أمهلت الشرطة في كتالونيا السبت الآباء والأطفال والناشطين حتى صباح الأحد لإخلاء المدارس التي احتلوها لحراسة المباني التي سوف تستخدم كمراكز اقتراع في استفتاء متنازع عليه بشأن استقلال الإقليم من إسبانيا، بحسب وكالة أسوشيتد برس. وصعدت مدريد من الإجراءات لمنع الاستفتاء؛ إذ ذكرت وسائل إعلام أن الشرطة داهمت "مركز الاتصالات" التابع لحكومة الإقليم، فيما أحتل مواطنون مراكز الاستفتاء لمنع وصول الشرطة إليها. ذكرت صحيفة لا فانجارديا نقلاً عن محطة إذاعية أن الشرطة الإسبانية داهمت "مركز الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات" التابع لحكومة كتالونيا اليوم السبت. وقالت الشرطة ووزارة الداخلية الإسبانية إنه لا يمكنهما تأكيد النبأ. وقال رئيس وزراء إسبانيا المحافظ ماريانو راخوى فقال السبت، في معرضة اتهامه لسلطات كتالونيا بانتهاك حكم القانون "لن يكون هناك استفتاء، حيث لا يمكن لأى ديمقراطية أن تقبل انتهاك الدستور". وعلى الرغم من قرار المحكمة الدستورية بحظر الاستفتاء، تعهد مؤيدون للاستقلال، احتلوا مراكز اقتراع مساء الجمعة، بمواصلة المقاومة السلمية اليوم بالتخييم في المدارس مما يفتح الباب لمواجهة محتملة مع الشرطة التي تلقت أوامر بطردهم بحلول يوم الأحد. وتمضي حكومة كتالونيا في دعوتها لإجراء الاستفتاء في الإقليم الذي يقطنه 5.3 مليون يحق لهم التصويت على الاستقلال عن المملكة الإسبانية. وقال زعيم إقليم كتالونيا، كارلس بودجمون، لرويترز في مقابلة يوم الجمعة "كل شيء جاهز في كل مراكز الاقتراع التي يزيد عددها على ألفين". واحتل آباء يدعمون الاستفتاء خلال عطلة نهاية الأسبوع المدارس المقرر التصويت فيها من بين 213 مركز اقتراع، لمنع الشرطة من إغلاقها، بحسب أسوشيتد برس. ونقلت الوكالة الأمريكية عن قويم روي، والد ابنتين، قوله إن رجال الشرطة ابلغوا عدة عشرات من الآباء والأطفال في مدرسة كونغرس-إنديانز الابتدائية في برشلونة صباح السبت بعدم عرض أية دعاية لصالح الاستفتاء، وأن عليهم إخلاء المبنى بحلول السادسة صباح الأحد. ولفتت الوكالة إلى أن هناك تخطيطات لإقامة جلسات يوجا ووضع شاشات عرض وحفلات شواء في المدارس خلال اليوم. بيد أن روي قال إن الآباء قرروا إعادة الأطفال إلى المنازل ليل السبت. ويأمل في أن يبقى عدة عشرات من الآباء في حالة من اليقظة خلال الليل في المدارس. وقال "قررنا في اجتماع أننا سوف نعيد الأطفال إلى المنزل. وصفهم بدروع بشرة كذبة كبرى، لكن أنا اتخذت قراري بسبب عدم وجود خوف. من يدري ماذا يجري إذا جاءت غوارديا سيفيل (قوات الشرطة الوطنية الإسبانية)." وأمرت السلطات الشرطة بإخلاء المباني صباح الأحد، دون استخدام العنف في إخراج الآباء والطلاب. ولم يعرف كيف سيرد 17 ألف من ضباط الشرطة الإقليمية على تفويضهم وكيف سيخلون مراكز الاقتراع، والأمر بمثابة عامل رئيسي في نجاح أو فشل الاستفتاء، بحسب أسوشيتد برس. وتصاعدت حدة التوتر بين مدريد وكتالونيا منذ موافقة برلمان الإقليم على قانون للاستفتاء في 6 سبتمبر وبعد يومين أبطلت المحكمة الدستورية العليا القانون، ما أعطى الشرطة والحكومة الأساس القانوني لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف الاستفتاء. ويسود انقسام متساو تقريبا بين أبناء كتالونيا فيما يتعلق بالانفصال عن إسبانيا، حيث قالت وكالة استطلاعات الرأي التابعة لحكومة إقليم كتالونيا في يوليو الماضي أن 45 في المئة فقط من سكان الإقليم يشعرون بكونهم كتالونيين أكثر من كونهم إسبان، بينما الباقون إما تساورهم مشاعر مختلطة أو ميول إسبانية. فيما أظهر استطلاع رأى أجرته صحيفة الباييس (الوحدودية) أن 61 في المئة من أبناء كتالونيا لا يعتقدون بصلاحية التصويت، بينما 82 في المئة يريدون استفتاء قانونيا كاملا، بالتوافق مع مدريد.