رئيس جامعة قناة السويس يتابع امتحانات كلية الألسن    «التضامن» تقر عقد التأسيس والنظام الداخلى لجمعية العلا التعاونية للخدمات الاجتماعية    أسعار النفط تقلص مكاسبها وتتداول بالقرب من أعلى مستوى في 5 أشهر    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الاثنين    وزير الري يتابع المنظومة المائية بمحافظتي بني سويف والمنيا خلال فترة أقصى الاحتياجات    ارتفاع تحويلات المصريين بالخارج إلى 29.4 مليار دولار خلال 10 أشهر    الاثنين 23 يونيو 2025.. نشرة أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع    إسرائيل تطالب مواطنيها بدخول الملاجئ والبقاء فيها حتى إشعار آخر    وزير خارجية إيران: الهجمات الإسرائيلية والأمريكية "عدوان" ونرد من منطلق الدفاع عن النفس    كيف أثر القصف الأمريكي لإيران على الوضع الأمني داخل الولايات المتحدة؟    استشهاد 9 فلسطينيين من منتظري المساعدات في شمال غربي غزة جراء قصف إسرائيلي    مانشستر سيتي يكتسح العين ويتأهل لدور ال16 بمونديال الأندية 2025    مباراة الأهلي وبورتو اليوم في كأس العالم للأندية 2025.. القنوات الناقلة وتشكيل الفريقين    بالفيديو.. الأرصاد: ارتفاعات في نسب الرطوبة والقاهرة تسجل 39 درجة مئوية    وصول دفاع الطفل ياسين لمحكمة جنايات دمنهور    رئيس جامعة قناة السويس يشهد مؤتمر جمعية أبحاث الجهاز الهضمي بالإسماعيلية    بالأسماء، وزير الداخلية يأذن ل21 مواطنًا بالحصول على جنسيات أجنبية    أسعار البيض في المزارع المحلية اليوم الإثنين 23 يونيو    استقرار سعر الدولار في البنوك الرئيسية اليوم الإثنين 23 يونيو 2025    الذهب يتأرجح بين صعود عالمي وضغوط محلية رغم تراجع التوترات الجيوسياسية    حالة المرور اليوم، كثافات متحركة في هذه المناطق    هاني شاكر يحيي حفلا غنائيا 18 يوليو بمسرح البالون    عزلة واكتئاب حاد، نص أقوال الأم قاتلة أبنائها الثلاثة خنقًا بالشروق    نانسي عجرم بجاكيت غريب في حفلها بمهرجان موازين    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 23-6-2025 في محافظة قنا    شركات الطيران العالمية تراجع خططها في الشرق الأوسط بعد الضربات الأمريكية على إيران    السبكي: الأورام السرطانية تمثل تحديًا لأي نظام صحي    حظك اليوم الإثنين 23 يونيو 2025 وتوقعات الأبراج    إسعاف الاحتلال: عدة إصابات أثناء التوجه إلى الملاجئ بعد هجوم صاروخى إيرانى    روبي بعد تصدر "ليه بيداري" الترند مجددًا: الجمهور بيحبها كأنها لسه نازلة امبارح!    عقوبة الهاكر.. الحبس وغرامة 50 ألف جنيه وفقًا لقانون مكافحة الجرائم الإلكترونية    حكم الشرع في غش الطلاب بالامتحانات.. الأزهر يجيب    ظهور نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 في أسيوط خلال ساعات.. رابط مباشر وخطوات الاستعلام    «متقللش منه».. مشادة على الهواء بين جمال عبدالحميد وأحمد بلال بسبب ميدو (فيديو)    تفجير كنيسة مار إلياس بدمشق.. جرحٌ ينكأ ذاكرة العنف الطائفي(تقرير)    جمال عبد