واشنطن بوست :استياء الصين من منظومة ''ثاد'' يشكل تحديا أمام ترامب

سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الصادرة اليوم الأربعاء الضوء على تحذيرات الصين من "تداعيات" نشر منظومة "ثاد" الدفاعية الأمريكية داخل الأراضي الكورية الجنوبية.. واعتبرت أن هذا الأمر يُزيد بدوره من التوتر الإقليمي في آسيا ويشكل تحديا أمام إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأشارت الصحيفة –في تقرير لها بثته على موقعها الألكتروني- إلى أن كلمات الصين الصارمة في هذا الشأن جاءت عقب يوم من إطلاق كوريا الشمالية لأربعة صواريخ سقطت معظمها قبالة سواحل اليابان، في مناورات – اعتبرتها الحكومة الشمالية- اختبارا لعملية هجوم تستهدف القواعد العسكرية الأمريكية في اليابان.
وذكرت الصحيفة:"أن تصاعد التوترات في شرق آسيا يخلق صعوبات محتملة ومشكلة متعددة الجوانب أمام الولايات المتحدة، وهي توترات تشمل:كوريا الجنوبية،التي تعيش في خضم إضطرابات سياسية داخلية؛ وكوريا الشمالية، التي لا يمكن التنبؤ بتصرفاتها في غالب الأمر؛واليابان، الحليف الثابت للولايات المتحدة والتي تعاني من اقتصاد ضعيف مع آمال في توسيع وجودها العسكري في الوقت ذاته؛ وأخيرا الصين، التي أضحت أقوى دولة في المنطقة ومنافسا قويا للولايات المتحدة وشريكا تجاريا رئيسيا في المنطقة".
وأبرزت الصحيفة تعليقات المسئولين الأمريكيين والكوريين الجنوبيين بأن استمرار بيونج يانج في إطلاق الصواريخ يؤكد ضرورة نشر نظام "ثاد" بإعتباره واجهة دفاعية ضد نظام كيم جونج أون في الشمال...فيما بدأ الجيش الأمريكي بالفعل نقل أجزاء المنظومة الدفاعية إلى الأراضي الكورية الجنوبية منذ يوم أمس.
إلا أن بكين ترى أن "ثاد" تشكل تهديدا على جيشها وتقدم الأدلة الدامغة على "تدخل" الولايات المتحدة في شئون شرق آسيا.
في السياق ذاته، قالت الصحيفة الأمريكية إن وزارة الخارجية الصينية لم تحدد حتى الآن أي تصرفات بعينها قد تتخذها ضد الولايات المتحدة، ولكن امتعاض بكين من نشر "ثاد" يمثل تغيرا مفاجئا في لهجة عادة ما اتخذت حتى الآن منحى حذرا تجاه الرئيس الأمريكي الجديد.
وأشارت إلى أنه بالرغم من ترحيب الصين في بادئ الأمر بفكرة تولي ترامب للرئاسة في واشنطن، من منطلق الاقتناع بمبدأ أن وجود رجل أعمال محنك في سدة الحكم قد يجعل واشنطن تسلك منهجا عمليا في السياسة، إلا أن تحركات ترامب بشأن تايوان وتحدثه مع رئيستها قد أثارت حفيظة بكين.
مع ذلك، أوضحت "واشنطن بوست" أن خطط نشر نظام "ثاد" والتي تعود قبل بدء رئاسة ترامب، لطالما كانت مصدر من مصادر التوتر بين سول وبكين.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسئولين كوريين جنوبيين قولهم:"إنه برغم أن شركات السياحة الصينية أوقفت بالفعل بيع تذاكر الرحلات إلى كوريا الجنوبية، إلا أن إدارة تنشيط السياحة الصينية طالبت بشكل رسمي جميع الشركات بوقف رحلاتها السياحية إلى كوريا الجنوبية بحلول 15 مارس الجاري، ردا على نشر "ثاد".