أعلن مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق فوز "نعم" في الاستفتاء على انفصال الإقليم عن الدولة المركزية. وقال: "قد نواجه صعوبات ولكننا سننتصر"، ودعا بغداد إلى الحوار بدلاً من تهديد حكومة كردستان العراق؛ وهو الأمر الذي استبعده رئيس وزراء العراق حيدر العبادي، وفقًا ل"بي بي سي". وذكرت المفوضية العليا للانتخابات في كردستان، الأربعاء، أن 92 في المئة من المصوتين في الاستفتاء أيدو انفصال الإقليم عن العراق. وأمهلت بغداد حكومة الإقليم 3 أيام لتسليم مطاراته وأوقفت جميع الرحلات الجوية الدولية من وإلى مطاري أربيل والسليمانية اعتبارًا من، الجمعة المقبل، وقررت إخضاع المنافذ الحدودية البرية مع دول أخرى في إقليم كردستان لإشرافها، وإغلاق المنافذ غير الرسمية. وقال العبادي "الحكومة ستفرض سلطتها الاتحادية، وفق الدستور. لن نتنازل عن وحدة العراق وسيادته. هذا واجب وطني ودستوري نتمسك به". لكن حكومة إقليم كردستان رفضت تسليم المطارات إلى الحكومة العراقية، ووصفت القرار بأنه غير قانوني. ونقلت شبكة "رووداو" الإعلامية الكردية، عن وزير النقل والمواصلات في إقليم كردستان، مولود باومراد قوله إن مطاري أربيل والسليمانية ملك لكردستان". وصوت البرلمان العراقي، الإثنين، على قرار طالب فيه الحكومة بنشر قوات عسكرية في كل المناطق المتنازع عليها مع الاكراد وتشمل محافظة كركوك الغنية بالنفط، ومناطق في محافظات نينوى وديالى وصلاح الدين، وفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية. وتسيطر قوات البشمركة الكردية على تلك المناطق منذ عام 2014 عقب ظهور تنظيم داعش وأثناء مشاركتها في معركة تحرير التي استطاعت تحرير المدينة من التنظيم بعد 9 أشهر من العمليات المشتركة مع القوات العراقية. وقال سعد الحديثي، المتحدث باسم رئيس الحكومة العراقية، إن الحديث عن إرسال قوات عراقية إلى كركوك يأتي ضمن التزامات الحكومة الاتحادية بالحفاظ على سلامة وأمن مواطنيها ومنهم الأكراد. وأضاف في تصريحات لقناة "سكاي نيوز عربية" الأربعاء، "لابد أن نسعى إلى تطبيق القانون الاتحادي ونتصدي لأي محاولة لفرض الأمر الواقع بالقوة على هذه المناطق". وتابع "هذه مسؤولية وطنية ولدينا خطوات في هذا الاتجاه سنقوم بتنفيذها"، مشيرًا إلى أن كل الخيارت مطروحة لفرض السيادة على كافة المناطق العراقية". وقال "لكننا لا نريد التصعيد واستخدام خيارات عسكرية. نحن حريصون على أمن واستقرار الإقليم ونسعى لمعالجة المشكلة وهناك قرارات سوف تتخذ لتعزيز دور الحكومة في فرض سيادة الحكومة الاتحادية". وقال اللواء جمال مظلوم، الخبير الاستراتيجي، إن هناك سيناريوهان للمواجهة بين بغداد وأربيل؛ أحدهما سياسي والآخر ربما يكون عسكريًا، "لكن السيناريو العسكري سيكون في المرحلة الأخيرة". وأوضح مظلوم لمصراوي "السيناريو الأول سياسي؛ تعتمد فيه بغداد على الضغط على حكومة الإقليم اقتصاديًا بإغلاق الحدود ووقف تصدير البترول وفرض حظر على رحلات الطيران، لكن هذا السيناريو سيستغرق وقتًا طويلاًا حتى يحقق نتائجه المرجوة بإجبار حكومة كردستان على التراجع". وأضاف أن "السيناريو الثاني هو استخدام القوة العسكرية، خاصة في ضوء التلميح لمناورات عسكرية بين العراقوتركيا في الشمال وربما تقوم به القوات العراقية منفردة من جهة الجنوب". لكنه قال إن استخدام بغداد للقوة العسكرية ضد إربيل مرهون بدعم الدول المجاورة لها في هذا الاتجاه. وقال "إذا وجدت الحكومة العراقية دعمًا قويًا من تركيا وإيران على وجه الخصوص ستكون فرصة استخدام القوة العسكرية أكبر." وأشار إلى أن الجيش العراقي خرج للتو من معركة تحرير الموصل ويواجه معارك قائمة لتطهير المناطق التي مازال تنظيم داعش يسيطر عليها وهو ما يجعل إقدامه على فتح جبهة جديدة مع قوات البيشمركة أمرًا يخضع لحسابات كثيرة، بحسب قوله.