الحميد: كنت أتمنى بقاء الرمادي في تدريب الزمالك    أحمد بلال: الزمالك تعاقد مع مدير رياضي لم يلعب كرة القدم من الأساس    دونجا: أداء الأهلي في كأس العالم للأندية سيئ.. والفريق يلعب بطريقة غير واضحة مع ريبيرو    التعليم: وصلنا لمرحلة من التكنولوجيا المرعبة في وسائل الغش بامتحانات الثانوية العامة    مصرع شابين غرقا ببركة زراعية في الوادي الجديد    إصابة 5 أشخاص في حادث انقلاب ميكروباص بالصف    بالصور.. خطوبة نجل سامي العدل بحضور الأهل والأصدقاء    «أكسيوس»: الهجوم على إيران كان عملية ترامب وليس البنتاجون    جراء الضربة الأمريكية.. معهد الأمن الدولي: مجمع أصفهان النووي الإيراني تضرر بشدة    الأزهر للفتوى يحذر من الغش في الامتحانات: المُعاونة على الإثم إثم وشراكة في الجريمة    ما حكم تسمية المولود باسم من أسماء الله الحسنى؟.. أمين الفتوى يجيب    الدكتور علي جمعة: المواطنة هي الصيغة الأكثر عدلًا في مجتمع متعدد العقائد    موعد مباريات اليوم الإثنين 23 يونيو 2025| إنفوجراف    طبيبة كفر الدوار تطعن على حكم إيقافها 6 أشهر في قضية إفشاء أسرار المرضى    بالأرقام.. ممثل منظمة الصحة العالمية: 50% من حالات السرطان يمكن الوقاية منها    نيللي كريم تكشف عن مواصفات فتى أحلامها المستقبلي (فيديو)    جمال الغندور: الأهلي يفاضل بين ديانج وعطية الله للموسم المقبل    اعتماد نتيجة امتحانات الترم الثاني لمعاهد "رعاية" التمريضية بالأقصر.. تعرف على الأوائل    مندوب إيران بمجلس الأمن: أمريكا الوحيدة تاريخيا من استخدمت أسلحة نووية    وشهد شاهد من أهله .. شفيق طلبَ وساطة تل أبيب لدى واشنطن لإعلان فوزه أمام الرئيس مرسي!    «الشيوخ» ينتقد أوضاع كليات التربية.. ووزير التعليم العالى: لسنا بعيدين عن الموجود بالخارج    مقتل شاب وإصابة والده في مشاجرة بضواحي بورسعيد    وداعًا لأرق الصيف.. 4 أعشاب تقضي على الأرق وتهدئ الأعصاب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسعود بارازانى ل «الأهرام»:استفتاء كردستان هدفه الاستقلال..ولانحتاج إلى استئذان من أى طرف
نشر في الأهرام اليومي يوم 10 - 08 - 2017

فى الوقت الذى أعلن فيه رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى أن استفتاء إقليم كردستان لتقرير المصير غير دستورى وغير شرعى، وأنه لن يتم التعامل مع هذا الاستفتاء الذى سيعقد فى الخامس والعشرين من الشهر المقبل.
أجرت «الأهرام» حوارا مطولا مع السيد مسعود بارزانى رئيس إقليم كردستان أكد فيه على إصرار الإقليم على إجراء الاستفتاء، وعرض فى الحوار تاريخ العلاقات بين الاقليم والمركز، وكذا الأسباب التى دفعت أقليم كردستان إلى الاتجاه إلى الاستفتاء على حق تقرير المصير، الذى قال إن هدفه الاستقلال. وإلى تفاصيل الحوار:

كيف ترون علاقاتكم مع القاهرة؟
توجد فى عاصمتنا أربيل قنصلية مصرية نعتز بوجودها وبالعاملين فيها الذين يعملون معنا من أجل تطوير العلاقات بين الجانبين، ونتمنى أن تبقى وتستمر علاقاتنا أفضل على الدوام.
