة في تغريداته الأحد، لكنه بدلا من ذلك هاجم كوركر بسبب قراره التقاعد وعدم السعي للترشح لانتخابات مجلس الشيوخ مجددا متهما اياه بالافتقار الى الشجاعة، اضافة الى تحميله كرئيس للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ مسؤولية الاتفاق النووي مع ايران. وفي سلسله من التغريدات كتب ترامب: "السناتور بوب كوركر توسل اليَّ لدعم إعادة انتخابه في تينيسي. قلت لا، وهو انسحب من الانتخابات (وقال انه لا يمكن ان يفوز بدون دعمي). واراد ايضا ان يكون وزيرا للخارجية، قلت لا، شكراً. هو ايضا مسؤول بشكل كبير عن الاتفاق المريع مع ايران". وفي تغريدة أخيرة قال ترامب انه توقع ان يكون كوركر "صوتا سلبيا"، مضيفا انه "لم يملك الشجاعة للترشح". "الجنرالات و"الفوضى" لم تكن العاصفة التي أثارها ترامب على تويتر امرا استثنائيا، فهو نادرا ما كان قادرا على تحمل النقد ومواجهته بهدوء، الا ان رد كوركر الفظ على هجوم ترامب يعد نادرا وغير عادي الى حد بعيد كونه يصدر عن سياسي جمهوري يحتل منصبا بارزا. فقد قال السناتور الذي ربما يشعر بالتحرر بعد قراره عدم الترشح مجددا في تغريدته "من المعيب ان يتحول البيت الابيض الى دار لرعاية البالغين. الواضح ان احدهم غاب عن عمله هذا الصباح"، مشيرا الى ان مساعدي الرئيس لا يقومون بواجباتهم. ورغم ان العداء بين ترامب وكوركر تطلب وقتا طويلا ليستحكم، الا انه انفجر الاسبوع الماضي بعد ان بدا ان ترامب يحاول سحب البساط من تحت قدمي وزير خارجيته ريكس تيلرسون، فالأخير كان يحاول فتح حوار مع كوريا الشمالية قبل ان يفاجأ بتغريدة لترامب تصفه بأنه "يضيّع وقته في محاولته التفاوض". وقال كوركر الذي بدا محبطا بشكل واضح للصحافيين الأربعاء ان تيلرسون لا يحصل على الدعم الذي يحتاجه من أعلى. واضاف "اعتقد ان الوزير تيلرسون ووزير (الدفاع جيمس) ماتيس وكبير الموظفين في البيت الأبيض (جون) كيلي هم هؤلاء الذين يساعدون في ابعاد بلادنا من الفوضى وأنا أؤيدهم بقوة". ورغم انه لم يذكر ترامب تحديدا، الا ان ما قصده كان واضحا. وكان كوركر من داعمي حملة ترامب الرئاسية عام 2016 ومرشحا محتملا لمنصب نائب الرئيس وورد اسمه لاحقا كمرشح لمنصب وزير الخارجية. لكن الأمور اتجهت نحو الاسوأ في أغسطس بعد تعليقات ترامب حول أحداث شارلوتسفيل في فيرجينيا التي ووجهت بانتقادات عنيفة، اذ قال كوركر ان ترامب "لم يتمكن من اظهار الاستقرار، او بعض الكفاءة التي يحتاج الى ان يظهرها". وقال كوركر للصحفيين انه بدون هذه الصفات، وبدون فهم افضل من قبل ترامب "للاشياء التي جعلت هذا البلد عظيما"، فان "أمتنا ستمر بمخاطر عظيمة".