جامعة المنصورة تحقق قفزات هائلة في تصنيف QS البريطاني 2025    رئيس جامعة الأقصر يتفقد سير الامتحانات بكلية الطب    وزير الري يبحث مشروعات التعاون مع جنوب السودان    محافظ كفرالشيخ يتفقد وحدة الغسيل الكلوى بقرية سنديون    وزيرة البيئة تعلن انطلاق مسابقة "كلنا فايزين" لجمع وفصل المخلفات    «القومية للأنفاق» تعلن تركيب بوابات زجاجية على أرصفة مترو الخط الرابع    محافظ جنوب سيناء: افتتاح السوق القديم والمول التجارى بشرم الشيخ 30 يونيو    حصاد جلسات النواب.. الموافقة على 6 مشروعات قوانين واتفاقية دولية (تفاصيل)    أبو الغيط ل وزير خارجية قبرص: إرسال المساعدات إلى غزة عبر البحر ليس بديلًا عن المعابر البرية    فولة واتقسمت نصين.. وفاة شبيهة الملكة إليزابيث (صور)    «القاهرة الإخبارية»: مقتل 644 جنديا إسرائيليا منذ بداية الحرب في غزة    واشنطن بوست: بايدن يسعى لاستغلال احتفالات نورماندي في التأكيد على تناقض سياساته مع ترامب    بلغة الأرقام، وزير الرياضة يغازل مدبولي للإستمرار في التشكيل الحكومي الجديد    ليفربول يحدد سعر بيع حارس مرمى الفريق    صالح جمعة: الزمالك فاوضني 4 مرات طوال فترة تواجدي في الأهلي    الحكومة تدرس التفاوض مع إحدى الشركات لتشغيل مدينة مصر للألعاب الأولمبية    المكفوفين 50% والصم 77.5 %، محافظ أسيوط يعلن نسب النجاح في الشهادة الإعدادية    المشدد 6 سنوات وغرامة 100 الف جنيه لعاطل لإتجاره في المخدرات بالعبور    حجاج القرعة ل«بوابة أخبار اليوم»: الخدمات المميزة المقدمة لنا تؤكد انحياز الرئيس السيسي للبسطاء    «الوزراء» يسلط الضوء على مخاطر المعلومات الخاطئة والمضللة على العالم    الحاجة هدى أول تاجرة حبوب زراعية بالبحيرة: دخلت السوق علشان أقدر أربي أولادي (فيديو وصور)    الوزير الذى يريده الناس    العرض مستمر.. ولاد رزق في نسخته الثالثة بعد نجاح جزأيه    هل صام النبي العشر الأوائل من ذي الحجة؟.. يضاعف الثواب فيها    محافظ كفر الشيخ: انتهاء 42% من أعمال إنشاء مستشفى مطوبس المركزي    مياه أسيوط تطلق حملات توعية لترشيد استخدام المياه لمحلات الجزارة تزامنا مع عيد الأضحى    عبدالرازق يلتقي رئيس مجلس النواب الكازاخي    حكم قص الشعر والأظافر للمضحي في العشر الأوائل من ذي الحجة.. 3 أقوال شرعية يوضحها البحوث الإسلامية    تدريب طلاب المساحة والخرائط على المتغيرات المكانية في أسيوط    وزير الصحة يستقبل نظيره الزيمبابوي لبحث تبادل الخبرات بين البلدين    لمناقشة قضايا الجودة.. رئيس «الرقابة الصحية» يستقبل مستشار الرئيس للوقاية (تفاصيل)    تفاصيل جديدة في اتهام «حمو بيكا» ضد «نور التوت»    حصول 63 مدرسة بالبحيرة على شهادة اعتماد الجودة    تونس في مواجهة صعبة أمام غينيا الاستوائية بتصفيات كأس العالم اليوم    رئيس إنبي: اتحاد الكرة حول كرة القدم إلى أزمة نزاعات    تعرف على أكبر الوزراء المعمرين في الحكومة.. الأوقاف الأقدم    البابا تواضروس: عدد كبير من الأقباط طلبوا الهجرة خارج البلاد أيام حكم مرسي    هالة خليل تكشف سر تعاون «الكينج» معها في أول أفلامها دون مقابل    كوريا: تعاون مع الدول الإفريقية في مجال الشئون البحرية ومصايد الأسماك على هامش القمة الكورية الإفريقية    اختبارات غناء وتمثيل بالإسكندرية ضمن مشروع قصور الثقافة لاكتشاف المواهب    جيش الاحتلال: الحكومة تقرر استدعاء 50 ألف جندي احتياط إضافي    أسعار الحديد اليوم الأربعاء 5-6-2024 في أسواق محافظة المنيا    محافظ سوهاج يعتمد نتيجة الشهادة الإعدادية بنسبة نجاح 85.83%    الجمعية الفلكية بجدة تكشف تفاصيل ميلاد ذى الحجة بالمملكة العربية السعودية    عليَّ ديونٌ كثيرة وعندى مال أرغب فى الحج به فهل هذا جائز؟.. الفتوى بالأزهر تجيب    ما هو السن الشرعي للأضحية وهل يجوز بالتضحية بالتي لم تبلغ السن المحدد؟    تداول 13 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    محمد سراج يكشف.. أسباب عدم الإعلان عن تصميم الاستاد.. سعة الملعب.. والعائق الأكبر    ل رجل برج الجوزاء.. كيف يمكن أن تكون جوزائيًا وناجحًا؟    وزير الصحة يطلق المرحلة الثانية لمبادرة الكشف المبكر عن الأورام السرطانية ب9 محافظات    الصحة تثمن تقرير "الصحة العالمية" حول نجاح مصر فى القضاء على فيروس c    طارق قنديل: مشروع الأهلي حدث تاريخي للكرة المصرية    السيطرة على حريق نشب داخل شقة سكنية بمنطقة فيصل    إطلاق نار على السفارة الأمريكية في لبنان.. ومقتل المنفذ    أول تعليق للسفارة الأمريكية في لبنان على حادث إطلاق النار    العرضي المسرحي الأرتيست كامل العدد لليلة الثالثة على التوالي    منها الحيض.. مركز الأزهر للفتوى يوضح جميع أحكام المرأة فى الحج    لبيك اللهم لبيك| موسم الحج.. انتظام والتزام ورعاية متكاملة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وجهة نظر: مصر والسعودية.. الافتراق عند نقطة حرجة
نشر في مصراوي يوم 29 - 12 - 2016

لم تكن الأزمة الحالية بين مصر والسعودية لتكون بهذا المستوى من الحدة لولا ما تبعها ورافقها من أمور تكاد تهز الثقة المتبادلة بين القيادات، وتمتد إلى الظهير الوطني لدى كل طرف؛ فقد شهدت السنوات الثلاث الماضية، تقاربا غير مسبوق بين البلدين، دفع بالبعض للتخلص من أفكاره السلبية التي كرستها مواريث الحقب الماضية؛ ولكن ما أن كاد العقل السياسي يطوي هذه الصفحة ويتفاءل بالقادم من الأيام، حتى ضربت الأزمة مؤسسات البلدين، وصدمتهما على نحو مفاجئ، ويكاد يكون صاعقا.