هل هناك أى اتصالات تنسيقية بينكم والقاهرة فى ملف الاستفتاء المزمع تنظيمه فى سبتمبر المقبل؟
لقد تم إبلاغ كل ممثليات الدول فى الإقليم ومنهم القنصل المصرى العام ، وبالتأكيد سيتم دعوة ممثلين رسميين وغير رسميين من القاهرة لمراقبة الاستفتاء، ودعم الحوار بيننا وبين بغداد حول هذا الأمر.
كيف ترون علاقاتكم مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهل تنوون زيارة مصر قريباً؟
لمصر الكبيرة موقع مهم ودور ريادى فى المنطقة، ونعمل دوما من آجل تعزيز العلاقات مع مصر، ومع فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبالتأكيد سنزورمصرقريباً بإذن الله.
ما هى المعطيات التى استندتم إليها للإعلان عن تنظيم استفتاء شعبى حول حق تقرير المصير فى إقليم كردستان العراق؟
لقد أفشلت كل الحكومات العراقية المتعاقبة منذ تأسيس الدولة فى عشرينيات القرن الماضى وحتى يومنا هذا مبدأ «الشراكة الحقيقية بين القوميتين الرئيسيتين فيها»، وتعاملوا معنا كخصم بل وكعدو، واستخدموا كل أنواع الحروب بما فيها حرب الإبادة الجماعية كما حدث فى حلبجة كيمياويا وكما حدث فى الأنفال سيئتى الصيت التى راح ضحيتها أكثر من180 إلف مواطن كردستاني، إضافة إلى تدمير 4500 قرية كردية من مجموع خمسة آلاف قرية. وبعد عام 2003 تأملنا خيرا وذهبنا إلى بغداد لنؤسس معا دولة المواطنة والشراكة الحقيقية، ونعوض المتضررين من الأهالي، وشاركنا فى وضع دستور دائم للبلاد، لكن خلال أربعة عشر عاما منذ ذلك التاريخ لم يثبت القائمون على الأمر فى بغداد أنهم أفضل من سابقيهم فى التعامل مع قضيتنا، ومارسوا ذات السياسة القديمة فى محاولة للتهميش والإقصاء بل والتدمير كما حصل فى قطع حصة إقليم كردستان من الموازنة العامة للبلاد، ووقف صرف رواتب الموظفين منذ عام 2014 وحتى يومنا فى محاولة لممارسة نوع آخر من الإبادة الجماعية للسكان وإشاعة الفوضى وإيقاف التنمية والازدهار فى الاقليم. أبلغناهم فى بغداد أن هذه السياسة دفعت الشارع فى إقليم كردستان بالضغط على الإدارة هنا لتغيير العلاقة مع بغداد، والعمل من اجل الاستقلال درءا لتطور المشكلات والصراعات المحتملة، والانتقال من شراكة فاشلة إلى جيرة ناجحة.
وماذا عن أهداف هذا الاستفتاء؟
كلمة واحدة الاستقلال.
هل توجد علاقة بين الدعوة إلى تقرير المصير والأحداث الجسام التى تجرى فى المنطقة والعراق؟
إن ما يجرى فى المنطقة له تأثير بالغ على تطورالإحداث.. فقد استهدفت منظمة داعش الإرهابية الأكراد فى العراق وسوريا، واحتلت داعش بلدات من إقليم كردستان، وحاولت التقرب من العاصمة أربيل ومن كركوك ودهوك، مستغلة الحصار الجائر الذى فُرض على الإقليم بقطع حصته من الموازنة، وفى محاولة لإضعاف قوات البيشمركة الكردية بحرمانها من التدريب والتسليح، هذا رغم أن الدستور العراقى يعتبر قوات البشمركة جزءاً من المنظومة العسكرية العراقية. كل هذه الأحداث مع توجه بغداد إلى إقصاء الإقليم وبقية المكونات باستخدام الأغلبية السياسية والطائفية، وخشية من تطور هذه الخلافات إلى صراع، ذهبنا إلى خيار استفتاء شعبنا فى تقرير مصيره وهو خيار ديمقراطى موثق فى العهود والمواثيق الدولية.
