- فشل المخطط الإخواني لضرب العلاقات المصرية السعودية - بزيارته التاريخية لمصر.. العائل السعودى ينهي حلم الإخوان فى إفساد العلاقات بين البلدين - سياسيون: «العلاقة بين مصر والسعودية وطيدة.. وقطعوا ألسنة الجماعات الضالة» الإعلام كان ولا يزال سبب الأزمات والزوابع التي تشهدها العلاقات «المصرية – السعودية» وميدانها. ومن هذه الزوابع اتهام الصحفي «إبراهيم عيسى» للسعودية بأنها «منبع للإرهاب والتطرف» في إحدى برامجه التليفزيونية وكان اتهام «عيسى» آثار جدلاً واسعًا بين كتاب ومغردين، سعوديين ومصريين، لكنها لم تحرك أي رد فعل سياسي، وكأن البلدين قررا تجاوز مناكفات الإعلام ووضعها في حجمها. «إبراهيم» عيسى يتهم السعودية علنًا بالإرهاب وتاريخياً يمكن القول أن بقايا الناصرية في الإعلام كانوا وراء عدم مودة الإعلام المصري تجاه السعودية، ولكن تأثير هؤلاء تراجع كثيرًا خلال العقود الثلاثة الأخيرة، لكنه ظل يطل بين فترة وأخرى، فخطاب الحقبة الناصرية ما زال موجودًا في الإعلام المصري، وعلى رغم أن غالبية المؤسسات المصرية تجاوزت فكر تلك المرحلة، إلا أن الإعلام بقى وفيًا لها، وهذا ما يفسر استمرار الموقف غير المتصالح مع السعودية خلال الفترات الماضية، على رغم أن العلاقات بين البلدين تجاوزت المرحلة الناصرية. وبعد ثورة يناير أصبح الإعلام عاملاً آخر أسهم في تعكير الأجواء بين البلدين، وهو الموقف من الإخوان ومن يقرأ مقالات وتغريدات سيجد بعض السعوديين لا يختلف في موقفه من مصر عن موقف «إبراهيم عيسى» من السعودية. وأصبحت الجذور الناصرية والإخوانية تتبادل الأدوار في افتعال زوابع بين البلدين، ولكن العلاقات السعودية - المصرية لا يمكن أن تعود إلى الوراء، والغبار الذي تثيره وسائل الإعلام في البلدين من فترة لأخرى، ولم يعد له التأثير السابق. ولعل آخر دليل على ذلك محاولات تعكير صفو العلاقات بين البلدين، التسريبات التي نسبت إلى القيادة المصرية، والذي احتفل بها الإعلام الإخواني في شكل أوحى أن العلاقات بين مصر والسعودية ستدخل أزمة غير مسبوقة، لكن تلك الزوبعة ظلت في فنجان مثيريها. الإخوان كعادتهم لا يتركون فرصة إلا ويحاولون استثمارها، حيث حاول إعلامهم أن يصطاد في الماء العكر لإفساد علاقة القاهرةبالرياض، خصوصًا بعد رحيل الملك «عبد الله بن عبد العزيز» الذي ساند ثورة 30 يونيو بكل قوة، ومن هذه الصور محاولة الإعلامي معتز مطر على قناة الشرق الإخوانية في إيصال صورة للمصريين أنه بعد رحيل الملك «عبد الله» جاء الانقلاب في مصر- على حد قوله. وأوضح «مطر» أن السعودية ستقطع علاقتها بالقيادة المصرية متمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولكن تبدد الصورة فيما بعد، حيث زار «السيسي» السعودية أكثر من مرة، واستقبله الملك سلمان بكل ترحيب، وتوجه مؤخرًا العاهل السعودي لزيارة مصر في أول زيارة له بعد توليه مسؤولية الحكم في المملكة. «معتز مطر» يكشف علاقة «السيسي» بالسعودية بعد وفاة الملك عبد الله ولعل محاولات التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر وفيسبوك» لضرب علاقة «مصر والسعودية» من خلال بث أخبار وتفسيرات حول غياب القوات المصرية عن القتال إلى جانب حليفتها السعودية، وبقية دول «عاصفة الحزم» في اليمن، بأن العلاقة انتكست، وهذا الافتراض يتجاهل نشاط القوات البحرية المصرية في جنوب مياه البحر الأحمر، أيضًا يتجاهل ما هو أهم؛ العلاقة الاستراتيجية بين البلدين التي صارت أكثر صلابة، ويثمنها الطرفان بشكل كبير في زمن الفوضى التي لم تعرفه منطقتنا مثيلاً من قبل، من حيث ضخامة وعدد الأحداث المحدقة بكل دولة. ومن هنا نستطيع أن نتفهم كم هي قوة العلاقات بينهما، ولا يمكن التفريط فيها فقط لأن هناك من يريد إفساد المناخ العام من أجل تخريب العلاقات. «سياسيون»: زيارة العاهل السعودي لمصر قطعت كل الألسنة التي تتمنى الإفساد بينهما وأكد عدد من المحللين السياسيين، على أنه لا جدال في أن العلاقات «السعودية – المصرية» تجاوزت تأثير الإعلام على النحو الذي كان سائدًا خلال الفترة الناصرية، والدليل على ذلك وقوف السعودية مع مصر في حرب أكتوبر عام 73، وحين قام الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بعقد اتفاقية السلام مع إسرائيل، وقطعت السعودية علاقاتها مع مصر ضمن الموقف العربي في تلك الفترة، بقيت الرياض على تواصل مع القاهرة. وعندما ذهب الرئيس الراحل «السادات» معزياً في وفاة الملك خالد رحمه الله، نقلت إذاعة «بي بي سي» الخبر قائلة: (وصل الرئيس أنور السادات للعزاء في وفاة الملك خالد بن عبدالعزيز، في أول زيارة علنية للسعودية)، ما يؤكد أن الزيارات السرية لم تتوقف، فضلاً عن أن الجالية المصرية أكثر الجاليات عدداً في السعودية، وعلى مدى سنوات. وأضاف «الخبراء» أن التداخل بين ما هو رسمي وما هو خاص في وسائل الإعلام العربية خلق حالة من الارتباك وعدم الفهم لمواقف الدول من بعضها البعض، لكن يبقى أن المصالح الثابتة بين الرياضوالقاهرة تستعصي على مناكفات إعلامية بين فترة وأخرى. ولعل زيارة الملك «سلمان بن عبد العزيز» لمصر هذه الأيام أكبر دليل على حرص الجانب السعودي على قطع كل الألسنة التي يتحاول النيل من العلاقة التاريخية بينها وبين مصر.