حوار| مستشار برلمان كردستان العراق: عهد القوة انتهى ب"سقوط صدام".. والاستفتاء في موعده

أمريكا لا ترفض استفتاء الإقليم ومواقف تركيا وإيران متشابهة
حوار - علاء المطيري:
قال طارق جوهر، المستشار الإعلامي لبرلمان كردستان العراق، إن نقطة الخلاف الرئيسية بين أربيل وبغداد تكمن في إنكارها لحقوق الشعب الكردي منذ نشأت الدولة العراقية، مشيرًا إلى أن الديكتاتورية هي من قادت الأكراد للبحث عن تقرير المصير.
وفي حوار لمصراوي؛ قال جوهر: "يمكن تأجيل الاستفتاء بالتوافق مع بغداد إذا أبدت حسن النية قبل انعقاده، لكن بغداد ترفض المبدأ في ذاته".
وفيما يلي نص الحوار..،
- بداية.. ما هو تعليقك على تصريح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الشهر الماضي، بأن استفتاء كردستان غير دستوري ولن يتم الاعتراف بنتائجه؟
بغداد هي من سبقت في مخالفة الدستور الاتحادي الذي تم التصويت عليه عام 2005 وحرمت الأكراد من حقوقهم التي يكفلها الدستور، وهي الآن تريد حرمانهم من حق دستوري في تقرير المصير. ولولا تعنت بغداد وغياب العدل في التعامل مع الشعب الكردي لما طالب الأكراد بالاستفتاء على تقرير المصير الذي سيحدد إم البقاء في نظام كونفدرالي أو انفصال الإقليم.
- رفضتم طلب أمريكي لتأجيل الاستفتاء وأعلنت رئاسة الإقليم أن الشعب الكردي سيمضي قدمًا في الاستفتاء.. هل ترى أن رفضكم سيغضب أمريكا؟
أمريكا لا ترفض الاستفتاء كمبدأ وإنما كان طلبها هو تأجيل موعد إجرائها لاعتبارات لها علاقة بالأوضاع الإقليمية الحالية.
- تركيا المجاورة حذرت على لسان وزير خارجيتها مولود تشاووش أوغلو من حرب أهلية إذا تم تمرير الاستفتاء.. ما هو تعليقك؟
التحذيرات التركية لا توافق الواقع لأن إقليم كردستان يطالب بحقه ولم يتعدَ على حقوق الغير.
- وهل ترى أن تركيا تحاول إفساد الاستفتاء؟
تخشى تركيا من أن يكون استقلال أكراد العراق حافزًا لأكراد تركيا للبحث عن الاستقلال وتحاول مواجهة ذلك بشتى الطرق.
- وماذا عن إيران؟
التخوفات التركية من استقلال إقليم كردستان العراق تنطبق على إيران لأنها هي الأخرى تخشى من تحفيز أكراد إيران للانفصال.
- ما هو موقفكم من مصر وهل ترون أنها يمكن أن تعترف بكم في حال الانفصال عن العراق؟
تاريخ مصر في دعم الأكراد يمتد لعهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ونتوقع أن يكون لمصر دور إيجابي في حالة استقلال الإقليم.
- هل تُقدم بغداد على استخدام القوة لضم إقليم كردستان؟
عهد استخدام القوة ضد الإقليم قد ولى منذ سقوط صدام حسين، الرئيس العراقي السابق، ولا أعتقد أن أحدًا سيقدم على التفكير في ذلك مستقبلاً.
- الحقوق القومية والدستورية للشعب الكردي هل لها علاقة بمن يحكم في بغداد؟
الواقع يقول أن الأكراد لم يحصلوا على حقوقهم القومية والدستورية في الأنظمة المتوالية؛ فلا شيء تغير بعد سقوط صدام حسين. تغيرت الأنظمة الحاكمة في بغداد لكنها جميعًا تتبنى نفس النهج في هضم حقوقنا وسلب إرادتنا.
- ما هي أبرز النقاط الخلافية بين بغداد وأربيل؟
الجغرافيا هي دومًا مكمن أي خلاف، وتعد كركوك نقطة الخلاف الرئيسية ليس بسبب النفط وإنما بسبب الجغرافيا التي تقول أنها حق للأكراد، وفي حالة انفصال الإقليم ستكون كركوك حق للأكراد وليس لبغداد. يُضاف إلى ذلك أن بغداد تنتهك حقوق الإقليم الدستورية خاصة المادة 140 من الدستور ولا تؤمن بالفيدرالية وبمبدأ حق تقرير المصير للشعب الكردي.
حل الخلافات مع بغداد "مستحيل"
- لماذا تريدون الانفصال؟
لغياب العدل والشراكة الحقيقية بين أربيل وبغداد.
- هل أصبح حل الخلافات بين أربيل وبغداد مستحيل؟
نعم، فحكومات بغداد المتوالية تنتهك حقوق الإقليم، ولك أن تعلم أن بعض المناطق الكردية شهدت تغييرات ديموغرافية لتغيير معالمها وحق الأكراد فيها.
- ما هو وضع قوات البيشمركة في الوقت الحالي؟
وفقًا للدستور الاتحاد، تعد قوات البيشمركة جزءًا من الجيش العراقي ويعني ذلك أن يتم تسليحها وتدريبها من ميزانية الدفاع الخاصة بالجيش، لكن ذلك لا يحدث، وبدل من تسليح البيشمركة يتم تسليح قوات الحشد الشعبي والعشائر.
- وهل لذلك أثر عليكم؟
غياب العدل وضياع الحقوق أصل فكر الانفصال لدى مواطني كردستان، وتسليح البيشمركة جزء من الحقوق الضائعة للشعب الكردي.
- ما هو موقفكم من الشعب العراقي؟
ليس لدينا أي حساسية تجاه الشعب العربي في العراق ولو لجأت الحكومة العراقية لاستخدام القوة ضد الإقليم في أي وقت سنعود إلى نقطة الصفر في التعامل مع الأزمة.
- هل الأوضاع الداخلية في كردستان مهيئة لإجراء الاستفتاء في الوقت الحالي؟
الحقيقة أن الأوضاع الداخلية في الإقليم يشوبها الكثير من المشكلات الداخلية وخاصة أن البرلمان لا ينعقد منذ عامين ونأمل أن يستعيد جلساته لأن ذلك سيساهم في حل الكثير من القضايا الخلافية في المستقبل خاصة في حال الانفصال عن العراق وتكوين دولة مستقلة.
اقرأ أيضا:
هل أصبح حلم الأكراد بدولة قريبا من لحظة الحقيقة؟