هل هناك توافق بين الأكراد فى سوريا والعراق وإيران وتركيا حول حلم الدولة الكردية ؟
بصراحة كل أبناء الشعب الكردى يطمحون إلى حق تقرير المصير.. ومن ثم اختيار شكل العلاقة مع الدول التى يشكلون جزءا من سكانها ذلك حسب اتفاقية سايكس بيكو سيئة السمعة، وهنا فى العراق اختار شعبنا الاستفتاء لتقرير شكل العلاقة مع الإخوة العراقيين شركائنا فى هذه الدولة، وليس لخيارنا فى الاستفتاء علاقة ببقية إخوتنا الأكراد فى بقية الأجزاء. ونحن نؤيد حل مشكلاتهم بطريقة سلمية و ديمقراطية.
هل أخذتم فى اعتباراتكم رد فعل العراق سواء تجاه تنظيم الاستفتاء أو تجاه نتائجه؟
لا أبدا.. أنا ورفاقى نعمل من اجل تحقيق ما يريده شعبي، وسنحاور ونفاوض إخوتنا فى العراق حول الاستفتاء والاستقلال، ذلك لأنه لا خيار لدينا غير الحوار والتعايش السلمى أبدا.
الدوائر القريبة منكم تتذرع بالمادة 140 من الدستور العراقى حول مسألة الاستفتاء على «المناطق المتنازع عليها». هذا فى الوقت الذى ترد فيه الدوائر فى بغداد بأن إقليم كردستان ليس منطقة متنازعا عليها ولا يوجد نزاع حول محافظات دهوك وأربيل والسليمانية.. ما هو رأيكم فى هذا التناقض؟
فعلا ليس هناك نزاع بل هناك إصرار بعض الجهات النافذة فى بغداد على ذات النهج الذى شوه التركيبة السكانية (الديموغرافية) هذه المناطق المستقطعة من كردستان وهى كركوك وسنجار وزمار ومخمور وخانقين والشيخان ومناطق أخرى، ورغم إيماننا بأنها مستقطعة وافقنا على خريطة طريق لحل اشكالياتها، لكنهم عرقلوا تطبيق تلك الخريطة. انهم تقاعسوا فى تنفيذ المادة 140 اذ كان من المفروض أن ننتهى من تنفيذها بنهاية عام 2007 لكن بغداد أهملتها.
مصادر فى بغداد تشير إلى أن بغداد لن توافق لا على الاستفتاء، ولا على نتائجه، كما أن كلا من طهران وأنقرة لن توافقا على ما تصفانه بتلك المغامرة الكردية المحسوبة.. ما هو موقفكم من هذه العواصم الإقليمية؟
نحن نمارس حقنا فى الحياة بأسلوب أنسانى ديمقراطى متحضر، ولا أعتقد ان العالم اليوم يتحمل الوقوف بالاتجاه المضاد إذا كان يحترم تعهداته بحقوق الإنسان والشعوب، نحن لا نحارب أحدا وإقليمنا مستقل ذاتيا منذ 1991. وقد أثبت جدارته فى علاقات إيجابية ومتميزة مع جيرانه الأتراك والإيرانيين والسوريين والعراقيين، وما صدر من الجميع لم يفسر لدينا برفض لنتائج الاستفتاء أو حتى رفض لفكرتها، هم أبدوا ملاحظات حول عدم صواب التوقيت.