ما يجعل الأزمة مختلفة نوعيا هذه المرة، أنها تضرب في عنصر الثقة الشخصي والوطني المتبادل. وعلى الرغم من أصوات عاقلة، إلا أن لغة التهديد والإطاحة بكل الأعراف والأصول ملموسة على الجانبين؛ ويلوح كل طرف بإمكاناته وقدراته على التمادي في الافتراق، ويشير إلى الأوراق التي لا زالت في جعبته للضغط على الآخر. ولقد أبان كل ذلك عن أن عوامل ومظاهر التقارب في الفترة الماضية لم تكن سوى غطاءات يتوارى خلفها صراع دفين وكامن ورفض بيّن، وصل إلى حد السخرية والتهكم من الآخر، مما يعني أن أجواء التقارب لم تسدها الصراحة والحوار والشفافية وحسن النوايا.
والغريب أن يحدث هذا في وقت يحتاج فيه البلدان أكثر ما يكون إلى بعضهما في مرحلة هي أصعب المراحل على كليهما؛ فالسعودية، تواجه أزمة كبيرة في اليمن لا تزال مفتوحة وتهدد باستمرار استنزاف الموارد، كما تواجه موقفا ليس في مصلحتها في سوريا، ويحدث ذلك في ظل إجراءات تقشف داخلية شديدة واستمرار عدم التعافي في سوق النفط العالمي، برزت ملامحه في وصول عجز الموازنة في 2016 إلى 297 مليار ريال وفي 2017 إلى 198 مليارا، ويترافق ذلك مع الضغط الإيراني وحلول إدارة ترامب. في ظل ذلك، هناك اعتقاد وعتب بأن مصر لم تقدم شيئا للمملكة يعكس عقيدة "مسافة السكة". ولا ينفع في ذلك ترداد المفهوم المصري الخاص لتلك العقيدة.
وعلى جانب مصر، فإنها تجابه الموقف الصعب نفسه، وإن بتجليات مختلفة؛ فلا تزال المطالب الداخلية كبيرة، ولم يلمس الفقراء بعد المردودات الإيجابية للمشروعات الكبرى، مع استمرار نقص الموارد والتراجع الدراماتيكي لقيمة الجنيه أمام الدولار، ويحدث ذلك في ظل تحرك الدولة في خطة نهوض قومي واضحة العلامات، تتمثل في بنية تحتية ومشروعات عملاقة يجري تنفيذها. ومن المؤكد أن التحرك المصري نحو خطة النهوض هذه تأسس على وعد بتمويل خليجي وموقف مبدئي من دعم مصر، دون أن يكون في الحسبان أن يتحول دفء العلاقات، إلى فتور، ثم إلى توتر، تعكسه مناكفات ومكايدات ملموسة، ويهدد بأن يتحول إلى فراق وخصام وأعمال عدائية فعلية.
لا يمكن حصر الأسباب؛ فهي كثيرة، وربما يتجاوز غير المعلن منها ذلك المعلن، وبعيدا عن الأسباب المباشرة، فإننا إزاء علاقات تتسم بكل طابع العلاقات العربية، من مزاجية وشخصانية وميراث عدم مؤسسية امتد على مدى 80 عاما هي عمر النظام العربي، وليس هناك ما يعزز أي خصوصية للعلاقات المصرية السعودية، رغم الشعارات الكثيرة التي تتردد في فترات دفء العلاقات.
وما يرجح أن تتفاقم الأزمة الراهنة، ما علق بالنفوس من مشاعر سلبية، وإحساس كل طرف بالمرارة من الآخر، في ظل اتهامات متبادلة تتنامى بالانتهازية والابتزاز والاستغفال، بل وأحيانا شعور بالخديعة، ولسان حال كل جانب للآخر "أنك خدعتني .. وتريد تركيعي واستنزافي، وتركتني في منتصف الطريق، ولا تريد لي الخروج بأمان من الأزمات، أو إكمال الطريق نحو النهوض الوطني". فهل انفجرت الأزمة من ذاتها؟ أم أراد لها أحد التفجير بوعي بهدف افتراق البلدين عند موقف حرج؟
*د. معتز سلامة يترأس رئيس وحدة دراسات الخليج بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.