يقول مراقبون إنه بعد تحرير الموصل فإن التحدى الأكبر للحكومة العراقية سيتركز فى حل الخلافات بين الحكومة التى يهيمن عليها الشيعة، والسنة فى الغرب والأكراد فى الشمال ما هى السيناريوهات المطروحة؟
للأسف الشديد هذه السياسة أى سياسة الهيمنة والإقصاء لباقى الشركاء هى التى ضاعفت بل أنتجت كل الإشكاليات والحرب الطائفية المقيتة، وقد حاولنا ومنذ سقوط النظام السابق فى بغداد ألا تذهب هذه القوى إلى ذات المستنقع الذى وقعت به معظم الحكومات العراقية، لكنهم للأسف يمارسون ذات السياسات وبأساليب قاسية دفعت شعبنا إلى الاتجاه نحو الاستفتاء.
قضية حقول النفط فى كركوك، ولمن تعود، عائدات تلك الحقول هى واحدة من التحديات السياسية التى تعترض السياسات المستقبلية.. ما هى إمكانات التغلب على هذه المشكلة؟
كركوك وما فيها من ثروات هى كردستانية، كل خيراتها ملك شعبها من الكرد والعرب والتركمان والمسيحيين وغيرهم، أما عائداتها فمنذ أن تدفق النفط من أراضى كركوك وكل حكومات بغداد تحيل تلك العائدات إلى قنابل وأسلحة كيماوية أحرقت بها كردستان.. وقتلت مئات الألوف من أبنائها وبناتها، اليوم لدينا مادة دستورية تنص على إجراء الاستفتاء فى هذه المحافظة، وقد قرر البرلمان المحلي فى كردستان ومحافظها الاشتراك فى الاستفتاء المزمع إجراؤه فى 25 سبتمبر المقبل.
الأكراد هم أكثر الشعوب المقسمة فى العالم، والأراضى الكردية التقليدية التى يعيش عليها قرابة 50مليون كردى تقريباً، موزعة ما بين تركيا، إيران، العراق وسوريا. هل هذا الوضع إيجابى أم سلبي؟
بل هو إن لم يكن جريمة فهو خطأ كبير وقعت فيه الدول التى صاغت اتفاقية سايكس بيكو سيئة السمعة، وهو موقف بالتأكيد سلبى جدا ويقف وراء كل الإشكاليات التى تواجه الدول الأربعة.
هل الأكراد فى الدول الأربع التى يعيشون فيها متفقون سياسياً؟
الشعوب نعم متفقة تماما، أما الأحزاب والحركات فربما توجد هناك خلافات فى وجهات النظر أو فى الفلسفة السياسية.. لكنهم جميعا مؤمنون بأن حقوقهم سلبت منهم، ولهم الحق كبقية شعوب العالم فى تقرير مصيرهم.
وماذا عن مواقف تركيا من هذا الاستفتاء؟
التصريحات التى نشرت فى وسائل الإعلام متضاربة لكنها فى المجمل ليست ضد مبدأ حقوق الشعب الكردستاني، ولكنهم كما تعلمون عضواً فى الأمم المتحدة، ومن مبادئ هذه المنظمة والتزاماتها احترام سيادة ووحدة أراضى بقية الأعضاء، ولذلك نرى معظم التصريحات تأتى من هذا المنطلق وليس ضد المبدأ أساسا، وعليه فنحن نتفهم مواقف هذه الدول عندما تبدى ملاحظاتها على موعد الاستفتاء.
كيف تقومون العلاقات بينكم وأردوغان، وماذا طلب أردوغان من منكم؟ خلال الزيارة التى قمتم بها أخيرا إلى تركيا؟
العلاقات بين كردستان والجارة تركيا جيدة جدا، ونحن الاثنان نتمتع بعلاقات تجارية واقتصادية متينة جداً، وأصدقاؤنا الأتراك يدركون جيدا أهمية إقليم كردستان لديهم.. ولذلك كانوا دوما معنا واستثمروا ولا يزالون يستثمرون مليارات الدولارات فى كردستان، فهم شركاء جيدون فى معظم مشاريعنا، وعلاقتنا بالرئيس أردوغان علاقة جيدة وقديمة وقد افتتح معنا مطار أربيل الدولي، ولم يطلب الرجل إلا تقوية العلاقة معنا وتطويرها
تساءل بعض المراقبين عن الشرعية القانونية لتنظيم الاستفتاء فى سبتمبر المقبل، ما هو تعليقكم؟
الاستفتاء يعتمد أساسا على مصدر التشريعات وهو الشعب، ولا يحتاج إلى استئذان من أى طرف، فهو ممارسة ديمقراطية طبيعية جدا، فى الدول المتقدمة والديمقراطية تجرى الاستفتاءات على كل الأمور، لأنهم يدركون إن القرار الأخير والقانونى هو رأى وقرار الشعب.
برأيكم ماذا عن مواقف المجتمع الدولى من هذا الاستفتاء خاصة أن بعض التقارير تشير إلى أن كلا من موسكو وواشنطن ليستا جاهزتين فى الوقت الحاضر لولادة كيانات سياسية جديدة فى المنطقة؟
لم تحظ أى دولة فى العالم حين استقلالها باعتراف كل الدول، بل إن كثيرا من تلك الدول انتظر طويلا لتحقيق ذلك، نحن نلبى رغبة شعبنا ولا أظن أن أى دولة تحترم التزاماتها الدولية والأخلاقية والسياسية تقف ضد إرادة أكثر من ستة ملايين مواطن كردستاني.
هل قمتم بالتشاور مع العواصم الدولية واشنطن وبروكسل وموسكو وبكين حول هذا الاستفتاء؟
هذه من وظائف هيئة الانتخابات والاستفتاء فى الإقليم، ومجلس الاستفتاء الأعلى الذى من واجباته دعوة مراقبين من كل دول العالم ومؤسساتها التشريعية والحكومية والرقابية والإعلامية، لمراقبة الاستفتاء فى كردستان والدول التى ذكرتها من ضمنها.
كيف تقومون تجربة الفيدرالية فى العراق التى بدأ تنفيذها عام 2003؟
لو تم تطبيق الفيدرالية فى العراق بروح ايجابية لحلت كل مشكلات البلاد، لكنهم عملوا فى بغداد منذ البداية على تقزيم الفيدرالية، بل ومعاداة كل من طالب بها، هذا كما فعلوا فى البصرة، وصلاح الدين، والموصل، علما بأن الدستور يُعرفُ العراق بأنه دولة اتحادية أى دولة فيدرالية، وفى مادة أخرى منح الدستور أى محافظة أو ثلاث محافظات حق إنشاء فيدرالية لهم إلا أنهم فى بغداد خرقوا الدستور وأوقفوا تطبيق هذه المادة.
ما تفسيركم لاتفاق جميع الأحزاب الكردية، ما عدا حركة التغيير والجماعة الإسلامية، على ملف الاستقلال كهدف لا بد أن يحققه الأكراد؟
لا يوجد مواطن كردستانى يقف ضد الاستفتاء ولا حتى ضد الاستقلال، ولكن هناك دوما فى النظم الديمقراطية خلافات سياسية بين أحزابها كما يوجد تحالفات أيضا، لذلك أعتقد تماما بأن أى حزب يقف ضد هذا الاستقلال إنما ينتحر سياسيا ووطنيا.
كيف تقومون العلاقة بين الحزبين الكرديين الكبيرين، الحزب الديمقراطى الكردستانى وحزب الاتحاد الوطنى الكردستاني؟
العلاقات بين الحزبين جيدة وتاريخية، وما يجمعنا أكبر وأكثر من خلافاتنا أو اختلافنا فى بعض وجهات النظر هنا وهناك
يرى البعض أن التوليفة الدستورية، التى شارك الأكراد أنفسهم فى إعدادها فى بغداد، قد فشلت فى إيجاد حلول لمسألة تقاسم السلطة والثروة، وكذلك فى توفير علاقة صحية بين حكومة المركز وحكومة الإقليم والوصول إلى توزيع عادل للثروة، وأخيرا فشلت فى تنظيم علاقة البشمركة بالمنظومة الدفاعية للعراق ما هى أسباب كل ذلك الفشل؟
أعتقد أن شركائنا فى بغداد عملوا على إفشالها، والدليل على ذلك أنهم وضعوا قانون النفط والغاز على الرف ولم يفعلوه، وهو القانون الذى شاركنا فى وضع مسودته معهم، والذى ينظم كل ما يتعلق بالطاقة بين الأقاليم والمحافظات من جهة، وبين المركز بغداد من جهة أخرى، لقد خرقوا فى بغداد الدستور فى كثير من مواده ومنها المادة 140 وفى مسألة البيشمركة وفى غيرها..
تنطلق آمال الأكراد فى الوقت الراهن لتأسيس دولتهم المستقلة على قاعدة فشل المنظومة السياسية، والدستورية لنظام الحكم الحالى فى العراق فى إشباع احتياجاتهم، ما هو مدى صحة هذه المقولة؟ وإن كانت صحيحة، فما هى مطالب الأكراد التى فشل العراق فى تحقيقيها؟
بالضبط فشلوا فى اقامة دولة المواطنة والشراكة الحقيقية والديمقراطية الحقة، ومالوا تدريجيا إلى تكثيف السلطة بأيديهم وتهميش المكونات الأخرى تماما كما حصل مع الكردستانيين.
يذهب بعض المراقبين إلى أن خياركم السياسى فى أربيل لا يتّسق مع قواعد الصراع الداخلي، وينزع نحو أجندات ما فوق عراقية خطيرة..ما هو ردكم على أولئك المراقبين؟
هذا ظلم وتحليل خاطئ للأمور، شعبنا يحلم بالاستقلال منذ قرن من الزمان والآخرون يقمعون ذلك الحلم بشتى الأساليب، ولاعلاقة لنا لا مع قواعد الصراع الداخلى ولا الخارجي، نحن نعول على إرادة شعبنا وخياراته.
ألا تعتقدون أن منظومة قانونية دستورية تنظم علاقة المكونات الاجتماعية والثقافية والجغرافية المختلفة فى العراق على النحو الذى يحمل الاستقرار والانسجام إلى النسيج الوطنى العام، وأن إيجاد الوصفة المناسبة لوحدة العراق أفضل من الخروج علية والانفصال؟
لا اعتقد ذلك، ولقد مضى الوقت على ذلك أيضاً، فمنذ تاسيس الدولة العراقية بعد الحرب العالمية الاولى ونحن نحاول ايجاد شراكة حقيقية، لكن مع الأسف الشديد ذهبت كل محاولاتنا هباء وأصطدمت جميع المحاولات بموقف لامسئول من بغداد، و لم يعد هناك أمل فى انشاء الدولة التى تتحدثون عنها.
ما هى الكلمة التى تودون إرسالها إلى كل من العواصم التالية:
إلى بغداد؟
فشلنا فى أن نكون شركاء.. دعونا ننجح كجيران حلفاء.
إلى أنقرة ؟
كردستان هى خاصرتكم المريحة والأمينة.
إلى دمشق؟
نحترم خيارات الشعب السورى ولا توجد خلافات بيننا.
إلىالمملكة العربية السعودية؟
شعبا وحكومة وملكا أصدقاء وأشقاء نتمتع وإياهم بعلاقات متينة.
إلى طهران؟
لن ننسى موقفهم أيام هجوم مقاتلى داعش على كردستان، فقد كانوا الأوائل الذين دعمونا فعليا ووقفوا إلى جانبنا.
إلى القاهرة؟
علاقاتنا مع القاهرة تاريخية فقد عاد الزعيم البارزانى من موسكو عام عن طريق القاهرة 1958 إلى بغداد والتقى الرئيس عبدالناصر آنذاك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.